يبدو أن رئيس القادسية المكلف عبدالله الهزاع لم يقرأ رسالة الملك الواضحة والصريحة التي قفلها بعبارته الشهيرة «كائناً من كان» ويبدو أن تعاطي الرياضة في مفهوم الهزاع لا يندرج تحت بنود الفساد بشكل أو بآخر. تلقيت اتصالاً هاتفياً من صوت شاحب يئن بالألم والضعف والحسرة وهو يظن بي (هذا الصوت) الخيرَ على حد زعمه، وسرد همومه وهموم نادي القادسية، وفنّد مواقف عدة إذا صحّت على رئيس النادي عبدالله الهزاع ومجلس إدارته، فهي صورة مؤلمة ومفجعة ولا أتمنى أن يصل جبروت الإنسان وغروره في هذه الدنيا الفانية إلى هذه الدرجة من الجور والظلم. يقول المتصل إن معاناة أبناء النادي وصلت ذروتها والظلم لغة عمل يومي لا يشعر به إلا المظلومون من أبناء النادي، وطلبت من المتصل توضيح الأمر، لأن من الصعب محاصرة الرئيس الغائب بالظلم من دون تقديم البراهين، فقال محمد الفرحان أقيمت له حفلة اعتزال ولم يحصل على كامل حقوقه إلى الآن، ولن يحصل عليها وبالإمكان التأكد منه شخصياً، وغازي عسيري يعيش ظروفاً اجتماعية صعبة للغاية، وأتى حفلة الاعتزال على شكل عمل خيري في ظاهره وباطنه العذاب للاعب وأسرته، إذ لم يتسلم اللاعب ريالاً واحداً إلى الآن ولا يزال يبحث عن حقوقه، ولن تأتي على رغم معرفة رئيس النادي بظروفه المعيشية والأسرية الصعبة، وعلى رغم معرفة متبرعي الشيكات أن مصير هذه الشيكات مجهول الاتجاه إلى الآن، ولم تصل للاعب المعتزل. وسرد المتصل معاناة اللاعبين الذين يصرحون في أي وسيلة إعلامية، إذ يتعرضون للإقصاء ومن ثم تدميره رياضياً، وآخر الضحايا المهاجم الشاب أحمد الصويلح الذي كلف خزانة النادي مبالغ مالية كبيرة، ومن تصريح صحافي واحد تم وضعه في القائمة السوداء للرئيس، وتحدث المتصل عن حقوق اللاعبين الذين انتقلوا لأندية أخرى بشروط فيها إجحاف وهضم لحقوقهم المالية وقيمتهم المعنوية باعتبارهم بشراً. الكلام الذي استمعت إليه في الهاتف من أحد الغيورين على نادي القادسية إذا كان هو الواقع فتباً لرياضة يبيع فيها الإنسان دينه بعرَض من الدنيا، وتباً لمجلس إدارة ارتضى التبعية والسكوت عن الحق والموافقة على الباطل. إذا كانت هذه صورة مبسطة لوضع أندية الوسط، فماذا يجري في الأندية الكبيرة؟ يبدو أنه حان وقت الطرح في قنواتنا الفضائية النائمة في العسل، وحان وقت عمل الهيئة الوطنية للتصدي للفساد من أي شخص «كائناً من كان» [email protected]