بعدما عرفها الجمهور من خلال تقديمها برنامج «سوبر ستار» على شاشة «المستقبل»، بدأت مقدمة البرامج الأردنية رانيا الكردي تجربة جديدة، ولكن هذه المرة على شاشة «أل بي سي» من خلال برنامج «نغم من حياتي». عن هذه التجربة تقول: «تطلّب مني هذا البرنامج مجهوداً أكثر من غيره من البرامج التي قدّمتها، فهو عمل كبير ويتطلّب تركيزاً لمحاورة ضيوف كبار في نوع من التكريم لمسيرتهم وأعمالهم والعودة معهم إلى ذكريات الطفولة والبدايات». الكردي التي تسافر أسبوعياً من الاردن الى بيروت لضرورات التصوير تنفي أن السفر يتعبها باعتبار المسافة بين البلدين قصيرة ولا تتطلّب أكثر من ساعة واحدة في الطائرة، حتّى إنّها لا تعتبر أن ما تقوم به يمكن أن يُعدّ تضحية من أجل العمل، «كيف أرفض تقديم برنامج مميز مع فريق عمل مميز وعلى شاشة مميزة؟»، تتساءل الكردي، مضيفة: «كيف يمكن أن أرفض هذا التعاون بخاصة أنّه يتيح التوفيق بين عملي ومنزلي وعائلتي؟». هل يمكن القول إن برنامج «سوبر ستار» هو الذي طبع رانيا الكردي في مجال التقديم في العالم العربي؟ تجيب ب «نعم» أكيدة، مشيرة إلى أنّها تعتبر أنّ لبنان هو أهمّ مركز لأيّ مقدّم برامج كي ينطلق إلى العالم العربي، لكنّها لا تنسى أن إطلالتها على شاشة «أبو ظبي» ساعدتها إضافة إلى كل الخبرات السابقة في مجال التقديم على محطات أخرى. «في كلّ برنامج أعمل فيه أكتسب أموراً أوظّفها في البرنامج اللاحق إذا أمكن، فلكل برنامج فكرته ونوعية تقديمه وطريقة التعاطي معه، وعموماً أحب تقديم البرامج المباشرة على الهواء حيث أحافظ على عفويتي في التقديم». صحيح أنّ رانيا الكردي متعددة المواهب، ولكنّ هناك مَثَلاً لبنانياً مفاده أنّ مَن يوزِّع جهوده في مجالات مختلفة يخرج في النهاية من دون نتيجة «كاملة» في أي مجال، ألا تفكّر في تركيز جهودها في مجال واحد؟ تبتسم الكردي قائلة: «على العكس، التنوّع يُغني ويفيد ويزيد من خبرة الشخص، وبطبيعتي أحب خوض مجالات عدة وجديدة للتعلّم منها». عندما نعطي الكردي لائحة بالمواهب والمجالات التي خاضتها طالبين منها أن تعبّر بكلمة عمّا يعنيه لها كل مجال تقول: «العزف يعني لي القدرة، وكتابة الشعر الوحي، والرقص السعادة، والتمثيل التعبير، والغناء الإحساس، والتلحين الموهبة، والرسم الاسترخاء، والتقديم الحركة والتركيز». أمّا حين نطلب منها اختيار واحد من هذه المجالات مغلقين أمامها باب الهروب إلى عبارة «أحبّها كلها» فتجيب: «أختار التمثيل». أمام هذا الخيار نستغرب لأنّ الكردي لم توظّف كل طاقاتها في التمثيل علماً أنّها درست هذا الإختصاص وعرفت شهرة في هذا المجال من خلال الفيلم المصري «الحاسة السابعة» الذي عرض صيف 2005، من دون ان تعاود الكرة في أعمال أخرى. تقول: «المشكلة هي أنّ التمثيل يتطلّب كثيراً من الوقت للتصوير ويأخذ كلّ وقت الممثل لدرجة تتطلّب منه التضحية بتفاصيل أخرى من حياته من أجل تكريس أيام بل أسابيع طويلة لإنهاء فيلم ما مثلاً، لكن ذلك لا ينفي أنّ التمثيل هو مجالي المفضّل، ولا أنكر أنني أحاول جاهدة التركيز على عملي في التمثيل وإيجاد صيغة تخوّلني التوفيق بينه وبين الأمور الأخرى في حياتي». هل يمكن الفنانة أن توفّق بين عملها وعائلتها، بخاصّة إن كانت متعددة المواهب وتريد خوض شتّى المجالات؟ تجيب: «عائلتي لها الأولوية، وعلى هذا الأساس أختار أعمالي. لذلك تراني أظهر في مجال التقديم أكثر من مجالات أخرى لأنّ التقديم يتطلّب فترة زمنية محددة يمكنني بعدها أن أعود إلى الإهتمام ببيتي وبعائلتي». وتوافق الكردي على أنّ الأمومة تحصر الفنانة وتجعل تقدّمها أبطأ، بخاصّة بالنسبة الى الفنانات اللواتي يضعن أولادهنّ في الصدارة ولا يقبلن بالتضحية بتربيتهم من أجل عملٍ ما. فهل ترى أن الفنانة عليها أن تختار بين الأمومة الكاملة وبين الفن الكامل أو يمكنها الوصول إلى الكمال في الموضوعين معاً بطريقة ما؟ تجيب بعد لحظات من التفكير: «يمكن الفنانة أن تخصص الوقت الكافي لعائلتها والوقت الكافي لفنّها في آن، علماً أنّ ذلك سيتعبها جداً، لكنني لا أعتقد أنّها في هذه الحال ستصل إلى النجومية الواسعة لأنّ النجومية تتطلّب التركيز الكامل على العمل وتكريس وقت طويل جداً كل يوم من أجل البحث الدائم عن عروض جديدة وأفكار جديدة من شأنّها الحفاظ على وهج النجومية وإلاّ سينطفئ بعد فترة قصيرة».