دقة الملاحظة وسرعة البديهة ميزتان تتمتّع بهما الإعلامية رانيا بارود بالإضافة إلى ميزات أخرى يمكن اكتشافها بمجرّد التحدث معها. افتتحت بارود الجلسة الثالثة من «جلسة نسوان» مساء الثلثاء الفائت منتقلة من الحلقات المسجّلة إلى البث المباشر على شاشة تلفزيون «المستقبل». ما الأصداء التي سمعتها عن الحلقات الأولى؟ تجيب رانيا: «لم أقم بإحصاء علمي، لكنّني اكتشفت أن البرنامج بشكل عام بدأ يحصد نسبةً لا بأس بها من النجاح، ويبدو أنّ المسؤولين في المحطة راضون عن النتيجة، وكذلك المشاهدين مسرورون بالإطار الجديد للبرنامج، ويقولون إنّ الموضوع، ولو كان مطروحاً من قبل، يُعَالَج من زاوية جديدة». وتوضح بارود أنّ الناس أحبّوا فكرة حوار الضيفات من سيدة إلى أخرى، أمّا فقرة الدخيل حيث يأتي رجلٌ ما ويناقش وجهة النظر الأنثوية فيبدو أنّها تنال الإعجاب بكثرة. باستثناء ضيفة الشرف في البرنامج، السيدات الضيفات الأربع لسن من الوجوه المعروفة، وهذا ما نلاحظه في أكثر من برنامج اجتماعي، فهل تعتبر رانيا أنّ الجمهور ضجر من الوجوه المعروفة أو تلك المصطنعة ويبحث عن وجوهٍ تشبهه وتعكس واقعه؟ تجيب: «تعب الجمهور من التنظير وبات يبحث عن أشخاص ينقلون تجاربهم بصدق وشفافية». وتلفت إلى أنّ من الأسهل لها استضافة أشخاص معروفين لمحادثتهم من محاورة أشخاص بعيدين من الأضواء وغير معتادين على الكلام أمام الجمهور، «فهذا أمر أصعب ممّا يمكن تخيّله لكنّه الأقرب إلى قلوب المشاهدين». صعوبة إيجاد الضيوف المناسبين في برنامج أسبوعي لا بد من أن يجعل رانيا تعيش في حال ضغط نفسي دائم بخاصّة أنّ في حالات البث المباشر كثيراً ما تطرأ مفاجآت غير سارّة مثل أن يعتذر أحد الضيوف عن عدم الحضور في اللحظة الأخيرة، وهذا ما تؤكّده بارود موضحة أنّ مساعدتها إليسار قبيسي وفريق الإعداد الذي يؤمّن الضيوف يعيشون جميعهم حالة الضغط نفسها، «لكنني على رغم كلّ ذلك لا أخاف ولا أساوم على عملي وأؤمن بأنّ اتكالي على ربّي كفيل بأنّ يحلّ كل العِقَد ويتخطّى كلّ الصعوبات». البرامج الاجتماعية باتت كثيرة وموزّعة على مختلف المحطات اللبنانية وغير اللبنانية أرضياً وفضائياً، فما المميز في هذا البرنامج الذي قد يدفع بمشاهد إلى أن يمسك «الريموت كونترول» ويختار شاشة «المستقبل» ليشاهد «جلسة نسوان» بالتحديد؟ تقول بارود: «أولاً يمكن المشاهدين اختيار برنامجي لأنّني بنيت معهم علاقة صادقة من خلال برنامج «الحل بإيدك» طيلة أعوام كثيرة ولم أكذب عليهم مرّة، فمن المنطقي أن يبادلوني الوفاء والصدق». أمّا عن المميّز في البرنامج فتقول إنّه «ينقسم بين الشكل والمضمون؛ من حيث الشكل لم نعتد، على ديكور بهذا الكبر وهذه الضخامة وهذا الإنتاج بالإضافة إلى الموسيقى والإضاءة المميزة والإخراج الذي يبحث عن كادرات جديدة، أمّا من حيث المضمون فقد اعتدنا في البرامج النسائية على وجود أكثر من مقّدمة تحاور ضيفاً واحداً، أمّا في «جلسة نسوان» فالأمر مختلف حيث مقدِّمة واحدة تحاور ضيوفاً عدّة». تسعى رانيا الى أنّ يكون مُشاهد برامجها متلقياً إيجابياً لا سلبياً فيتفاعل مع الأسئلة المطروحة ويفكّر بها ويجيب عنها، بينه وبين نفسه على الأقل. الإعلام بالنسبة إليها مجرّد وسيلة وليس هدفاً: «إنّه تكملة لعملي الاجتماعي حيث ألتزم بحوالى 11 جمعية هدفها التوعية والخدمة والتغيير، والشاشة وسيلة كي تصل رسالة هذه الجمعيات إلى أكبر عدد من المتلقين». ولكن هل يُعقَل أن يصل المرء إلى تحت الأضواء ويبقى غير مهتم بالنجومية أو بالشهرة؟! تؤكّد بإصرار: «لا أهتم بالنجومية لأنّ الذين يغرقون في فخ النجومية يخسرون أنفسهم قبل أن يخسروا أي أمر آخر، وأنا لست مستعدة لخسارة نفسي، لذلك أسعى دائماً إلى التسلّح بالصلاة والإيمان وأعمل بحسب مبدأ أن أختفي أنا كي يظهر الله لا العكس». بالنسبة الى التصويت الذي لم يعد يغيب عن أي برنامج تقريباً، تنجح بارود في اختبار الصراحة عند الإجابة على السؤال قائلة إنّها لا تنفي أن يكون للموضوع جزء من الاستغلال المادي، «مع العلم أنّ المكسب ليس كبيراً مثلما يكون في البرامج الفنية»، لكنّها تؤكّد أنّه ليس الأمر الأساس ولا الهدف الرئيس، «هدف التصويت هو دفع المشاهدين إلى التفاعل الإيجابي، وحاولنا أن يكون ذلك عبر الأرقام العادية ولكنّها خُصِّصَت لتلقّي الاتصالات والمداخلات». لإعداد برنامج مماثل لِ «جلسة نسوان» لا بدّ من الاطلاع الدائم على شتّى المواضيع، فإلى أيّ درجة تسعى رانيا إلى البحث والتفتيش؟ تجيب أنّها في بحث مستمر كي تستطيع أن تحيط بمختلف جوانب موضوع ما، «وقد أضطر أحياناً إلى قراءة ثلاثة كتب في الأسبوع بالإضافة إلى الأبحاث عبر الإنترنت ولقاء الاختصاصيين». تمّ تحضير ثلاثين موضوعاً لتطبيق العقد الموقَّع مع جهة الإنتاج، ولكن رانيا لا تستبعد فكرة أن يتم استبدال موضوع بآخر بحسب تطوّرات الأحداث في البلد والعالم، فقد تطرأ الحاجة إلى تنفيذ حلقة غير متوقّعة، «وليس من الضروري أن تكون التطوّرات خطيرة تغيّر مجرى التاريخ للكلام عليها، فأحياناً أستوحي موضوعي من أطراف حديث أسمعه بين سيدتين داخل السوبر ماركت، فأعتبر أنّ كلام هاتين السيدتين عن هذا الموضوع يعني اهتمام الناس به». وتكشف لنا بعض عناوين الحلقات المقبلة، فعنوان حلقة الثلثاء المقبل هو «الزواج المتأخّر»، ثمّ تأتي حلقة «القمار ولعب الميسر عند النساء». وتفصح أنّ نسبة كبيرة جداً من النساء يقامرن، وهناك أوكار لهذه اللعبة عند النساء تنقسم بين فترات قبل الظهر أو بعده!