أكدت منظمات حقوقية السبت الافراج عن 260 معتقلا سياسيا غداة تظاهرات دامية امتدت الى عدد من المدن السورية في خطوة ترجمت على انها بداية لتطبيق سلسلة من الاجراءات التي اعلنت عنها السلطات السورية مؤخرا.فيما اعلن مصدر سوري رسمي ان "قناصة تابعين لمجموعة مسلحة قاموا باطلاق النار على المارة في اللاذقية ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين". وكان مسؤول سوري رفيع قد اعلن في وقت سابق ان "مجموعة مسلحة احتلت اسطح ابنية في بعض احياء مدينة اللاذقية وقامت باطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الامن".وفي درعا على بعد 120 كلم جنوبدمشق، قال ناشط ان "300 شخص تظاهروا وبعضهم عراة الصدور امام منزل محافظ درعا رافعين شعارات مناهضة للنظام".وقال شهود ان المتظاهرين صعدوا على بقايا تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد حطموه الجمعة.وكان مسؤول سوري رفض الكشف عن اسمه اكد ان تظاهرات الجمعة "اوقعت 13 قتيلا بينهم رجلا اطفاء وموظف قتل بايدي المتظاهرين". اما ناشطو حقوق الانسان فتحدثوا عن مقتل 25 شخصا بين المتظاهرين الجمعة. وقال المسؤول السوري ان 10 من القتلى سقطوا في قرية الصنمين، جنوب درعا، خلال اشتباك مع الجيش.ونشرت صحيفة تشرين الحكومية السبت تصريحا لمصدر سوري مسؤول اكد فيه ان "مجموعة مسلحة قامت امس (الجمعة) بمهاجمة مقر للجيش الشعبي في بلدة الصنمين محاولة اقتحامه فتصدى لها حراس المقر واسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين" من جهتها اعتبرت المستشارة الرئاسية في سوريا بثينة شعبان ان الاحداث التي تجري حاليا في سوريا تندرج ضمن "مشروع طائفي" يحاك ضد سوريا ولا علاقة له ب"التظاهر السلمي" و"المطالب المحقة والمشروعة" للشعب .وقالت المستشارة شعبان في لقاء مع الصحافيين في دمشق "ان ما نحن بصدده ليس تظاهرات سلمية مطلبية تريد ان تسرع من وتيرة الاصلاح في سوريا" بل هو شيء "مختلف وليس له علاقة بالمطالب المحقة والمشروعة التي يتم تلبيتها تباعا".واضافت ان "ما تأكدنا منه حتى الان بعد ان اتضحت بعض الصور ان هناك مشروع فتنة طائفية في سوريا". واضافت "اننا نمر الان بمرحلة دقيقة وحساسة واستهداف سوريا ليس جديدا".وقالت شعبان ان سوريا افشلت في السابق "مشروع الفتنة" مشيرة الى انه "في عام 1979 وقع اول حادث للاخوان المسلمين عندما قتل شيخ سني وآخر علوي في اللاذقية بينما كان كل منهما متجها لآداء الصلاة، حيث تبادل الطرفان الاتهامات".ووجهت شعبان اصابع اتهام الى فلسطينيين بالتورط في احداث وقعت في اللاذقية الساحلية الجمعة. وقالت "اتى اشخاص البارحة من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) الى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدأوا بمشروع الفتنة، وعندما لم يستخدم الامن العنف ضدهم خرج من ادعى انه من المتظاهرين وقتل رجل امن واثنين من المتظاهرين".ويقع مخيم الرملة للاجئين الفلسطينيين قرب اللاذقية. الى ذلك رحبت منظمة المؤتمر الإسلامي بسلسلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلنت عنها سورية في أعقاب التطورات والأحداث الأخيرة وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين احسان أوغلى في بيان له "أن هذه الإصلاحات تأتي متناسقة مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة ، باعتبارها ضرورة ملحة وفرصة لإجراء تغييرات عملية"