اعتبر الوزير في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش (حزب الله) أن «بعد الاطلاع على فضائح ويكيليكس تبين صحة ما كنا نقوله في أثناء حرب تموز وبعدها، بأن هناك تواطؤاً ضد المقاومة من قبل البعض في لبنان، فيما كان هذا البعض يدعي انه ليس بحاجة إلى فحص دم في الوطنية». ولفت الى «أن تقديراتهم جعلتهم يظنون ان إفاداتهم ستبقى بين الجدران ولن يتم تسريبها وكانوا يمارسون كالعادة نوعاً من النفاق واللغة المزدوجة». واعتبر فنيش «ان الأميركيين لم ينجحوا في التستر وحفظ أسرارهم، الأمر الذي شكل فضيحة على المستوى الوطني العام في لبنان»، مستغرباً قول البعض «وبكل وقاحة أن موقفه لم يتغير وهو من الأساس كان كذلك، فيما المقاومة تشكل نقيضاً لمشروعه ولرهاناته وللآمال التي علقت على الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1982». وأضاف: «لم نتفاجأ بهؤلاء إنما الذي فاجأنا تحالفات البعض مع هذه المدرسة التي لم يكن تاريخها الا الرهان على العدو خلافاً لمصلحة وطنهم»، سائلاً: «في الوقت الذي تملأ فيه شعارات السيادة والوطنية الشاشات والبانوهات وكل وسائل الإعلام، أين كان موقع هذه الشعارات خلال اللقاءات المكثفة التي كانت تجري قبل حرب تموز وفي أثنائها وبعدها مع سفير اميركا؟». وأكد «انه في الوقت الذي نعرف فيه أن قدر اللبنانيين قبول التنوع القائم في بلدهم ولا يمكن إلغاء أحد، فإن المطلوب في المقابل احترام أصول العمل السياسي، وإذا كانت نتائج المعادلة السياسية أدت إلى خسارة فريق أمام فريق آخر، فعليه قبول النتيجة وعدم الخروج عن أصول العمل السياسي»، مشدداً على «عدم إمكان عودة لبنان إلى الوراء، وأنه مهما بلغ حد الضجيج، فإن هناك ثوابت علينا جميعاً مراعاتها واحترامها». ورأى «أن لدور المقاومة في لبنان بكل شرائحها تأثيراً في ما يشهده العالم العربي اليوم من تحول وبداية نهضة جديدة، لأن ثورات الشباب في الشارع العربي هي ضد أنظمة الاستبداد رفضاً لممارسات حكامهم التي تجاوزت كل الحدود»، معتبراً أنه «امر طبيعي ان يرى هؤلاء الشباب الثائرون في نموذج المقاومة في لبنان أملاً ودافعاً لهم للانتفاضة والثورة». واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أن «الدوافع والأفق للحراك الشعبي الذي تشهده منطقتنا العربية، تؤكد نبل دوافعه، ولن تصرفنا عن الاهتمام بمواكبته ودعمه بالكلمة وبالموقف والإعلام»، وقال خلال افتتاح قاعة محاضرات ومكتبة عامة في النبطية امس: «من يعتبر أنه يستطيع أن يخنق المارد في عز نهوضه هو واهم، ولذلك نحن نراهن كثيراً على مزيد من الانتفاضات في هذا العالم العربي لأنها تتحرك وفي عمقها تتطلع إلى مستقبل القضية المركزية ونصرتها، وهي فلسطين». وقال: «في لبنان ننتظر تشكيل حكومة تحاكي تطلعات اللبنانيين الذين ينشدون التناغم مع ما يجري في المنطقة، ولا يصح على الإطلاق ان نسلك في مسار والناس في المنطقة تسير في اتجاه معاكس، ولم يعد وارداً إلاَّ ان تكون القضية اللبنانية واضحة لدى الجميع»، معتبراً أن «من يراهن على تسوية مع العدو الإسرائيلي ليس له محل في هذا المسار وكذلك من يراهن على تناغم مع المشروع الإسرائيلي». وتابع: «معظم الطاقم السياسي الذي كان يداهن المقاومة خلال الفترة الماضية كشفته وثائق ويكيليكس، فبدا هذا الفريق بمعظمه محرضاً ومتواطئاً ويحاول ابتزاز المقاومة ويعمل على تطويق إنجازاتها ويحض المحتلين على تمديد أمد الحرب حتى لا تخرج المقاومة قوية»، لافتاً الى «أن المقاومة إن خرجت قوية، فلن تكون مثل رامبو على الإطلاق لأن لها مشروعها وثقافتها ووعيها السياسي والاجتماعي والحضاري الذي يريد استنقاذ كل اللبنانيين». ووصف «أولئك الذين كانوا يتواطأون وينافقون على شعبهم ويمهِّدون الطريق من أجل إنهاء المقاومة وإسقاطها» ب «الأقزام والقذرين»، وأضاف: «لن نقول الآن أكثر من ذلك لأن الوثائق المقبلة ربما تحمل الكثير من قذارة هؤلاء». ودعا الى تشكيل الحكومة «ولئن استنكف البعض عن المشاركة فيها فلتكن أيضاً حكومة كل اللبنانيين من خلال اهتمامها بشؤون كل اللبنانيين، وهي يجب أن تضم من يحمل الرؤية المقاومة والاستقلالية الحقيقية للبنان، أما التعفف والزهد في تمثيل القوى التي تحمل هذه الرؤية في الحكومة المقبلة ليس في محله على الإطلاق، والشعور بأن تمثيل هذه القوى ربما يستفز أطرافاً، فهؤلاء الذين يستفزهم وجود مثل هذه القوى في الحكومة اللبنانية هم في الأصل لا يريدون للبنان الممانعة والاستقرار، فلا داعي للتردد ونحن نشد على أيدي الجميع أن يحرصوا على هذه النقطة بالذات لأنها مفترق الطرق وفي ضوئها ترتسم المسارات والمواقف». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض في احتفال أقامته بلدية الخيام في الذكرى السنوية ال33 لمجزرة الخيام أمس، أن «تمسكنا بالمقاومة ليس موقفاً للمساومة وليس على صلة بموضوعات الخلاف السياسي الداخلي». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي حسن خليل في الاحتفال نفسه أن «خطابنا كان وسيبقى خطاباً وطنياً مرتكزاً الى الثوابت التي ارتضيناها جميعاً كلبنانيين، ثوابت ميثاقنا الوطني والعيش المشترك، وأن قوة لبنان لا يمكن ان تتحقق إلا بتعزيز قدراته»، وأشار الى أن «الخطابات التي يعبر عنها على مستوى الساحة الداخلية، نريد ان نعتبرها رد فعل. ونعي تماماً ان وعي اللبنانيين وصل الى مرحلة اصبح يعي فيها تماماً ان مصلحته في هذا اللبنان القوي، وأن لبنان القوي لا يمكن ان يتحقق عندما نشكك بسلاح المقاومة ودورها في لبنان، وعندما نتحدث يجب ان نعي ان مثل هذا الشعار لا يمكن ان يخدم حتى مطلقيه». ورأى رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد إبراهيم أمين السيد «أن المتضرر الأول من التحولات التي تحصل في المنطقة هو الكيان الإسرائيلي، لذلك من المتوقع أن يقوم بتحرك ما في اتجاه غزة أو مصر أو لبنان وسورية بأعمال عسكرية أو مؤامرات أو حوادث أمنية أو بتمزيق اللبنانيين واللعب على أوتار الأزمات الداخلية في لبنان، في محاولة منه لعرقلة هذه التحولات». وقال خلال ندوة في زحلة امس، انه «حينما يسقط سلاح المقاومة سيفتح لبنان على مصراعيه ويبقى بلا قوة».