قال عبدالله شريدة لاعب ناديي القادسية والهلال السابق بأنه يفكر جدياً في تولي رئاسة نادي القادسية خلفاً للرئيس الحالي عبدالله الهزاع الذي تنتهي ولايته كرئيس مكلف بعد نحو ثلاثة أشهر مقبلة. وكشف شريدة بأنه يسعى من خلال رئاسة القادسية «لإنقاذ ما يمكن إنقاذه»، واصفاً الأمور داخل ناديه بأنها في غاية السوء على كافة المستويات. وأوضح شريدة الذي كان أحد أفراد الجيل الذهبي في القادسية بأنه يواجه عملية إقصاء منظمة من ناديه، لافتاً إلى أن إدارة الهزاع في الوقت الذي فتحت أبواب النادي للغرباء فقد أوصدتها في وجه أبنائه. وتناول اللاعب الدولي السابق والمحلل الفني ووكيل التعاقدات الدولي حالياً في حواره مع «دنيا الرياضة» العديد من القضايا الشائكة في ثنايا إجاباته: ** الكثيرون يتساءلون لماذا أحجم عبدالله شريدة عن العمل في الأجهزة الإدارية أو الفنية سواء في القادسية أو الهلال بعد اعتزاله؟ - بالنسبة للهلال فأنا وجدت كل تقدير وترحيب بعد اعتزالي من إدارتي الامير محمد بن فيصل؛ ولكن بسبب عودتي للمنطقة الشرقية كان من الصعوبة بمكان العمل في الهلال؛ لكن الأمر كان مختلفاً في بيتي الأول القادسية، حيث كانت الأبواب موصدة في وجهه. ** ماذا تعني حين تقول بأن ناديك الأول الذي ترعرعت فيه قد أوصد أبوابه في وجهك؟ - هذا ما حدث فعلاً –للأسف الشديد- فأنا عندما تركت الهلال كان بمقدوري اللعب لموسم أو موسمين على الأقل، وكنت أتشوق للعودة لخدمة القادسية، لكن إدارة جاسم الياقوت أدارت ظهرها لي فاتجهت لنادي الخليج، وحتى حينما اعتزلت اللعب، كنت أمني نفسي بوضع خبرتي في خدمة القادسية سواء في العمل الإداري أو الفني؛ ولكن فعل عبدالله الهزاع ما فعله الياقوت قبله. السهلاوي ** كيف حدث ذلك؟ - ببساطة لقد شعرت بجفاء منهما تجاهي، حتى إن أحداً منهما لم يوجه لي الدعوة، للمساهمة في خدمة النادي، في وقت تفتح أبوابه على مصاريعها لأناس ليسوا من أبناء القادسية بل ليسوا من أبناء المنطقة، وهذه المعاناة ليست معاناتي وحدي، فمعظم أبناء النادي مهمشون، إذ تمارس عليهم عملية إقصاء منظمة. ** باعتبارك وكيل أعمال معتمد من (الفيفا) وناجح في مهنتك هل تعاونت مع ناديك؛ خصوصاً وهو يعاني من خلل واضح في استقطاب اللاعبين؟ - صدقني لقد حزّ في نفسي أسلوب التعاقدات الذي يتم في النادي، حيث قامت الإدارة بالتعاقد مع عديد من اللاعبين، وللأسف الشديد فإن كثيراً منهم كانوا صفقات فاشلة، ما تسبب في استنزاف النادي مادياً، وخسارته فنياً، ولذلك بادرت بنفسي للهزاع رغبة في مساعدته، ودون النظر للفائدة المالية التي سأجنيها، وقد اجتمعت معه مرتين، مرة في منزله وأخرى في مكتبه، وقد أبديت له استيائي من هذا الوضع الذي يضر بنادينا وعرضت عليه التعاون بصفتي ابنا من أبناء القادسية وبصفتي وكيل تعاقدات؛ ولكن للأسف وجدت منه وعوداً بدون أي تجاوب، وكان يحز في نفسي أن أتمم تعاقدات ناجحة مع أندية كالأهلي والاتحاد والاتفاق والرائد، في حين لا أستطيع خدمة القادسية وأنا ابن من أبنائه. ** ترى ما السبب في عدم التعاون معك؟ - هذا السؤال يوجه للهزاع وليس لي، من جهتي يكفي أن أقول بأنني وجدت الوضوح والشفافية والثقة مع رؤساء الأندية الأخرى كالأمير خالد بن فهد، وخالد المرزوقي، وعبدالعزيز الدوسري، وفهد المكوع، وهو ما لم أجده في تعاملي مع الهزاع. ** اسمح لي عبدالله.. فالواضح أنك مرفوض في شخصك وليس في عملك؟ -وهذا هو تفسيري أيضا، وقد شعرت بذلك حتى حينما أردت التوقيع كوكيل أعمال لبعض لاعبي القادسية، ومنهم ياسر الشهراني، حيث علمت بأن هناك من يهددهم ويتوعدهم إن هم وقعوا معي، بل ويلزمون بالتوقيع لشركة خاصة. ** هل ما تقوله هو ردة فعل على اتهامك من قبل إدارة النادي بأنك تتعاطى مع النادي كسمسار وليس كقدساوي؟ - للأسف لقد سمعت من بعض القدساويين المخلصين بأن شخصا من العاملين في النادي قد وجه لي هذه التهمة عبر القناة الرياضية، وهو شخص لا أعرفه؛ فهو ليس من أبناء القادسية، بل ليس من أبناء المنطقة، ولكن يقال بأنه يحمل صفة مدير المركز الإعلامي، وعموماً فإنني أنصحه بأن يثقف نفسه رياضياً، كي يفرق بين السمسار، وبين الوكيل المعتمد من (الفيفا)، وليعلم بأن (الوكيل) من حقه التفاوض مع أي لاعب أو نادٍ او اتحاد داخلياً او خارجياً، أما السمسار فهو من لا يملك هذه الصفة ويقوم بإجبار اللاعبين على التوقيع لجهة معينة بالتهديد والوعيد، بل وأخذ نسبة على ذلك بغير وجه حق، ويبدو لي أن البعض يرى الناس بعين طبعه!. الهزاع ** هذا اتهام خطير؟ - للأسف هذا ما يحدث في القادسية. ** عبدالله.. يبدو أنك تتألم مما يحدث في ناديك؟ - بالطبع، وكيف لا أتألم واحترق، وأنا أرى القادسية في مهب الريح، ليس من اليوم، بل منذ 17 سنة تقريباً، والأمور تزداد سوءاً عاما بعد عام، فالأسماء وإن تغيرت؛ لكن ذات الفكر هو من يسير النادي. ** طوال سنوات عديدة والقادسية يدار بالتكليف، سواء في إدارة الياقوت أو الهزاع كيف ترى ذلك؟ -هذا شيء مؤلم ومسيء في ذات الوقت، فنادي القادسية ومدينة الخبر فيهما من الرجال القادرين والأكفاء لإدارة النادي؛ لكن سلبية أعضاء الشرف بوقوفهم متفرجين على من يريد السيطرة على النادي هي من جعلت النادي رهن التكليف. ** وما الحل لإخراج النادي من هذه الدوامة؟ -لا بديل عن وجود أناس يملكون الشجاعة لإنقاذ النادي، ولا أخفيك بأنني في ظل هذه السلبية أفكر في ترشيح نفسي للرئاسة عند فتح باب الترشيح للجمعية العمومية المقبلة. ** وماذا تنشد من رئاسة النادي؟ -ببساطة سأعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإلا فلا شيء يشجع على هكذا مبادرة، خصوصاً وأنني ليست لدي طموحات شخصية، فالشهرة حصدتها كلاعب ومحلل، وأعمالي ناجحة سواء كوكيل لاعبين أو كمحلل فني. ** وماذا عن القدرة المالية هل تناسيتها؟ -أولاً الفكر هو من يجلب المال، فالنادي قادر على جلب استثمارات وعقود رعاية، ثم إن رجال مدينة الخبر فيهم الخير والبركة. ** وهل أنت جاد في ذلك؟ - هي حتى الآن مجرد فكرة؛ لكنها قابلة لأن تتحول لمشروع؛ خصوصاً وأن هناك شخصيات وعدتني بالدعم والمساندة مادياً ومعنوياً، ثم هل من ترأس النادي في السنوات الأخيرة أناس خارقون، أو حتى أنهم أفضل مني أو من بعض زملائي اللاعبين السابقين، خصوصاً وأنهم لم يدعموا النادي بريال واحد، بل على العكس فقد بددوا مقدراته الفنية والمالية، في وقت استفادوا منه على صعيد الشهرة وأعمالهم الخاصة. ** ماذا تقصد حين تقول بأن من ترأسوا النادي في السنوات الأخيرة بددوا مقدراته؟ - ما أقصده بوضوح تام هو أن الياقوت والهزاع، بالقدر الذي فرطوا فيه بمواهب النادي، فإنهم استنزفوا الملايين التي دخلت خزانته، وبددوها دون أن يكون لهذه الأموال أثر لا على صعيد الاستثمارات، أو البنية التحتية، ولا حتى في بناء فريق قوي. ** عفواً عبدالله.. الملايين التي دخلت النادي إبان رئاسة الياقوت ضاعت حينما استثمرت في سوق الأسهم، في حين ان الملايين التي دخلت في عهد الهزاع صرفها بحسب قوله على بناء الفريق؟ - ضحك طويلاً ثم أجاب: يبدو لي أن هناك تحدٍياً بين الياقوت والهزاع على تبديد أموال النادي، فالأول أضاعها في الأسهم، والآخر أضاعها على صفقات فاشلة، بل المصيبة أننا لا نعرف ما هو مصيرها. ** ماذا تقصد بذلك؟ - ما أقصده بأن الهزاع ظل يردد بأن إدارة النصر قد أنجزت سداد كامل قيمة صفقة انتقال السهلاوي، ثم فوجئنا من إدارة النادي نفسها بأنها تطالب النصر بخمسة ملايين من قيمة الصفقة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الهزاع يدير النادي لا على أساس أنه ملك عام بل على أساس أنه شركة خاصة. ** وما الحل لإنقاذ النادي؟ -نحن نؤمل على فتح باب الجمعية العمومية لانتخاب رئيس وأعضاء يكونون خيار أبناء النادي، ونناشد في هذا المقام الأمير نواف بن فيصل بأن يرفع قرار التكليف عن النادي؛ إذ إنه سبب مباشر في تدهوره، وأن يكون هناك قرار لكف يد الهزاع عن بيع اللاعبين حالياً خصوصاً وان وضع النادي خطير حالياً فهو مهدد بالهبوط، فضلا عن رئيس مكلف وقد يغادر بعد ثلاثة أشهر. ** هل تقلقك عملية فتح النادي كمزاد، كما كان في محاولة بيع عقود ثلاثي الفريق ياسر الشهراني، ومبارك الأسمري، وعبدالعزيز فلاتة؟ -ليس قلقاً وحسب، فإن ما جرى فضيحة؛ إذ إن النادي مهدد بالهبوط في وقت تفتح فيه الإدارة مزاداً لبيع عقود لاعبي الفريق، هو أشبه بالحراج. ** قبل الختام كيف قرأت كمحلل ولاعب دولي سابق إخفاق المنتخب في كأس آسيا؟ - هناك سبب ونتيجة، أما السبب فيتحمله أضلاع مثلث العمل، وأعني الإداريين والفنيين واللاعبين، فكلهم شركاء في المسؤولية، ومن الظلم أن نحمل جهة على حساب أخرى، فإستراتيجية العمل الإداري كانت عشوائية، وهو ما وضح من خلال المعسكرات، وخيارات المدربين سواء بيسيرو أو حتى ناصر الجوهر، ثم إن اللاعبين لم يقدموا مستوياتهم المأمولة، كما أن البدلاء لم يكونوا في ذات المستوى، ولذلك كانت النتيجة طبيعية بل ومتوقعة. ** وكيف ترى المستقبل؟ -أنا متفائل بالتصحيح، أولا بقدوم الأمير نواف بن فيصل على قمة الهرم، ثم لأن الكرة السعودية منجم للمواهب، ومتى وضعت خطة إنقاذ متكاملة فالقادم سيكون أفضل.