تواصلت المواقف في شأن تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، واعتبر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة أن «عملية تشكيل الحكومة طويلة جداً والاعتذار هو الخرطوشة الأخيرة». وأوضح في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» أن «فريق 8 آذار يريد الإمساك بقرار الحكومة السياسي والإداري والرئيس المكلف (نجيب ميقاتي) لا يستطيع تحمل وزر مشاريع الفريق الآخر لهذا يحاول الإصرار على الثلث المعطل النائب مع وليد جنبلاط». وأضاف منيمنة أنه «في حال قدم ميقاتي تنازلات فسيخسر الكثير من شعبيته»، مؤكداً أن «الأمر صعب عليه بسبب االطريقة التي أتى بها، وفي حال تراجعه عن التشكيلة الحكومية، فان هذا نكسة لدوره ولموقعه». وسأل الوزير سليم الصايغ الذي مثل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل في العشاء السنوي الذي أقامته ندوة المهندسين في الكتائب: «من يقبل أن يكون لبنان من دون دولة حقيقية ومقسم بين دويلات حيث يخطف 7 أجانب ولا نعلم أين هم؟ ومن يقبل أن ضباطنا وجيشنا يقتلون من قبل أناس يملكون حصانة من الشعب والشعب غير راض عنهم». وقال الصايغ: «تحديات تأليف الحكومة، تؤكد أن المشروع أصبح مشروع حصص». وتابع: «نحن نريد حكومة نستطيع أن نعارضها، ونريد حكومة إنقاذ وطني حقيقي، هذا موقفنا في حزب الكتائب وفي 14 آذار، ولا قيامة للبنان إلا إذا وجدت حكومة تجمع كل الناس». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق أنّ «موقف قوى 8 آذار وعلى رأسها الجنرال الواهم (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون ليس جديداً أو مفاجئاً أو استثنائياً»، لافتاً إلى أنّ «المشكلة ليست عند عون بل عند ميقاتي». وإذ أشار المشنوق في حديث الى «أخبار المستقبل» إلى أنّ «لا شيء سيعيد لميقاتي شعبيته وشرعيّته في الشارع السني إلا تراجعه عن التكليف»، ذكّر بأنّ «هناك من قال إنّ تكليف الحريري انفجار وتكليف كرامي انهيار»، واعتبر أن كل ما نسمعه اليوم هو «هوبرة». وقال المشنوق: «نستطيع أن ننظر إلى لبنان على أنّه جزء من أزمة إقليميّة، والرئيس السوري بشار الأسد لا يستطيع أن يعطي أو يأخذ في لبنان، إنّما يستطيع أن يُسهّل أو يوحي لبعض حلفائه»، وشّدد على أنّ «لبنان والمنطقة لا يحتملان حكومة مواجهة ولا بياناً وزارياً مواجهاً». وأضاف أنّ «ميقاتي لم يتغيّر أو يغيّر في عناوينه بل المنطقة بأكملها تغيّرت ولم يعد بإمكان أحد أن يُشكل في لبنان حكومة مواجهة». وفي المقابل أكد النائب ميشال موسى في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» أن «الرئيس ميقاتي لن يعتذر عن تأليف الحكومة». وشدد على أن «الاتصالات مستمرة لتذليل العقبات». ورأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك «أن حرباً شعواء تشن على المقاومة»، متسائلاً: «لعيون من وكرامة لمن، يطالب بإسقاط السلاح الذي يحمي لبنان ويحفظ كرامة العرب والمسلمين والأحرار»؟