أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان امس، أن الوقائع التي توافرت لدى السلطات السورية عما حصل في الأيام الاخيرة، تؤكد وجود «مشروع فتنة» ضد سورية، و«شكلاً جديداً لاستهداف استقرار البلد وأمنه والتعايش» فيه. لكنها أكدت ان الشعب السوري «سيتجاوز مشروع الفتنة». وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أكد في اتصال هاتفي مع الأسد الجمعة «متانة العلاقات السورية - التركية»، منوِّهاً ب «القرارات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية»، ومشدداً على «وقوف تركيا إلى جانب سورية». في هذه الأثناء، افاد مسؤول امس ان «مجموعة مسلحة احتلت أسطح أبنية في بعض أحياء مدينة اللاذقية (غربي البلاد)، وأطلقت النار على المارة والمواطنين وقوى الأمن». وكانت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) بثت ان «مجموعة مسلحة استغلت (اول من) امس تجمعاً لبعض المواطنين في مدينة حمص (وسط البلاد) واقتحمت نادي الضباط وقامت بأعمال تخريب وكسر وإطلاق نار، ما أدى إلى استشهاد المواطن عادل فندي وإصابة آخرين، إضافة إلى إلحاق الأذى والضرر بالنادي والمحالّ التجارية المجاورة». وأشارت الى «مجموعة مسلحة» أخرى قامت اول من أمس ب «مهاجمة مقر للجيش الشعبي في بلدة الصنمين (قرب درعا جنوبي البلاد) محاولة اقتحامه، فتصدى لها حراس المقر وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين». وأضافت ان «قوات الأمن ستواصل ملاحقة العناصر المسلحة التي تروّع السكان والأهالي وتحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين». وقالت شعبان في لقاء مع عدد من الصحافيين والمراسلين السوريين بعد ظهر امس: «تأكدنا مما حصل (اول من) امس في الصنمين من الأهالي والأطباء، وتأكدنا مما حصل في اللاذقية (امس)، ان هناك مشروع فتنة في سورية. مشروع استهداف سورية ليس جديداً، وليس من صنع الخيال، سورية مستهدفة لأسباب سياسية. في عام 2005 لم يتمكنوا من ان يجعلوا سورية تركع او تغير هويتها او مواقفها (عبر ضغوط خارجية)، والآن هناك مشروع بديل لاستهداف مواقف سورية ووجودها كضلع مقاوم وكبلد إقليمي في الشرق الاوسط الجديد» الذي تشكل في السنوات الأخيرة بعد فشل محاولات العزل في السنوات الاخيرة. وميّزت بين «الاستهداف» والمَطالب المحقة والمشروعة التي «يتم تلبيتها بكل دقة، وكما رأيتم الخميس، هناك مشروع اصلاحي، وهذا الاسبوع سيشهد بعض الأمور التنفيذية». وزادت: «ليس هناك أي شيء محرم تحت سقف الوطن. طالما ان الهدف عزة سورية. لكن في الوقت نفسه، ليس مسموحاً استهداف سورية». وقالت رداً على سؤال يتعلق بما حصل في الصنمين الجمعة، إن مجموعة تضم بين عشرة و12 شخصاً «أخذت الأسلحة من قسم شرطة ثم من قسم أمني، ثم توجهت الى مكان للجيش وبدأت بالإطلاق على مركز للجيش. من الطبيعي ومن واجب من يحرس منطقة عسكرية، ان يرد على اطلاق نار من مجموعة مسلحة». وأشارت أيضاً الى ان مجموعة أخرى قامت أول من امس بالهجوم على قلب اللاذقية، وكَسَرَ عناصرُ المحلات التجارية العامة والخاصة وحرضوا الناس على الفتنة، و «حين تصرفت عناصر الأمن في شكل ممتاز ولم تقبل استخدام أي عنف، خرج أحد افراد المجموعة وقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين». وأشارت أيضاً الى ان ضابطاً تعرض الى إصابة خطرة، فيما أصيب سبعة من قوى الأمن في منطقة الزبداني قرب دمشق، وإلى أن هناك «شهيديْن من قوى الامن في اللاذقية» سقطا التزاماً بقرار القيادة عدم إطلاق النار. وتابعت: «ما نحن في صدده ليست تظاهرات سلمية مطلبية تريد ان تسرِّع من وتيرة الاصلاح في سورية. الصورة واضحة، إن ما هو موجود هو مشروع فتنة للنيل من عزة سورية ووحدتها وقوتها وموقفها المقاوم والعيش المشترك فيها»، لافتة الى ان وسائل إعلامية خارجية «تلعب دوراً تجييشياً ضد سورية، في وقت تتطلب الأمور أقصى درجات الموضوعية والدقة، وألاّ يكون الإعلام طرفاً، بل موضوعياً ينقل الحقيقة». وجدَّدت الدكتورة شعبان أن «الشعب السوري واع، وسنتجاوز مشروع الفتنة بحكمة ووعي»، مشيرة الى ان القرارات التي اتخذتها القيادة القطرية لحزب «البعث» الحاكم الخميس، هي «جدية وجادة وتم وضع أطر زمنية لتنفيذها بخطوات متلاحقة». وأعربت مصادر سورية عن «الانزعاج الكبير» مما قاله الشيخ يوسف القرضاوي الجمعة الماضي، ودخوله على خط الأحداث في سورية، قائلة: «ليس لرجل دين ان يثير فتنة»، وإن خطبته كانت «دعوة واضحة وصريحة الى الفتنة الطائفية» في سورية. ونقل التلفزيون السوري عن مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، أن «التحريض ضد سورية مستمر بهدف النيل من مواقفها ونصرتها للمقاومة»، مستغرباً «تحريض البعض عليها في الوقت الذي يصمت فيه عن الإساءة للمقدسات والمعتقدات واعتداءات الاحتلال المستمرة على الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة». وقال حسون إن «خطوات الإصلاح التي اتخذتها القيادة في سورية هي مفتاح خير للشعب، والرئيس الأسد وضع يده في يد شعبه لينطلق في بناء جديد لسورية، بحيث تكون أقوى صموداً وعطاء وموقفاً»، مشيراً إلى أن «الشعب السوري يسير خلف قيادة الرئيس الأسد، لأن الشعب الذي يحترم قائده وعقيدته ويحترم وطنيته هو شعب لا يُذل، وقائده لا يبتعد عن الحقيقة».