دبت الفوضى وأحداث العنف في أكثر من مدينة سورية، إذ ذكر شهود أن عددا من المحتجين قتلوا وجرح آخرون في مدينة اللاذقية مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، فيما اتهم مصدر سوري مسؤول «مجموعة مسلحة» بإطلاق النار عليهم من أسطح الأبنية. وقال شاهد «إن قناصة أطلقوا النار من أسطح أبنية على متظاهرين في شوارع مدينة اللاذقية، وخاصة في محور ساحة الشيخ الظاهرة وشارع القوتلي وصولا إلى ساحة اوغاريت». وأضاف أن عددا من «القتلى والجرحى سقطوا برصاص القناصة». وفي مدينة درعا، قال شهود إنه جرى تشييع عدد من القتلى في عدة بلدات في محافظة درعا، كانوا سقطوا في إطلاق نار على ساحة المحافظة. وقال أحد الشهود إن «مجموعة هاجمت مبنيين حكوميين في بلدة طفس وجرى حرقهما». وفي ظل تصاعد العنف في البلاد، قال مصدر سوري إن مواطنا قتل وأصيب آخرون بجراح في مدينة حمص وسط سورية لدى اقتحام مجموعة مسلحة نادي الضباط وسط المدينة. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المصدر أن «مجموعة مسلحة استغلت الجمعة تجمعا لبعض المواطنين في مدينة حمص واقتحمت نادي الضباط وقامت بأعمال تخريب وكسر وإطلاق نار ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين إضافة إلى إلحاق الأذى والضرر بالنادي والمحال التجارية المجاورة». وفي خطوة من الحكومة لامتصاص غضب الشارع، أكدت منظمات حقوقية الإفراج عن 260 معتقلا سياسيا غداة تظاهرات دامية امتدت إلى عدد من المدن السورية في خطوة ترجمت على أنها بداية لتطبيق سلسلة من الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات السورية أخيرا. وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي في تصريح صحافي أن السلطات السورية «أفرجت مساء الجمعة عن 260 معتقلا سياسيا بينهم 14 كرديا»، مشيرا إلى أن «أغلب الذين أفرج عنهم كان قد جرى اعتقالهم على خلفية انتمائهم إلى تيارات إسلامية». من جهتها اعتبرت المستشارة الرئاسية في سوريا بثينة شعبان أن الأحداث التي تجري حاليا في سوريا تندرج ضمن «مشروع طائفي» يحاك ضد بلادها ولا علاقة له ب «التظاهر السلمي» و«المطالب المحقة والمشروعة» للشعب السوري. وقالت شعبان في لقاء مع الصحافيين في دمشق «إن ما نحن بصدده ليس تظاهرات سلمية مطلبية تريد أن تسرع من وتيرة الإصلاح في سوريا» بل هو شيء «مختلف وليس له علاقة بالمطالب المحقة والمشروعة التي يتم تلبيتها تباعا». وأضافت أن «ما تأكدنا منه حتى الآن بعد أن اتضحت بعض الصور أن هناك مشروع فتنة طائفية في سوريا». وأضافت «إننا نمر الآن بمرحلة دقيقة وحساسة واستهداف سوريا ليس جديدا». وقالت شعبان إن سوريا أفشلت في السابق «مشروع الفتنة» مشيرة إلى أنه «في عام 1979 وقع أول حادث للإخوان المسلمين عندما قتل شيخ سني وآخر علوي في اللاذقية بينما كان كل منهما متجها لأداء الصلاة، حيث تبادل الطرفان الاتهامات». ووجهت شعبان أصابع اتهام إلى فلسطينيين بالتورط في أحداث وقعت في اللاذقية الساحلية الجمعة. وقالت «أتى أشخاص البارحة من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) إلى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدأوا بمشروع الفتنة، وعندما لم يستخدم الأمن العنف ضدهم خرج من ادعى أنه من المتظاهرين وقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين».