عرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا امس، مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي، «المراحل التي قطعتها مشاورات تشكيل حكومة تستطيع النهوض بالأعباء المطروحة أمامها، وكذلك مواجهة تحديات المرحلة المقبلة»، بحسب بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. وفي المواقف، شدد وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسبيان على أن «مشهد طرابلس (مهرجان دعم الرئيس سعد الحريري) أتى بعد مشهد 13 آذار»، مشيراً في حديث الى «أخبار المستقبل» إلى أن «على الرئيس ميقاتي أنّ يأخذ في الاعتبار هذا المشهد، والرأيَ العام اللبناني، الذي يرفض الاسلوب الذي أتى به إلى رئاسة الحكومة، فتهميش فريق كبير من اللبنانيين سينعكس سلباً على ميقاتي». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، استمرار «قوى 14 آذار» بمطالبها «تحت سقف الدستور وضمن الوسائل الديموقراطية». وربط حوري في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان»، «الانقسام السياسي الحاصل في الموضوع الحكومي بالانقلاب الذي حصل على حكومة الرئيس الحريري»، وقال: «فريقنا السياسي لا يطرح وجهة نظر معادية للفريق الآخر، بل يطرح مشروع الدولة والعبور اليها». وإذ أكد أن «شعار «لا للسلاح» يعبّر عن منطق الدولة»، ذكّر حوري بأن قوى 14 آذار «لم تترك طاولة الحوار، بينما الفريق الآخر هو من نعاها». ولفت عضو الكتلة نفسها النائب نهاد المشنوق في حديث الى «أل بي سي»، الى ان «لدى الرئيس المكلف ثلاثة خيارات: الأول أن يشكل حكومة سياسية تشمل كل الناس، وهذا امر غير متاح، لكون 14 آذار لن تتراجع عن قرارها عدم المشاركة، والثاني تشكيل حكومة من لون واحد، وهذا الأمر لاقى اعتراضاً كبيراً، والثالث تأليف حكومة تكنوقراط تحقق هدنة ما، وهذا يشكّل تحدياً كبيراً»، معتبراً أن «ميقاتي وقع في فخ سياسي إقليمي ومحلي كبير». وقال المشنوق رداً على سؤال: «احترنا مع وليد بك، عن اي فتنة يتكلم؟ نحن نريد الاستقرار، لا نريد جغرافيا سياسية تُصدر مذكرات توقيف وتتدخل في أصغر التفاصيل للحياة السياسية، بل تناسبنا ان تكون الجغرافيا السياسية معترفة بحقوقنا وبحريتنا وبكرامتنا، واذا لم تكن كذلك فلا نريدها، مبروكة على وليد جنبلاط»، لكنه تابع قائلاً: «بعد ستة اشهر سنرى كلام وليد جنبلاط»، وأضاف: «عندما قلت إنه يجب على الرئيس الحريري ان يستقيل، ردّ وليد جنبلاط يومها بأن هذا الكلام سخيف، فهل كلامي سخيف ام الانقلاب الذي حصل أفضل؟»، معتبراً ان «مقولة الجيش والشعب والمقاومة من عجائب اتفاق الدوحة، والحمد الله اننا انتهينا منها». ورأى المشنوق أن النائب ميشال عون «أصبح وجوده في السياسة وتعاطيه مهينَيْن للبنانيين وللعمل السياسي في لبنان ولمن يمثلهم»، متسائلاً: «كيف يقول «بيستاهلوا» لنصف الشعب اللبناني». «عون لن يسحب الثقة من ميقاتي» وفي المقابل، وصف عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب فريد الخازن، العلاقة بين عون وميقاتي ب «الجيدة»، نافياً الكلام عن توجه لدى عون «لسحب الثقة من ميقاتي». وقال الخازن: «العمل على تشكيل الحكومة بدأ فعلاً منذ اعلان قوى 14 آذار عدم المشاركة فيها»، لافتاً الى «وجود صيغ عدة مطروحة يتم التداول في شأنها، والمشاورات ستستكمل، وليس هناك أزمة أو عُقَد غير قابلة للحل». وأوضح أن موضوع وزارة الداخلية «هو ضمن النقاش والتداول، ولم يُبَتّ به حتى الآن» . وأكد عضو كتلة «التحرير والتنمية» علي خريس (حركة «أمل») «حرص الحركة وحلفائها على تشكيل حكومة انقاذية تعالج الازمات الحالية وتصوِّب الممارسات العوجاء للحكومات السابقة، لان ما يجب ان يسقط هو سلاح الفساد والارتهان للخارج وليس سلاح المقاومة الذي حرر الارض ودحر الاحتلال»، وأضاف: «امام ما سمعناه في الايام الماضية من خطابات استعراضية، لا يسعنا القول الا رحم الله الشهيد رفيق الحريري». وقال عضو الكتلة نفسها النائب هاني قبيسي: «نراهن في الأيام المقبلة على أن تبصر الحكومة النور لنتمكن من تتويج كل الجهد الماضي وإنقاذ هذا الوطن وإبعاد شبح الفتنة والاقتتال الداخلي عنه، ولنتمكن معاً من استثمار كل الانتصارات التي تحققت في السابق لننتصر في الداخل على كل الأمراض الطائفية والمذهبية التي ما زالت في نفوس البعض وعلى ألسنتهم».