تحولت ساحات المحتجين اليمنيين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، إلى مرسم مفتوح يشحذ همم المعتصمين ويقدم مساحة حرة للتعبير عن آرائهم من خلال الرسم. عشرات الرسوم الكاريكاتيرية واللوحات المعلقة على عدد من الخيام المنصوبة في ساحة التغيير في صنعاء، مشغولة بقليل من الفن وكثير من الغضب. ما يجذب الجمهور لمشاهدة الأعمال المعروضة ليس المهارة التي اشتُغلت بها، بل طبيعة الموضوعات التي تتناولها، خصوصاً النقد الساخر الذي توجهه للرئيس اليمني وأقطاب حكمه والمطالَبة برحيلهم. يميز الأعمالَ المعروضة تجدُّدُها تبعاً لتجدد الأحداث التي تشهدها البلاد، فكل حدث يطرأ لا يلبث أن يجد له مكاناً في العرض. وكما تحضر نبرة النقد غير المعهود والحض على الثورة السلمية، كذلك تحضر الشكوى من القمع الممارَس ضد المحتجين. هو معرض يلتئم على فضاء الجماعة ومطالبها. لا شروط للمشاركة فيه، يتسع باتساع ساحات الاحتجاج التي يشهدها البلد، ويتمدد بتمدد خيام المعتصمين، الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم.