توقفت المحادثات الهادفة إلى توفير ممر آمن لإخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الرقة السورية، وفق ما أفاد مصدر محلي قريب من عملية التفاوض اليوم (الجمعة). وقاد «مجلس الرقة المدني» الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر الرقة خلال الأيام القليلة الماضية، محادثات «لتحديد أفضل طريقة لتمكين المدنيين المحاصرين من قبل (داعش) من الخروج من المدينة»، بحسب ما أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن في بيان ليلة الثلثاء الماضي. وقال المصدر: «توقفت المحادثات تماماً، لأن فكرة خروج أمنيين وعدم معاقبتهم مرفوضة تماماً»، في إشارة إلى مقاتلي «داعش» المتحصنين في آخر جيوب لهم وسط مدينة الرقة. ولم يأت بيان التحالف الذي يدعم هجوم «قوات سورية الديموقراطية» في المدينة، على ذكر أي عملية إخلاء لمقاتلي التنظيم من الرقة، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن المحادثات تتضمن إخراج المتطرفين إلى ريف دير الزور الشرقي. ولم يصدر أي تعليق رسمي إزاء مضمون المحادثات من «مجلس الرقة المدني» الذي تأسس في نيسان (أبريل) الماضي بهدف تولي إدارة شؤون المدينة بعد طرد التنظيم منها. وقال المصدر ذاته: «التعامل معهم (مقاتلي التنظيم) تم عبر بعض الأشخاص العالقين في الداخل. حتى أن الوسيط العشائري لم نعرف حتى الآن اسمه خوفاً عليه». وبعد هدوء نسبي شهدته خطوط القتال لنحو ثلاثة أيام منذ مطلع الأسبوع، أفاد نازحون من الرقة أمس، باستئناف المعارك والغارات على نقاط سيطرة مقاتلي التنظيم منذ ليلة الأربعاء الماضي. وتمكن المئات من المدنيين من الفرار مستغلين هدوء الجبهات. وقال القيادي في «قوات سورية الديموقراطية» علي شير أمس إن «15 مقاتلاً من داعش سلموا أنفسهم في الأيام الأخيرة مع عائلاتهم إلى قواتنا، أي 100 شخص تقريباً». وقدر التحالف الدولي في تقرير أمس أن حوالى أربعة آلاف مدني ما زالوا موجودين في الرقة، ومعظمهم محتجزون دروعاً بشرية من قبل 300 إلى 400 مقاتل من التنظيم. وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» بفضل الدعم الجوي للتحالف، من طرد التنظيم المتطرف من حوالى 90 في المئة من الرقة، أبرز معاقله سابقاً في سورية. لكن من المرجح بقاء مئات المتطرفين والمدنيين في وسط المدينة.