واشنطن، باريس، لندن، برلين - رويترز، أ ف ب - في وقت حذّرت الولاياتالمتحدة من أن قوات العقيد معمر القذافي تقترب من معقل الثوار الليبيين في بنغازي، معتبرة أن الزعيم الليبي قد يعود إلى الإرهاب إذا نجح في البقاء في الحكم، قالت مصادر ديبلوماسية فرنسية إن باريس تعتقد أن في الإمكان حشد تأييد كافٍ كي يوافق مجلس الأمن على قرار في شأن ليبيا مؤكدة أن التدخل العسكري قد يتم بعد ذلك ببضع ساعات. وقال مصدر فرنسي إن أي عمل قد يشمل فرنسا وبريطانيا وربما الولاياتالمتحدة ودولة عربية أو أكثر. وأضاف للصحافيين: «سيكون من المثير للدهشة أن تستخدم واحدة من الدول دائمة العضوية حق النقض (الفيتو). نحن مقتنعون بأننا ضمنا الأصوات التسعة». وأضاف: «فور الموافقة على القرار قد تبدأ العملية بعد بضع ساعات». وجاء ذلك في وقت قال وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركية إن الولاياتالمتحدة تخشى من أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يعود إلى الإرهاب والتطرف العنيف إذا انتصر في المعركة ضد المعارضة المسلحة. وأضاف أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: «إذا نجح القذافي فإنكم ستواجهون أيضاً عدداً من المخاطر الكبيرة». وتابع أن ذلك يشمل «خطر عودته إلى الإرهاب والتطرف العنيف». ومضى يقول «هناك خطر حقيقي من تصاعد العنف والاضطراب» في الشرق الأوسط. وقال بيرنز إن الولاياتالمتحدة تدعم إجراءات دولية في ليبيا «لا تصل إلى حد وجود قوات على الأرض». وزاد بيرنز إن قوات معمر القذافي أحرزت تقدماً كبيراً على الأرض. وقال: «قوات القذافي أحرزت تقدماً كبيراً على الأرض... أعتقد أنهم لا يبعدون الآن عن بنغازي سوى بنحو 160 كيلومتراً». كما أبلغ بيرنز اللجنة أن منطقة الحظر الجوي على ليبيا يمكن أن يكون لها تأثير «مهم وإيجابي وعملي» لكن ما زال من الضروري بحث إجراءات أخرى. وقال بيرنز إن «من الصعب التكهن» في شأن موقف روسيا والصين من مشروع قرار أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شأن الأزمة الليبية. ومضى يقول «لديهما بعض بواعث القلق» تجاه هذا الأمر. وقال بيرنز إن المجلس الوطني الليبي الذي يمثل بعض جماعات المعارضة ضد معمر القذافي قد يقيم مكتباً تمثيلياً في واشنطن. وأضاف: «جعلنا بإمكان المجلس الوطني الليبي إقامة مكتب تمثيلي في واشنطن». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة جمدت العلاقات الديبلوماسية مع حكومة القذافي لكنها لم تقطعها رسمياً. وشدد على أن الولاياتالمتحدة ليست لديها صورة كاملة عن المجلس الوطني الليبي لكنه قال إن «أولئك الذين قابلناهم تركوا لدينا انطباعاً بأنهم إيجابيون وجادون». وجاء كلام بيرنز في وقت عبّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن القلق إزاء احتمال التدخل العسكري في ليبيا مع تزايد الضغط للحصول على دعم من الأممالمتحدة لفرض حظر جوي أو توجيه ضربات جوية في ليبيا. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حذّر في تصريحات أمام أعضاء في الكونغرس في الأسابيع القليلة الماضية من أن فرض حظر جوي سيكون عملية خطرة تحتاج إلى ضربات جوية لشل الدفاعات الجوية الليبية. وقال الكولونيل ديفيد لابان الناطق باسم البنتاغون: «سيكون منطقياً إذا كان أحد بواعث قلقه في شأن منطقة حظر جوي يتمثل في عنصر مهاجمة الدفاعات الجوية الليبية... وحينئذ سيكون خيار الضربات الجوية مشابهاً تماماً». وأضاف: «أعتقد أن بإمكانكم القول باطمئنان أن يكون هناك قلق في شأن تنفيذ عمليات عسكرية داخل ليبيا». وفي تونس، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يجرى بحث إمكان مشاركة دول عربية في شكل مباشر في أي عمل عسكري دولي ضد القذافي. وقال إن المجتمع الدولي يبحث كيفية منع القذافي من التغلب على المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد حكمه المستمر منذ أربعة عقود. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن أحدث مسودة قرار في شأن ليبيا والذي تجرى مناقشته في الأممالمتحدة يدعو إلى اتخاذ «كل الإجراءات اللازمة باستثناء استخدام قوة احتلال» لحماية المدنيين. وأبلغ هيغ البرلمان أن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي «الذي تجرى مناقشته اليوم (أمس) يشمل مطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء كامل للعنف وحظر جميع الرحلات الجوية في المجال الجوي الليبي باستثناء الرحلات الإنسانية». وأضاف: «يدعو إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة عدا استخدام قوة احتلال لحماية المدنيين الذين يواجهون تهديد الهجمات بما في ذلك في بنغازي». ومضى الوزير يقول إن مشروع القرار يشمل أيضاً إجراءات لمنع التصريح للطائرات الليبية بالإقلاع من أراضي دولة عضو في الأممالمتحدة أو الهبوط فيها أو التحليق في أجوائها. وفي برلين، اقترحت ألمانيا أمس تشديد العقوبات ضد القذافي، وقال وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله إنه يجب على المجتمع الدولي تشديد القيود المالية على الزعيم الليبي. وأضاف: «نقترح مزيداً من تشديد العقوبات لمنع تدفق كل الموارد المالية على النظام». لكنه جدد تأكيد معارضته الحل العسكري وقال إن برلين لا تريد التورط في حرب في ليبيا.