تحولت ساحات اعتصامات المطالبين بسقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء ومدن رئيسة أخرى, إلى مساجد مفتوحة للصلاة ومنتديات للنقاش ومسارح للإبداع والشعر وأسواق للبيع وصالات للأعراس, وزادت الجماعات القبلية على ذلك بإرسال ما يسمى "قوافل الدعم الشعبي". وذكرت المصادر ل (عناوين) مساء الجمعة 4 مارس 2011, ان قبائل الحدأ بمحافظة ذمار التي ينتمي إليها الكثير من قيادات الدولة الأمنية, ارسلت قافلة دعم شعبي الى ساحة التغيير بجامعة صنعاء تحتوي مواداً غذائية وكعك وخبز أعدته نساء القبيلة, بالإضافة إلى مبلغ مليوني ريال يمني جمعت من الميسورين فيها. وأوضحت المصادر ان قبائل الحدأ (حنوبي صنعاء), والتي منها خرج شاعر اليمن الراحل عبدالله البردوني ورغم انها أكثر القبائل معاناة من مشكلة الثأر, فإن قافلة الدعم الشعبي المقدمة منها للمعتصمين بصنعاء المطالبين برحيل الرئيس صالح خرجت من المحافظة وهي في الطريق إلى صنعاء. وتعد هذه المبادرة هي الثانية, بعد أن أرسلت قبائل همدان شمالي صنعاء, والتي سبق وأن أوفدت قافلة دعم شعبي للمعتصمين عبارة عن كعك وخبز ومواد غذائية جهزتها أسر القبيلة وكتبت عليها عبارات تطالب الرئيس صالح بالرحيل وتؤكد على رغبة الشعب في إسقاط نظامه. واحتفى الشباب المعتصمين بقافلة الدعم الشعبي المقدمة من قبائل همدان بعد أسبوع واحد على لقاء للرئيس صالح بمشائخ وأعيان همدان وتحريضهم على المطالبين برحيله, إلى جانب ان قوافل العم الشعبي هذه كانت لها دور معنوي كبير في حرب 1994م التي أنتصر فيها نظام صالح على نظام الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب البلاد قبل قيام الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م. وإلى جانب ذلك, توزعت الخيام المنصوبة في الشوارع المؤدية الى ساحة جامعة صنعاء والتي تتمدد يومياً بإتجاه ميدان التحرير والقصر الجمهوري (أقل من كيلو متر), وتنوعت مابين لافتات مهنية ومدنية ومناطق وقبائل متفرقة تمثل اليمن, في حين غابت عنها أحزاب المعارضة رغم حضورها في الحماية والتنظيم والخدمات. ولاحظ مراسل (عناوين) وجود خيمة تحمل لافته (أكاديميون لدعم شباب التغيير) وكان الدكتور عادل الشرجبي –أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء- يتحدث فيها عصر اليوم الجمعة عن أهمية تكاتف جهود كل اليمنيين قبائل وقوى مدنية والرجال والنساء ومختلف الأطياف والمناطق لإنجاح ثورة تعبر عن تطلعات الشعب اليمني. وتميزت النقاشات في هذه الخيمة بأنها تجمع بين الأكاديميين والشباب ورجال القبائل والذين يخوضون نقاشات في قضايا تتعلق بالتغيير والقبيلة في اليمن. وذكر مسؤول الخيمة الذي ينتمي إلى محافظة مأرب شرقي البلاد, انه تم استضافة 10 أساتذة جامعيين معروفين بطروحاتهم المستنيرة وأبحاثهم المتخصصة في العمل السياسي والعلاقة بين القبيلة والدولة والمجتمع المدني. وشهد عصر الجمعة احتفاء من يصفون أنفسهم ب(شباب الثورة) بزميل لهم عقد قرانه وأصر على ان يكون الإحتفاء وفق الطقوس الخاصة بمثل هذه المناسبة في صنعاء وفي ساحة التغيير, فيما كان المعتصمين بمدينة الحديدة غربي اليمن, بزفاف عريس من بينهم. ومساء أمس الخميس احتفى المعتصمين بمدينة ذمار جنوبي صنعاء, بزفاف الصحفي عبدالله المنيفي كأحد نشطاء الاعتصام إعلامياً. يأتي هذا بعد أسبوع على إقامة مراسم الزفاف بين المعتصمين في العاصمة صنعاء ومدينة تعز بزفاف 4 عرسان من بينهم, وكل يحتفي على طريقته.