عُقد أمس في القاهرة أول اجتماع للجنة المشتركة المصرية - البرتغالية برئاسة وزيري خارجية مصر سامح شكري والبرتغال أوغوستو سانتوس سيلفا، اللذين افتتحا أعمال المنتدى المصري البرتغالي، على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد بأن وفداً كبيراً يرافق الوزير سيلفا، يضم 26 من رجال الأعمال البرتغاليين في مختلف المجالات، لافتاً إلى أنه سبق اجتماع اللجنة جلسة مشاورات سياسية موسعة على مستوى وزيري الخارجية والوفد المرافق. وأوضح الناطق بأن الوزير شكري رحب بزيادة الاستثمارات البرتغالية في مصر، ومضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يصل الآن إلى حوالى 181 مليون يورو سنوياً. وذكر أبو زيد أن اللجنة المشتركة شهدت أيضاً التوقيع على خمس مذكرات تفاهم واتفاقات في مجالات السياحة، والشباب والرياضة، والأرشفة الدولية، والخدمات الجوية، وكذلك بين معهد كامويش البرتغالي والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية. وأوضح الناطق أن الوزيرين تناولا علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي، والتهديدات التي تواجه مصر على مسار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وجهود مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، كما تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وفي مقدمها الأوضاع في ليبيا وسورية، والتطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية على ضوء نجاح جهود إتمام المصالحة الفلسطينية أخيراً، فضلاً عن التحديات المرتبطة بموضوع الهجرة غير الشرعية وكيفية مواجهتها، والتنسيق بين البلدين في إطار آليات التعاون الأورومتوسطي، وعلى رأسها الاتحاد من أجل المتوسط. في غضون ذلك، أكد وزير خارجية إيطاليا أنجلينو ألفانو للسفير المصري في روما هشام بدر «حرص بلاده على تجاوز الفجوة في علاقتها بمصر التي امتدت طيلة 18 شهراً، وذلك عبر تفعيل الحوار بين البلدين، ومد جسور من التعاون في مختلف المجالات». واستقبل وزير الخارجية الإيطالي في روما، مساء أول من أمس، السفير المصري لبحث توطيد العلاقات الإيطالية المصرية. وكان لافتاً عدم تطرق بيان وزارة الخارجية المصرية عن اللقاء إلى قضية التحقيقات في مقتل الباحث الإيطالي جوليو روجيني الذي اختفى في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي قبل العثور على جثته في مطلع شباط (فبراير) من العام نفسه. وكانت أزمة ديبلوماسية نشبت بين إيطاليا ومصر عقب مقتل روجيني وصلت حد تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي بين الدولتين باستدعاء السفراء، قبل أن يعود السفيران في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي. ونقل بيان للخارجية المصرية تأكيد وزير الخارجية الإيطالي «أن مصر شريك مهم لا غنى عنه لإيطاليا، وأنه من غير الممكن أن تستمر الدولتان من دون وجود حوار سياسي على أعلى مستوى، خصوصاً في ضوء محورية العلاقة بين البلدين في منطقة المتوسط والشراكة التي تربطهما، فضلاً على العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين». ورحب السفير المصري بالتوجه الإيطالي، معرباً عن «الأهمية التي توليها القاهرة لدعم وتطور العلاقات مع إيطاليا وعدم إعطاء الفرصة لأي جهات مناوئة للنيل من هذه الشراكة المهمة». وأكد بدر «ترحيب مصر بالزيارة المرتقبة لنائب وزير الخارجية الإيطالي إلى القاهرة الأحد المقبل، لإطلاق أول محادثات رسمية بين الجانبين حول سبل تعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية التجارية كافة والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى التنسيق والتشاور المستمر بشأن قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط». واستعرض بدر عدداً من الاتفاقات مع إيطاليا ما زالت قيد التفاوض، لافتاً إلى أنها «ستمثل اللبنة الأولى في تأسيس الانطلاقة الجديدة في العلاقات»، وهو ما دعا وزير الخارجية الإيطالي إلى الحض على سرعة الانتهاء من تلك الاتفاقيات «لاستعادة الزخم في العلاقات بين البلدين والوصول إلى وتيرة سريعة في التنسيق بينهما».