واصل «حزب الله» عبر نوابه ونواب من كتلة «التنمية والتحرير» حملتهم على الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن للبنان اول من امس، في وقت حرص سياسيون من قوى 14 آذار على عدم ربط الزيارة بموضوع الانتخابات النيابية اللبنانية. واستغرب وزير المال محمد شطح وصف زيارة بايدن بأنها «انتخابية»، ورأى «أنّ من يصفونها كذلك هم الذين يوظفونها انتخابياً»، وسأل: «لماذا فريق المعارضة يصرّ على التركيز عليها في ما لو كانت مفيدة لفريق 14 آذار». وقال شطح، في مداخلة عبر تلفزيون «ال بي سي»: «الولاياتالمتحدة ليست وحدها من سيربط دعمه للبنان بسياسة الحكومة الجديدة؛ الحكومة التي ستنتجها الانتخابات يجب أن تضع بياناً وزارياً وترسم الخطوط العريضة لسياستها وبناء على هذه السياسة تقرر الحكومات كيفية التعاطي معها». وأكد النائب بطرس حرب ان «من اجتمع مع بايدن من قيادات 14 آذار هم مسؤولون أمام الشعب اللبناني، وقدموا الكثير من التضحيات لمصلحة الوطن». وقال ل «أخبار المستقبل»: «زيارة بايدن هي للتأكيد أن للبنان مكانة مهمة جداً في السياسة الأميركية الجديدة، وأن لا تنازلات في المنطقة على حساب لبنان». وشدد حرب على ان الحديث مع بايدن «لم يتناول الوضع الداخلي في لبنان والانتخابات». فنيش: بايدن يحرّض على المقاومة في المقابل، رأى وزير العمل محمد فنيش أن «الزيارات الاميركية المتكررة للبنان لا تأتي بدعم للبنان أو تحقق مصلحة اللبنانيين، بل هي استمرار لسياسة التحريض على المقاومة»، مؤكداً ان «الانتخابات التي ستُجرى هي التي تحظى باهتمام السياسات الاميركية وهدفها ممارسة المزيد من الضغط والتحريض ودعم فريق على حساب فريق آخر، وهي لا تزال تندرج في سياق التحريض على المقاومة وبين اللبنانيين». واستغرب «كيف يسمح البعض لنفسه بأن يتطوع ليدافع عن نيات العدو الإسرائيلي حول المناورات. ليقل لنا كيف اكتشف ان هذه المناورات لا تشكل خطراً ولا تحمل تهديداً للبنان، وهل سمع تطميناً من حلفائه الذين يدعمون الكيان الصهيوني فليخبرنا كي نطمئن معه؟». ورأى «أن المقاومة اعلنت انها ستتعامل بكل مسؤولية مع هذه المناورة وستبقى حاضرة وانها لن تسمح للعدو بأن يفاجئها أو أن يفاجئ لبنان وهذه مسؤوليتنا ولن نتخلى عنها. ولم نسمع موقفاً اميركياً جديداً تجاه كل السياسات العدوانية»، معتبراً «أن من اراد ان يدعم لبنان فذلك يكون بالضغط على اسرائيل للانسحاب من اراضيه المحتلة وعدم دعمها بما تقوم به من اعتداءات حتى على اراضي الآخرين». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية ايوب حميد ان «ارتفاع منسوب الاهتمام الدولي بلبنان وانشغال مراكز القرار بتفاصيل المشهد الانتخابي اللبناني يتصل بالرغبة في الإبقاء على المعادلة السياسية لمصلحة فريق على حساب آخر، الامر الذي يحتم على الجميع العودة الى الكيمياء الداخلية التي توحد اللبنانيين بعيداً من اي رهان خارجي». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب علي خريس ان «زيارة بايدن واجتماعه بقوى الرابع عشر من آذار، تدخل سافر في الشؤون اللبنانية خصوصاً الشؤون المرتبطة بالعملية الانتخابية المرتقبة». وسأل: «ما معنى القول اذا نجحت المعارضة ليس من دعم للجيش ولا اتصال او لقاء مع سورية، في حين اذا نجحت الموالاة ستفتح الكثير من القنوات». وثمّن مسؤول وحدة الإعلام الالكتروني في «حزب الله» حسين رحال «الموقف الرسمي اللبناني امام بايدن الذي عبر عنه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والمؤكد حق لبنان في المقاومة والمدين للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية خصوصاً في موضوع الشبكات التخريبية المعادية». وطالب رحال قوى 14آذار ب «الافصاح عن خريطة الطريق الانتخابية والسياسية التي رسمها لهم بايدن، والتي تسرب منها بعض التعليمات فقط، مثل ضرورة استمالة المترددين وتكثيف الذهاب الى صناديق الاقتراع لمواجهة المعارضة».