تعهد رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار بتوفير كل سبل «الأمن والراحة» للرئيس محمود عباس في حال زار القطاع، في وقت انتقدت الحركة بشدة تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب جيسون غرينبلات ومطالبته الحكومة الفلسطينية بالاعتراف بشروط اللجنة الرباعية. وقال السنوار، أثناء لقائه الثاني أمس بعشرات الشباب خلال أقل من شهر، إنه سيسهر شخصياً على «سلامة الرئيس عباس وراحته» لدى زيارته غزة، التي قال قياديون فتحويون إنها قد تتم مطلع الشهر المقبل. ودعا السنوار اللجنة المركزية لحركة «فتح» واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى عقد جلساتهما المقبلة في قطاع غزة برئاسة عباس. وفي حال وقوع عدوان إسرائيلي جديد على القطاع، قال السنوار: «قال لي قائد كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، محمد الضيف: إذا فكر العدو بارتكاب حماقة ضد شعبنا ومقدساتنا، فإننا سنكسر جيشه كسراً لا تقوم له بعده قائمة». وأضاف: «إذا قال الضيف فقد صدق». ويتوارى الضيف عن الأنظار منذ سنوات طويلة، بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، كان آخرها أثناء عدوان صيف 2014. في الأثناء، وصفت «حماس» تصريحات غرينبلات بأنها «تدخّل سافر في الشؤون الفلسطينية الداخلية». وعبّرت الحركة في بيان أمس، عن رفضها هذه التصريحات التي «تهدف إلى وضع العصي في دواليب المصالحة». واعتبرت تصريحات غرينبلات «محاولات للابتزاز والانحياز الأميركي لصالح المواقف الإسرائيلية». وجددت الحركة تأكيدها على «المضي قُدماً في تطبيق خطوات المصالحة كافة، ولن تلتفت لأي محاولة لتخريب هذا المسار أو تعطيله». وكان غرينبلات عقّب على اتفاق المصالحة بقوله: «إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل بمبادئ اللجنة الرباعية، ألا وهي أن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاماً لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة» الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية. من جهته، بحث المدير العام للمعابر والحدود في فلسطين نظمي مهنا صباح أمس، في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، مع منسق الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الوضع الإنساني في قطاع غزة، والترتيبات اللازمة لاستلام المعابر في القطاع وفق النظام وآليات بدء العمل فيها تطبيقاً لاتفاق القاهرة الأخير. واستعرض مهنا وملادينوف تطبيق الأنظمة والقوانين المعمول بها في السلطة الفلسطينية في المعابر والتزام الاتفاقات الدولية، بما يضمن توحيد الأنظمة المالية والإدارية والأمنية، والالتزام الكامل والأمين بتنفيذ هذه الاتفاقات. وأكد مهنا لملادينوف أن العمل والتحضير لاستلام المعابر جارٍ بوتيرة سريعة ومنظمة جداً. في الأثناء، وصل وزير التربية والتعليم في حكومة الوفاق الوطني صبري صيدم على رأس وفد رفيع أمس، إلى القطاع عبر معبر بيت حانون (إريز) قادماً من مدينة رام الله. والتقى صيدم فور وصوله إلى مقر الوزارة غرب مدينة غزة، عدداً من الوكلاء والمديرين العامين في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة الأخير، ووضع الخطط الكفيلة بالدفع قدماً في مسيرة تطوير التعليم، وإزالة آثار الانقسام وتوحيد الوزارات والمؤسسات في شطري الوطن. إلى ذلك، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية ب «الخطوة المباركة» لرئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، بطرد رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي من اجتماع برلماني دولي، ووصفهم ب «قتلة الأطفال». وقال هنية للغانم خلال اتصال هاتفي أمس: «عبرتم عن ضمير الأمة ووجدانها تجاه الشعب الفلسطيني ونصرتم القضية الفلسطينية في موضع تجب فيه النصرة». وعبر عن شكر الشعب الفلسطيني وفخره وتقدير «حماس» والقوى الفلسطينية وأهالي الشهداء والأسرى والمكلومين، للخطوة التي قام بها الغانم أمام البشرية جمعاء. من جانبه، اعتبر الغانم أن ما قام به «واجب شرعي وقومي في موضع تجب فيه النصرة». وأكد الغانم أنه «لا يضيع حق وراءه مطالب وسيكون النصر حليف الشعب الفلسطيني وهذه الأمة واستعادة حقها»، مشدداً على «أننا شعب واحد وأمة واحدة».