بعد أن سخرت من البابا في أحد أعدادها السابقة، تُحضر المجلة الساخرة تيتانيك "إصداراً عن الإسلام" في عددها القادم لشهر أكتوبر، والذي ستسخر فيه أيضاً من بيتينا فولف زوجة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف. و قالت الإذاعة الإلمانية فيتقرير لها إن المجلة ستضع على غلافها " رجلا بلحية يحمل بيده اليمنى خنجراً ويلوح به في السماء، ويعانق بيده اليمنى بيتينا فولف زوجة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف" ، أما العنوان فسيكون : بيتينا فولف تصور فيلماً عن النبي محمد. رئيس تحرير مجلة "تيتانيك"، ليو فيشر، لا يتصور أنه بإمكان مثل هذه السخرية أن تزيد من تأجيج الاحتجاجات المعادية للغرب التي تشهدها كثير من الدول الإسلامية. ويقول فيشر في هذا السياق: "على العكس من ذلك، أظن أن هذا العنوان سيقود بالأحرى إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة العربية". وأضاف فيشر بنبرة ساخرة، رافقته خلال جل أطوار المقابلة التي أجرتها معه DW، أنه "قرأ القرآن غير ما مرة، والقرآن لا يمنع السخرية من بيتينا فولف". والصورة تسخر فقط من بيتينا فولف، يستطرد ليو فيشر. وتابع رئيس تحرير مجلة "تيتانيك" متحدثاً عن بيتينا فولف قائلاً: "يُعرف عنها الآن، أنها تستعمل كل الأوراق من أجل بيع كتابها الجديد. ونخشى أن تركب هي الأخرى الموجة المعادية للإسلام، وتنتج فيلماً رخيصاً مصوراً بطريقة سيئة معادياً للإسلام". وفي سؤال حول ما إذا كانت هذه الصورة المركبة، ستظهر أيضاً النبي محمد، أجاب ليو فيشر بأنه لا يعرف ذلك بعد. وتجدر الإشارة إلى أن ليو فيشر كان قد دافع، في مقال نشر في صحيفة "برلينر تسايتونغ"، عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في التاسع من سبتمبرالجاري في المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو"، معتبراً ذلك رداً مناسباً على ما أسماها "أعمال العنف المجنونة". وفي تعليق له على النسخة المرتقبة لمجلة "تيتانيك"، حذر وزير الخارجية الألماني من استفزازات إضافية من شأنها أن تمنح المتطرفين ذريعة جديدة. وقال وزير الخارجية الألماني إن "حرية التعبير ليست هي حرية الإساءة إلى الأديان الأخرى وشتمها أو قذفها". وتابع غيدو فيسترفيله محذراً: "الحر في فكره ليس ذلك الذي يصب الزيت على النار لأسباب مختلفة تماماً". من جانبه عبر هانس غيورغ ماسن، رئيس هيئة حماية الدستور الاتحادية، عن قلقه بسبب هذا التطور. وقال ماسن: "على الرغم من عدم وجود أي "خطر ملموس" داخل ألمانيا، إلا أن هناك قابلية كبيرة لتهييج المشاعر لدى السلفيين". وهذا يعني، يتابع ماسن محذراً، أنه "إذا تم عرض هذا الفيلم بشكل علني في ألمانيا، ونُشرت رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد في الصحف الألمانية، فلا يمكن استبعاد وقوع أعمال عنف في ألمانيا، وأخرى موجهة أيضاً ضد المصالح الألمانية في الخارج". ولا يٌعتبر كل ما ذكر سبباً للتراجع عن تغيير غلاف المجلة بالنسبة لليو فيشر رئيس مجلة "تيتانيك"، الذي يرى أن السياسيين يجدون دائماً الأسباب للاحتجاج. لكن وبالمقارنة مع زميله الفرنسي جيرار بيارد، رئيس مجلة "شارلي إبدو"، تبقى تصريحات ليو فيشر خالية من الطابع السياسي. فقد دافع بيارد في معرض حديثه مع DWعن الرسومات المنشورة في مجلته، مستنداً في ذلك إلى التوجهات السياسية والعلمانية لمجلته، حيث قال: "إننا نحارب كل دين بمجرد أن يغادر المجال الخاص ليؤثر على السياسية والحياة العامة". أما فيما يخص مجلة "تيتانيك"، فإنه يسود الاعتقاد بأن المجلة تحاول أن تستغل هذه القضية للرفع من حجم مبيعاتها. وكان لمجلة "تيتانيك" تجربة سابقة فيما يخص عرض مواضيع دينية على غلاف المجلة هذا العام. فقد سبق لها أن اختارت لغلاف نسختها الصادرة في يوليوالماضي صورة للبابا بنيديكتوس السادس عشر وعنواناً مثيراً للجدل. وقد تمكنت المجلة من زيادة مبيعاتها بنسبة 70 في المائة بسبب هذه النسخة. وقد أظهرت المجلة البابا وهو يرتدي رداءه المعهود، وبه بقعة صفراء عند منتصف الجسد. وعنونت المجلة الصورة بالعبارة التالية: "انكشف مكان الثغرة"، في إشارة إلى تسريب وثائق سرية من الفاتيكان وصل فحواها إلى الرأي العام عن طريق الصحافة. هذا العنوان صدم عدد كبير من الكاثوليك، وقد رفع البابا نفسه دعوى قضائية ضد المجلة.