بدايتها كانت مع عروض الأزياء، حيث لمع نجمها قبل أن تقرر الانتقال إلى عالم التمثيل، مع عشرات العارضات اللواتي خضن التجربة مثلها، لكنها كانت من القليلات اللواتي أكملن، فهي لم تعتمد على شكلها كما فعلت زميلاتها، وكانت من القليلات اللواتي يظهرن على الشاشة الصغيرة من دون ماكياج، تقول «لا أحب النظر إلى الوراء، وعرض الأزياء لم يعد يغريني، كذلك وقوفي جامدةً أمام الكاميرا، تلك مرحلة انتهت لم أعد أفكّر فيها»، فهي تحلم بشهرة عربية بعد أن نالت شهرة واسعة في لبنان فأصبحت نجمة معظم الأعمال التلفزيونية التي عرضت في الفترة الأخيرة. إنها الممثلة نادين الراسي التي تستعد لخوض تجربة التمثيل في فيلم لبناني مصري مشترك، فضلاً عن مشاريع عدة تتحدث عنها في هذا الحوار: ٭ كونك ممثلة قادمة من خلفية عروض الأزياء، هل تعتبر هذه النقطة في غير صالحك، لاسيما وأن عارضات الأزياء اللواتي احترفن التمثيل يتهمن دائماً بأنهن دخيلات؟ - أنا ربما من القليلات اللواتي لم تطاردهن الشائعات، أو النقد على خلفية عروض الأزياء، وهذا دليل على نجاحي في التمثيل وتقبّل الجمهور لي.. ولا ننسى أن معظم نجمات هوليوود كن عارضات أزياء، وأنا شخصياً لم أكن لأكمل لو لم أكن أمتلك حداً أدنى من الموهبة، فكثيرات من عارضات أزياء وملكات جمال دخلن عالم التمثيل، في تجربة لم تتكرر لأنهن لا يمتلكن الموهبة، فالجمهور أصبح مثقفاً وواعياً، ولم يعد بالإمكان استدراجه من خلال فتاة جميلة.. لذا أحاول قدر الإمكان عدم التركيز على مظهري الخارجي، وأحياناً أصوّر أدواري من دون ماكياج، كي أثبت أني ممثلة قادرة على تقمّص أية شخصية من دون التلهي بقشور خارجية. ٭ تصورين دور البطولة في مسلسل لبناني جديد، ماذا عنه؟ - المسلسل كتبت قصته الممثلة كلوديا مارشيليان، ويقوم بإخراج المخرج سمير حبشي وهو بالمناسبة أجمل نص قرأته حتى اليوم، وأراهن عليه كثيراً، ويحمل عنوان «مش زابطة».. أؤدي فيه دور رسامة فرنسية، ومن المقرر أن يعرض في الموسم المقبل على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC. ٭ سمعنا أنك بصدد خوض تجربة التمثيل السينمائي في فيلم مصري؟ - هناك مشاريع قيد الدراسة، لكني سأبدأ فعلياً بتصوير أول فيلم مع المخرج سمير حبشي أيضاً، في شهر مارس المقبل، وهو فيلم لبناني - مصري مشترك، لكني لن أخوض في التفاصيل الآن. ٭ هل أنت توّاقة إلى الخروج من دائرة التمثيل المحلية إلى انتاجات عربية أكثر انتشاراً؟ - منذ بدايتي كنت على قناعة أنه لابد من تحقيق النجاح في الداخل قبل الانطلاق إلى الخارج، لأني أعلم أن الأولوية هي للممثل المحلي في بلده، ويأتي الممثل الوافد في مراتب أدنى أياً يكن حجم نجوميته. ٭ هل صحيح أنك كنت بصدد تمثيل فيلم سوري ألغي بسبب الأحداث الأخيرة؟ - نعم هذا صحيح، ومن المؤسف ربط الفن بالسياسة والتعامل بسلبية مع الأمور. ٭ ما هي المعايير التي تختارين على أساسها أدوارك؟ - أتمعّن كثيراً في قراءة النص بكافة تفاصيله، وأجلس مع الكاتب للإحاطة بكل تفاصيل الشخصية، ولا أخفيك بأن الكتاب يتفاجأون بي، لأن قلة من الممثلين تلجأ إلى دراسة الشخصية. ٭ ما هو الدور الذي تعتبرينه الأهم في مسيرتك الفنية؟ - شخصية ميساء في مسلسل «ابني»، هو دور لسيدة خمسينية ترتكب جريمة قتل لأجل ابنها، وهي لا تشبهني من ناحية تركيبتها السيكولوجية، لكنها عذّبتني وأشعرتني بألم شديد لاسيما وأني كنت خارجة للتو من تجربة شخصية. ٭ من يعجبك من نجوم التمثيل في لبنان والعالم؟ - أحب كاثرين زيتا جونز والبعض يشبّهني بها، كما أحب جورج كلوني ورولا حمادة وعمّار شلق من لبنان. ٭ لماذا لم يحظ نجوم التمثيل في لبنان بشهرة عربية؟ - لأسباب عدة أهمها أننا لم نقدم إلى الخارج بالصورة المطلوبة بسبب ضعف الإنتاج المحلي، رغم توفر الطاقات البشرية والنصوص الجيدة. ٭ ما هو الدور الذي تحلمين بتجسيده على الشاشة الصغيرة؟ - لا يوجد دور معيّن، لكني أبحث دائماً عن الشخصيات المعقدة.. التلفزيون علّمني أن أبحث عن التفاصيل وهنا يكمن النجاح، ففي لبنان الكثير من التناقضات والتنوع ما يساعدنا على رصد التفاصيل لدى الأفراد التي نصادفها في حياتنا اليومية لتجسيدها باتقان.. أنا شخصياً أستمدّ روح الشخصيات التي أقدمها من محيطي، فتجدني في المقهى، أو في الشارع أراقب أو حتى أرصد تحركات جاراتي، أحفظها وأخزنها في ذاكرتي لعكسها في دور ما أؤديه. ٭ هل أثّر جو عائلتك الفني على اتجاهك إلى التمثيل؟ - لاشك أني تأثرت، فشقيقي المغني جورج الراسي وشقيقتي ساندرين عارضة أزياء وممثلة، وراشيل من المشاركات في الدورة الحالية من «سوبر ستار».. لذا نحن نتشارك الاهتمامات ونتبادل النصائح. ٭ هل تفكرين بالاتجاه إلى الغناء أسوة ببعض عارضات الأزياء، لاسيما وأنك لست بعيدة عن الأجواء الفنية؟ - لا أدري، أفضّل التركيز على التمثيل، علماً أني تلقيت عدة عروض وأملك خامة صوتية جيدة، وقد رشحت لدور البطولة في مسرحية «روميو وجولييت» مع الرحابنة. ٭ هل يراودك الشعور بالحنين إلى البوديوم وعالم عروض الأزياء، لاسيما أنها شهدت انطلاقتك إلى عالم التمثيل؟ - أنا بطبيعتي أنظر إلى الأمام وألا أتطلع كثيراً إلى ما فاتني، كما أني لا أحب أقف جامدة أمام الكاميرا كما يتطلب عرض الأزياء، بل أطمح إلى تجسيد دور أوصل من خلاله رسالة ما.. لاشك أني أفرح عندما يتذكر الناس أني كنت عارضة أزياء، لكن المجال بحد ذاته لم يعد يغريني. ٭ تزوجت مؤخراً، فهل يعيقك الفن عن لعب دور ربّة المنزل؟ - في البداية كان زوجي (جيسكار أبي نادر) يرافقني إلى مواقع التصوير، الذي كنّا نعتبره بمثابة منزل لنا، لكنه افتتح أخيراً شركة جديدة وكل منا منهمك بعمله، أحياناً أصور نهاراً كاملاً ولا ألتقي بزوجي إلا في المساء، لكنه يقدّر طموحي ويعرف أني ما أستطيع تقديمه في هذا العمر، لن يكن بمتناول اليد حين يتقدم بي السن.. وبالمناسبة هو رجل متفهم، ولا يتأخر عن إسدائي النصيحة، في كل ما يتعلّق بعملي.