لم يعد خافياً ان مصر بعد «25 يناير»، مختلفة عن مصر قبل هذا التاريخ؛ وتجلى أحد التغييرات هذه - تلفزيونياً - في عودة البث إلى خمس قنوات على القمر الاصطناعي المصري «نايل سات» اول من أمس بعد أشهر من التوقف، وهي «الناس» و«صفا» و«الرحمة» و«الحافظ» و«البدر» و«مجموعة أوربت». جاء توقف القنوات الاولى بقرار من وزارة الإعلام المصرية قبل انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، بحجة نشرها «الشعوذة والدجل، وإثارة النعرات الطائفية، والحضّ على الخلافات المذهبية»، في حين أوقفت «أوربت» بحجة عدم دفع مستحقاتها المتأخرة لمدينة الإنتاج الإعلامي المصرية. ولكن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أصدرت محكمة القضاء الإداري في القاهرة قراراً بإعادة بث هذه القنوات، وفي ظل عدم تنفيذ أمر المحكمة قدم نائب رئيس مجلس إدارة شركة «البراهين» المالكة لقنوات «الناس» و«الصحة والجمال» و«الحافظ» و«الخليجية» علي سعد بلاغاً إلى النائب العام المصري ضد وزير الإعلام المصري السابق أنس الفقي، وضد رئيس الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» اللواء أحمد أنيس. كما قدم مدير قناة «الرحمة» التي كانت تبث في الفترة الأخيرة من الأردن محمود حسان بلاغاً إلى النائب العام ضد أنس الفقي وأحمد أنيس بعد البلاغ الذي تقدم به رئيس قناة «البدر»، فعاد البث بعد تقديم الشكوى. وأكد البلاغان عدم تنفيذ أنس الفقي وأحمد أنيس حكم محكمة القضاء الإداري الملزم ل «نايل سات» بعودة الإرسال إلى القنوات لعدم ثبوت ارتكابها أي مخالفة. ويعود مجدداً للظهور عبر شاشة «أوربت» الإعلامي عمرو أديب بعد وقف بث مجموعة قنوات «أوربت» نحو ستة أشهر. برنامج أديب «القاهرة اليوم» كان السبب الرئيسي في قطع البث عن المجموعة قبل انتخابات مجلس الشعب الأخيرة لانتقاده اللاذع للحكومة والحزب الوطني. القنوات المصرية الخاصة تنافست على استقطاب وجوه طالما كانت ممنوعة من الظهور على تلك الشاشات. بعد غياب سبع سنوات عن الشاشات المصرية، ظهر الصحافي محمد حسنين هيكل على قناة «دريم»، ثم ظهر الإعلامي حمدي قنديل على الشاشة ذاتها في برنامج «العاشرة مساء» مع الإعلامية منى الشاذلي، في حين استضافت قناة «الحياة» وزير الإسكان السابق حسب الله الكفراوي. وكما تبدل خطاب القنوات المصرية الخاصة، انتقلت العدوى إلى التلفزيون المصري قبل ساعات قليلة من خطاب نائب الرئيس السابق عمر سليمان الخاص بتنحي الرئيس مبارك، إذ بارك الثورة وشبابها، وتواصل للمرة الأولى مع المعارضين الذين التفوا حول مبنى ماسبيرو. وعاد محمود سعد إلى التلفزيون المصري عبر برنامج «مصر النهاردة»، بعد إجازة مفتوحة منحه إياها وزير الإعلام أنس الفقي منذ اليوم الثاني للثورة. واستضاف سعد أحمد زويل وعمرو خالد وحسين عبد الغني مدير مكتب «الجزيرة» في مصر سابقاً والصحافي إبراهيم عيسى بعد سنوات من الغياب عن شاشة التلفزيون المصري. وتجمع عشرات من العاملين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون للمطالبة بإقالة رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري عبداللطيف المناوي، وحاولوا اقتحام مكتبه وإرغامه على مغادرته متهمين اياه بتضليل المشاهدين خلال تغطية الثورة، لكنّ الجيش تدخل فأخرجه من مبنى التلفزيون بسلام، ثم صدر قرار من القوات المسلحة بإقالة المناوي. على صعيد آخر، أعلن رئيس حكومة تسيير الأعمال أحمد شفيق أن الإعلامي عماد الدين أديب هو أقرب المرشحين لمنصب وزير الإعلام خلفاً لأنس الفقي، إلا أنه ترددت أنباء حول تهديد ائتلاف ثورة الشباب بتسيير تظاهرات حاشدة أمام مقر اتحاد الإذاعة والتلفزيون للتعبير عن رفضهم تعيين أديب في هذا المنصب.