وصف الزعيم الليبي معمر القذافي القرار الذي أصدرته الاممالمتحدة واستهدف إنهاء العنف في ليبيا بأنه "استعمار سافر." وقال القذافي "هذا استعمار سافر ملهش اي مبرر وهذا ستكون له تداعيات خطيرة جدا على البحر المتوسط وعلى اوروبا لازم تكون هناك ملاحة امنة جوية او بحرية مهما كانت ..عام 2011 يستعمرونا ويدبحونا ويطلعونا من حظر جوي إلى حظر جوي ومن هجوم عسكري إلى هجوم عسكري ما هذه العنصرية.. ما هذا الكراهية.. ماهذا الجنون بحسب قناة الجزيرة و في السياق وجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس الجمعة إنذارا نهائيا للزعيم الليبي معمر القذافي وحذره من أنه، اذا لم يلتزم بمطالب الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار، سيواجه عواقب قد تشمل تحركا عسكريا. فيما تحركت الولاياتالمتحدة باتجاه تدخل مباشر خطر في الاضطرابات في ليبيا. وقال اوباما عارضا أسباب تدخل أمريكي اكبر في ليبيا ان الولاياتالمتحدة ستعمل مع شركائها من اجل تنفيذ مطالب الاممالمتحدة بشأن ليبيا لكنه وعد بأن القوات البرية الأمريكية لن تتدخل وان الولاياتالمتحدة لن تستخدم القوة العسكرية بما يتجاوز الاهداف المحددة جيدا. وأضاف الرئيس الأمريكي ان الهدف الرئيسي للمجتمع الدولي هو حماية المدنيين الليبيين، ودعا القذافي إلى سحب قواته في القسم الشرقي من البلاد حيث تهدد باجتياح معاقل المعارضة مثل بنغازي. وقال اوباما في أول تصريحات علنية بشأن الأزمة منذ صوت مجلس الأمن يوم الخميس لصالح قرار بفرض حظر جوي وإجراءات أخرى على ليبيا لمساعدة المعارضة المسلحة التي تهاجمها قوات القذافي "يجب ان تتوقف كافة الهجمات ضد المدنيين." وأضاف "هذه الشروط ليست محل تفاوض. اذا لم يلتزم القذافي بالقرار فسوف يفرض المجتمع الدولي تبعات." وقال اوباما الذي يواجه خلافات بين المخططين العسكريين والمشرعين بشأن أي تدخل في ليبيا انه يتحرك من منطلق القلق العميق من ان القذافي قد يرتكب فظائع اذا سمح له بسحق المعارضة وهو ما من شأنه ان يثير المزيد من الاضطراب في الشرق الأوسط. وقال "الولاياتالمتحدة لم تسع إلى هذه النتيجة. قراراتنا مدفوعة برفض القذافي احترام حقوق شعبه وإمكانية حدوث قتل جماعي لمدنيين أبرياء." وأكد اوباما ان الولاياتالمتحدة تعمل مع شركائها الأوروبيين الرئيسيين ودول عربية على أمل تبديد المخاوف من ان تكون الولاياتالمتحدة في طريقها لبدء مغامرة خطيرة بدون الدعم الكافي. وقال "القيادة الأمريكية ضرورية لكن ذلك لا يعني العمل منفردين، سوف نقدم القدرات الفريدة التي يمكننا تقديمها للتمكين من وقف العنف ضد المدنيين بما في ذلك تمكين حلفائنا الأوروبيين وشركائهم من تنفيذ منطقة الحظر الجوي بفاعلية." وذكر اوباما انه سيرسل وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون إلى باريس يوم السبت للمشاركة في اجتماع دولي يبحث الخطوات القادمة في الشأن الليبي. فيما أعلنت الحكومة الفرنسية أمس الجمعة ان الضربات الجوية ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي ستبدأ "في غضون ساعات" وان القوات الفرنسية "ستشارك" فيها. ووجد قرار مجلس الامن الدولي الذي أجازه الخميس باستخدام القوة ضد نظام العقيد معمر القذافي صدى واسعا لدى الثوار الليبيون الذين انفجروا فرحا في معقلهم في بنغازي (شرق) التي وصلت قوات القذافي إلى مشارفها. وكان مجلس الامن اصدر قراره بعد ثلاثة ايام من المفاوضات الشاقة بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا واجاز استخدام القوة ضد نظام الزعيم معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين. من ناحية أخرى اكد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الجمعة ان ليبيا "ليست خائفة" من القرار الذي أصدره ضدها مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع وأجاز توجيه ضربات عسكرية ضد قوات القذافي لحماية المدنيين. ويجيز القرار الذي تبناه مجلس الأمن بموافقة عشرة أصوات وامتناع خمسة عن التصويت، استعمال "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين وفرض وقف لإطلاق النار على تشكيلات الجيش الليبي، بما في ذلك تنفيذ ضربات جوية، لكنه يؤكد انه لا يجيز احتلال اي جزء من ليبيا. كما يفرض القرار منطقة حظر جوي لا يستثنى منها سوى الطلعات الإنسانية حصرا. وأعلن الأمين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم في البداية استخفافه بقرار مجلس الامن الدولي واعتبر انه لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه. الا أنه تبنى لاحقا موقفا مغايرا حيث قال "ان القرار" يهدد وحدة ليبيا وانه "تآمر على الشرعية ودعوة لذبح الشعب الليبي"، ان ليبيا مستعدة لوقف إطلاق النار ضد المتمردين. وقال الكعيم في مؤتمر صحافي "اننا جاهزون لهذا القرار لكننا محتاجون ان نتكلم مع طرف محدد لنناقش كيفية تطبيقه". واضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنؤكد نيتنا هذه من خلال ضمان حماية للمدنيين". وفي بنغازي الواقعة على بعد ألف كلم شرق طرابلس أكدت مصادر صحفية انه لم يسجل اي تطور ميداني يشير إلى بدء هجوم قوات العقيد معمر القذافي على المدينة وهو ما كان توعد به الزعيم الليبي قبل ساعات من صدور القرار الدولي. واكد القذافي قبيل صدور القرار ان الهجوم على بنغازي سيبدأ مساء الخميس مهددا ايضا بضرب الطائرات والسفن في البحر المتوسط في حال تعرض بلاده لهجوم خارجي. وقال القذافي في كلمة اذاعية موجهة لسكان بنغازي ان "المهزلة ستنتهي، هذه اخر ساعاتها (...) حسم الامر، نحن قادمون، جهزوا انفسكم منذ الليلة". كما وعد بالعفو عمن يلقون السلاح ويستسلمون من سكان المدينة، وتوعد بالاقتصاص ممن وصفهم "بالزنادقة" وبجعلهم عبرة لمن اعتبر. وقال "من يهرب الليلة ويسلم سلاحه عليه الامان، لن نلاحقهم ابدا (..) سنبحث عن الزنادقة اصحاب اللحى الذين دمروا بلادنا، لا شفقة ولا رحمة معهم ولا مع الخونة الذين استخدمهم الزنادقة اداة لهم، (هؤلاء) امرهم منته (..) بكره الزنادقة والخونة ندير فيهم مدار". واعلنت وكالة الانباء الليبية ان الجيش سيوقف عملياته العسكرية منتصف ليل الاحد لاعطاء الفرصة للمتمردين لالقاء السلاح والاستفادة من العفو العام. وقبل تصويت مجلس الامن، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية "ان اي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة، المدنية والعسكرية، اهدافا للهجوم المضاد الليبي". واضاف الناطق الذي نقلت تصريحه وكالة الانباء الرسمية (اوج) "ان حوض البحر المتوسط سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير ولكن ايضا على المدى البعيد". غير انه واثر صدور القرار الدولي نقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية عن سيف الاسلام نجل معمر القذافي ان النظام غير تكتيكه "لاسباب انسانية" ولم يعد ينوي شن هجوم شامل على بنغازي. وقال مراسل "سي ان ان" في طرابلس نيك روبرتسون "لقد تلقيت للتو اتصالا من سيف الاسلام (...) قال لي انهم في طور تغيير التكتيك بشأن بنغازي، وان الجيش لن يدخل إلى المدينة. سيتمركز حولها". واضاف المراسل ان "السبب هو انهم يتوقعون نزوحا. انهم يتوقعون ان يتملك الناس الخوف مما سيحصل وقال لي (سيف الاسلام) ان الجيش سيكون موجودا لمساعدتهم على الخروج من المدينة"، مشيرا إلى ان الجيش الليبي "سيتمركز خارج (بنغازي). الحكومة سترسل فقط الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الارهاب بهدف نزع اسلحة المتمردين". وفور صدور القرار الدولي انفجرت بنغازي فرحا واطلق الثوار العنان لاسلحتهم ابتهاجا، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وتجمع مئات من الشبان امام مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المتمردون ورفعوا اعلام المملكة الليبية فترة قبل تولي العقيد معمر القذافي السلطة عام 1969. ورفع الشبان يافطات موجهة إلى القذافي وكتب عليها "خبر عاجل: بنغازي لا تحبك". وانطلقت السيارات في الشوارع وهي تطلق العنان لابواقها. ميدانيا، وقبل صدور القرار واصلت قوات القذافي تقدمها نحو الشرق بعد استعادة عدة مدن خلال الايام الماضية في عمليات قصف بري وجوي. وحاولت هذه القوات الخميس قصف مواقع المتمردين في بنغازي كما قال الثوار الذين اكدوا اسقاط طائرتين. لكن لم يتسن تاكيد هذه المعلومات. واكد التلفزيون الليبي ان القوات الحكومية سيطرت على مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، لكن المعارضة نفت. وخلفت المعارك في مصراتة 22 قتيلا الاربعاء، وفق المعارضة. والاربعاء، اكدت قوات القذافي استعادة اجدابيا، اخر معاقل المحتجين على بعد 160 كلم جنوب بنغازي. وقتل في هذه المدينة 26 شخصا على الاقل، بحسب طبيب تحدث عن "معارك رهيبة". وفي طرابلس، كانت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها بعد قمع التظاهرات نهاية شباط/فبراير. وعاد التلامذة إلى المدارس وفتحت المتاجر والمقاهي والبنوك ابوابها.