رحب اقتصاديون بقرار إنشاء سوق مالية لتداول الصكوك والسندات في السعودية، وأكدوا أنها ستدعم نمو الاقتصاد السعودي وتوفر التمويل اللازم للشركات، بدلاً من اللجوء إلى البنوك. وقال أستاذ الاقتصاد الدكتور عبدالحفيظ محبوب: «في الحقيقة لقد كانت هناك فوائض كبيرة في السيولة في سوق الأسهم خلال الفترات الأخيرة، إذ كانت السوق تعج بالسيولة، وكانت الدولة تلجأ إلى أدوات خفض التضخم، ومنها خفض السيولة، وكنا بحاجة إلى إصدار سوق للصكوك والسندات منذ فترة، بخاصة مع الأزمة العالمية وتوقف البنوك العالمية عن الإقراض، ونحن تأخرنا في إنشاء هذه السوق». وأضاف محبوب أن السوق السعودية ناشئة والأدوات الاستثمارية محدودة، وهذا يخفف الضغط على سوق الأسهم، وبالتالي تتسع القاعدة وتصبح هناك فرص عدة للاستثمار، كما أن الصكوك والسندات تشجع النمو الاقتصادي، إذ أنه يوجد الكثير من المشاريع التي توقف نموها وذلك بسبب غياب الإقراض، وهذه الصكوك والسندات من الأمور التي تشجع نمو الاقتصاد الوطني. وأوضح أنه يجب أن نستفيد من الأزمة العالمية، وألا نغفل الأسباب التي أدت لحدوث الأزمة، ونبدأ من حيث انتهت، والسعودية عضو في مجموعة العشرين، وهذا يعطينا الكثير من المميزات، إذ ان العالم اليوم يحاول الاستفادة منا، ومن الأولى أن نحافظ على أنفسنا ونستفيد ونضع تشريعات للمحافظة على أنفسنا. وأشار إلى أنه لا يجب أن نكتفي بإصدار هذه الصكوك، ونحن بحاجة إلى تحويل سوق الأسهم من سوق فردية للاستثمار المضاربي إلى سوق مؤسسية، وأن نُفعل شركات الوساطة ونعيد الثقة لها، إذ ان البنوك لا تزال هي المسيطرة على هذه الشركات، ونسبة 90 في المئة من التداولات لشركات الوساطة تابعة للبنوك، ونحن نريد شركات مستقلة. وأعرب محبوب عن اعتقاده بأن هذه السوق تحتاج إلى جهد ووقت كبيرين، وتشجيع الفرد على الاستثمار في سوق السندات، حتى نقضى على المضاربة التي تسببت في تذبذب سوق الأسهم». من جهته، قال أستاذ الاقتصاد الدكتور سالم باعجاجة: «اعتقد أنه خيار جيد، وذلك لوجود أدوات استثمارية جديدة وهي صكوك وسندات، وأعتقد أن السوق ستفتح مجالاً أوسع لاستثمارات جديدة، وأتوقع أن تأثر سلبياً في سوق الأسهم، وذلك لأن الشركات قد يكون بها نوع من الخسائر، والصكوك أكثر أماناً، إذ تكون أرباحها محددة». وقال: «لابد أن يكون هناك نظام للسوق الجديدة، خصوصاً في الصكوك والمستندات، إذ يجب أن توجد آلية يتم عن طريقها تداولها، وتكون عبر قنوات استثمارية جديدة، وتكون هناك ضوابط معينة لدخول هذه السوق».