أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الثلثاء)، بعد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في باريس، أنه ليس في «وارد إعطاء دروس» لأي دولة في مسألة حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن «من مصلحة الرئيس السيسي هي أن يسهر على الدفاع عن حقوق الإنسان». وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي في قصر الإليزيه: «أنا مدرك الظروف الأمنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي، لديه تحدي استقرار بلاده ومكافحة التطرف الديني»، مضيفاً :«أؤمن بسيادة الدول ولا أعطي دروساً للآخرين كما لا أحب أن يعطي أحد بلادي دروساً». لكن ماكرون شدد على أن «فرنسا تدافع عن حقوق الإنسان ومن مصلحة الرئيس السيسي أن يسهر على الدفاع عن حقوق الإنسان، لكن في إطار تقرره الدولة المصرية وحدها». وتدخل السيسي بدوره، قائلاً للصحافيين: «أنا معني بالإجابة عن مسألة حقوق الإنسان في مصر»، مضيفاً: «نحن حريصون على حقوق الإنسان، لكن يجب أن تأخذوا في الاعتبار أننا في منطقة مضطربة جداً، وهذا الاضطراب كاد يحوّل المنطقة بؤرة تصدر الإرهاب إلى العالم كله». وأكد أنه «حريص على إقامة دولة مدنية ديموقراطية حديثة»، مضيفاً أن «الشعب المصري لا يقبل بأي شكل من أشكال الممارسة العنيفة والديكتاتورية وعدم احترام حقوق الإنسان، لكنني مسؤول عن 100 مليون مواطن» يجب تأمين الحماية لهم. ويقوم السيسي بزيارة رسمية إلى فرنسا بدأت أمس وتستمر حتى بعد غد. وتم قبل عقد المؤتمر الصحافي توقيع إعلان حول تعزيز التعاون العلمي والثقافي والفرنكفوني بين البلدين. وفي وقت سابق اليوم، طالبت منظمة «مراسلون بلا حدود» في تجمع نظمته في باريس ب «إنقاذ الصحافيين المصريين» تزامناً مع زيارة السيسي فرنسا. ورفع نحو 20 ناشطاً لافتة كتب عليها بالإنكليزية «أنقذوا الصحافيين المصريين»، في ساحة الكونكورد وسط باريس أمام مسلة الأقصر التي ترمز إلى العلاقات الفرنسية- المصرية. وحملوا لافتات عليها صور صحافيين مسجونين في مصر بسبب مزاولتهم مهنة الصحافة. وأوضحت مسؤولة مكتب «مراسلون بلا حدود» في الشرق الأوسط ألكساندرا الخازن: «نحن هنا للتضامن مع الصحافيين المصريين الذين باتوا اليوم ضحايا قمع عنيف من السلطات، وخصوصاً للتذكير بأننا لم ننس وضع القابعين في السجون». وأضافت: «سُجن ما لا يقل عن 16 صحافياً أو مدوناً فقط لأنهم قاموا بنشاطات مرتبطة بمهنتهم، لا سيما تغطية أحداث أو قضايا على غرار ارتفاع الأسعار والفساد». وطلبت المنظمة الحقوقية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التدخل بحزم على صلة بملف حقوق الإنسان أثناء محادثاته مع نظيره المصري. وأكد الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار أن «من الضروري أن تبدي فرنسا الحزم أمام السيسي وأن تؤكد له أنها تعتبر الانتهاكات لحقوق الإنسان وحرية الصحافة والصحافيين هذه غير مقبولة، ومضرة بمصالح مصر وبجهدها الخاص في مكافحة الإرهاب، إضافة الى أنها ستضر بالعلاقات الديبلوماسية».