أفسدت دوائر الشك والظن أجواء الوسط الرياضي، وتحولت دوائر الشك إلى راشٍ ومرتشٍ وبائع ومزايد، وأصبح السوق رائجاً بالصالح والطالح، والغث والسمين، بل أصبحت لغة التخاطب والتواصل في قنوات الوسط الرياضي بكل شرائحه تلوك التهم جزافاً دون رادع من دين ودون حياء من مجتمع. أي صافرة من حكم حتى لو كانت رمية «آوت» تثير الشكوك في الأنفس المريضة، وأي قرار تتخذه أي لجنة من لجان اتحاد القدم حتى وان أتى وفق اللوائح والأنظمة مجرد ميول وعواطف وكيل بمكيالين، وأي تشكيل لأي لجنة تكون تحت مقصلة دوائر الشك والبحث في النوايا والسوابق والشواهد والتغذية الاسترجاعية، والمحصلة عوائق عمل ووضع العصا في عجلة عربة الحياة، وأي كاتب مقال لابد من التوقف عند أفكاره وميوله ومواقفه السابقة، ومن ثم الحكم على نواياه، فإن كان ما كتبه يسير عكس الهوى فهو من سقط المتاع ومن باب الاسترزاق. عقليات متحجّرة وفكر متقلب من يكون معك اليوم غداً ضدك لمجرد أن قلت حقيقة مرة أو كتبت مقال بنية صادقة، أو مارست النقد بشفافية واضحة، عواصف تزبد وترعد على طرفي النقيض وحوكمة «نوايا مبيتة» والكل يقول سلم وأسلم. كل القريبين من نادي الاتحاد يؤكدون نزاهة ومثالية فراس التركي، وعندما انتهى من حفلة تكريم الجميل أتت الاتهامات الباطلة من كل حدب وصوب، وكافأوه ب«جزاء سنمار»، وعندما طالب اللاعب غازي عسيري بحقوقه اتهموه بأنه أداة لمرحلة الانتخابات، وهو لا يفهم نواياهم ولا يفكر إلا في أسرته التي تنتظر رغيف الخبز الحاف، وعندما يتطرق أحد للقضية لا يتورع في محاصرة رئيس النادي عبدالله الهزاع بتهم زائفة، والهزاع وبمبادرة انسانية لا دخل لها بالانتخابات قام بزيارة اللاعب في منزله، وحرص على إقامة الحفلة مهما كانت الظروف، وقد يكون اللاعب ضحية محترفي «الضرب تحت الحزام»، وقد يكون الهزاع ضحية من يثق فيهم وهم يحاولون إسقاطه بطريقة خبيثة. برنامج «إرسال» تناول قضايا عدة وطرحها بشفافية ومهنية عالية، ومن ضمنها قضايا كتبت عنها شخصياً مثل قضية نادي الصواري في جزيرة فرسان، الذي يعتبر الوحيد في العالم الذي يلعب كل لقاءاته خارجياً لعدم وجود منشآت له، وقضية لاعب القادسية غازي عسيري تناولها البرنامج يومين متتاليين واكتفيت من جانبي بوثيقة الشيك الصادر بعد مقالي، وقد يكون للاعب حق الظهور في القناة ذاتها، فهذا شأنه، أما أنا فكتبت وقلت ما عندي ولا تعليق بعد هذا، ودوائر الشك خلطت الأوراق وأقحمت محمد النجيري وبرنامجه في ورطة بيان يتهم فيه بعض الإعلاميين بخدمة المرشح المقبل للقادسية، ولا أعلم كيف أدخل نفسه والبرنامج هذه الدائرة، وهل يقبل محاصرته بذات الصيغة كداعم للهزاع؟ ونحن نربأ به أن يبيع دينه بعرض من الدنيا، لكن البيان لا داعي له نهائياً. كيف يحافظ الشرفاء على صحائفهم؟ وكيف يتقي شر موزعي التهم هنا وهناك؟ ومن أين نأتي بكاتب أو محلل فضائي يناسب كل الأذواق؟ ومن وسّع دوائر الشك؟ حتى وصلنا إلى مرحلة أكاد أشك فيك وأنت مني!. [email protected]