بعد رحيله عن شاشة التلفزيون المصري نتيجة رفضه استضافة رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال السابق أحمد شفيق تضامناً مع رفض الشعب لتلك الحكومة، وقّع الإعلامي المصري محمود سعد عقداً لتقديم برنامج حواري 3 أيام أسبوعياً على قناة «التحرير» التي تعد القناة الأولى التي تعبر عن ثورة 25 يناير وثوارها. تضامُن سعد مع الثورة منذ يومها الأول، أدخله في متاهات تسببت في استبعاده من برنامج «مصر النهار ده» على شاشة التلفزيون المصري بأمر من وزير الإعلام السابق أنس الفقي. لكنه عاد مجدداً بعد نجاح الثورة مستضيفاً شخصيات سياسية ودينية وعامة، كان ظهورها على شاشة التلفزيون المصري قبل الثورة ضرباً من الخيال، ومنهم محمد حسنين هيكل وحسين عبدالغني وإبراهيم عيسى وعمرو خالد. واعترف سعد بأن رفضه استضافة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق في «مصر النهار ده» أمر بعيد من المهنية، لكنه برّر موقفه بالظروف الصعبة التي تمر بها مصر حالياً، ما يفرض مواقف قد تبتعد عن المهنية، مشيراً الى أنه اعتاد رفض إملاءات من الفقي قبل الثورة كالهجوم على الإخوان أو الترويج لأجندة الحزب الوطني. وكانت مداخلة هاتفية للفقي خلال استضافة رئيس قطاع الأخبار عبداللطيف المناوي في برنامج «مصر النهار ده» بعد الثورة، تحولت إلى شجار بينه وبين سعد، إذ اتهم الفقي سعد بأنه لا يهتم بالمكان الذي ينتمي إليه، إنما براتبه فقط الذي يبلغ 9 ملايين جنيه سنوياً. كما اتهم الفقي سعد بأنه كان يجلس في المنزل ب «البيجامة» بينما كان الفقي ومعاونوه في مواقعهم. ويرفض سعد أن تكون مشاركته في التلفزيون إهداراً للمال العام، مشيراً الى أن «مصر النهار ده» حقق العام الماضي 120 مليون جنيه من تكلفة 25 مليوناً فقط. وكان استقبل النائب العام المصري بلاغات مقدمة من شخصيات في التلفزيون المصري ضد سعد بتهمة إهدار المال العام، لتسببه في خسائر مادية للتلفزيون المصري لاعتذاره عن عدم الظهور في «مصر النهار ده» أكثر من مرة من دون أسباب، وقبل موعد البث المباشر بساعات قليلة، ما اضطر إدارة البرنامج لبث حلقات معادة من البرنامج، رغم التكلفة التي تتحملها الإدارة من أجور وتجهيزات، فضلاً عن الخسائر المادية التي عادت على شركة «صوت القاهرة» التي تتولى إنتاج البرنامج وتسويقه، بسبب تأجيل بث الإعلانات التي تتعاقد عليها في شكل يومي، وتعويضها في أيام أخرى بموجب العقود مع المعلنين. وفور تقديم استقالة سعد خرج زميله في البرنامج تامر أمين على الهواء مؤكداً أن «مصر النهار ده» ليس محمود سعد، فهو، كما قال، أكبر من سعد ومنه ومن أي أحد. وخلال إقدام بعض ضباط أمن الدولة المنحل على حرق مستندات مهمة في مقار الجهاز وتصدي أفراد من الشعب المصري لهم، تداول بعضهم تقريراً يبين تدخل الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة لدى إدارة قناة «أزهري» الفضائية لمنع استضافة الداعية عمرو خالد في برنامج يقدمه الإعلامي محمود سعد. ويتحدث التقرير عن أن الحلقة كان من المقرر تصويرها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مسجد السلطان حسن في القاهرة، لكن أحد ضباط الجهاز اتصل بسعد ونبهه من تصوير الحلقة، موضحاً أن الأخير «أبدى امتثاله للتعليمات». وأضاف التقرير أن سعد قال خلال الاتصال الهاتفي مع أمن الدولة إنه لا يعلم بضرورة مراجعة الجهاز قبل استضافة عمرو خالد، خصوصاً أن الأخير استُضيف في عدد من القنوات الفضائية المصرية. وأوضح التقرير أن أعضاء في الجهاز اتصلوا بالدكتور يحيى البستاني، أحد المساهمين في قناة «أزهري»، والذي أفاد بعدم علمه باستضافة عمرو خالد، وأكد للجهاز أنه سيعرض على شركائه في القناة «تحجيم سلطات الإعلامي محمود سعد تمهيداً لاستبعاده». وأشارت الوثيقة إلى أن الأمر برمته عرض على مدير الإدارة العامة وحمل التقرير إمضاءه وتعقيبه بخط يده: «وجود الإعلامي محمود سعد بقناة أزهري إضافة للقناة، وليس المقصود من تحرك الإدارة استبعاد الإعلامي المذكور أو فرض وصاية أمنية على القناة، لكن المقصود توضيح الخطوط الحمر والتنسيق في تنفيذها».