قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (السبت) إن المعارضة السورية المدعومة من أنقرة باشرت عملية جديدة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، التي تسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر منها. وقال أردوغان في خطاب بثته قناة «إن تي في» الإخبارية التلفزيونية: «اليوم تجري عملية جدية في إدلب وستستمر». ورداً على أسئلة الصحافيين، أوضح أن «الجيش السوري الحر» يقوم بالعملية، مشيراً إلى أن الجيش التركي «ليس موجوداً بعد» في إدلب. وأشارت القناة إلى أن أردوغان أبلغ الصحافيين بعد كلمته بأن روسيا تدعم العملية من الجو، في حين يدعمها الجنود الأتراك من داخل الحدود التركية. وقال مصطفى السيجري التابع للواء «المعتصم» التابع ل «الجيش السوري الحر»، إن «الفصائل التي تمثل جزءاً من حملة درع الفرات، التي انطلقت العام الماضي على حدود تركيا مع سورية، لم تبدأ بعد العملية». وأضاف «الجيش السوري الحر بدعم من القوات التركية أصبح على جاهزية كاملة لدخول المنطقة، لكن حتى هذه اللحظة لم يحدث تحرك». وصرح فصيل آخر من «الجيش السوري الحر» ل «رويترز» بأنه يعتقد أن هناك غارة وشيكة على شمال غربي سورية. وبثت «كتائب الحمزة»، وهي جزء من حملة «درع الفرات»، تسجيل فيديو على الإنترنت لما قالت إنها «قافلة لقواته تتجه نحو إدلب». وأرسل سكان قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في سورية صوراً لما قالوا إنه قطاع من الجدار الحدودي تزيله السلطات التركية. وكان أردوغان قال في كلمة سابقة أن عملية عسكرية كبيرة جارية في محافظة إدلب، حيث قال «الجيش السوري الحر» إنه يستعد لدخولها بدعم من القوات التركية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم بأنه قتل 13 مدنياً على الأقل نتيجة غارات على بلدة خان شيخون في إدلب، يرجح أن الطيران السوري نفذها. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الغارات استهدفت بلدة خان شيخون الواقعة جنوب مدينة إدلب الجمعة والسبت. وأشار إلى «أن الضربات التي يرجح أن النظام شنها، أسفرت عن مقتل 13 مدنياً بينهم أربعة اطفال». وكانت روسيا وإيران حليفتا النظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة اتفقت في أيار (مايو) الماضي في إطار محادثات آستانة على إقامة أربع مناطق خفض توتر من بينها محافظة إدلب، والغوطة الشرقية، بهدف إفساح المجال أمام وقف دائم لإطلاق النار في البلاد التي تشهد نزاعاً منذ ستة أعوام. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في موسكو اليوم أن حوالى 120 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، و60 من المرتزقة الأجانب قتلوا في سلسلة من الغارات الروسية على سورية في الساعات ال 24 الماضية. وقالت الوزارة إن «مركز قيادة للإرهابيين وعدداً يصل إلى 80 مقاتلاً بينهم تسعة من مواطني شمال القوقاز تم القضاء عليهم في منطقة الميادين». وأضافت أن «حوالى 40 مقاتلاً من داعش قتلوا في محيط بلدة البوكمال». وأشارت الوزراة إلى أنها الضربة الجوية على جنوب دير الزور أدت إلى مقتل أكثر من 60 من المرتزقة الأجانب من الاتحاد السوفيتي السابق وتونس ومصر. وقالت إن «أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب يدخلون بلدة البوكمال السورية الحدودية من العراق». والميادين هي أحد آخر معاقل «داعش» في سورية. وتسببت العمليات ضد التنظيم المتطرف في دير الزور بمقتل عدد كبير من المدنيين في غارات روسية وغارات التحالف. وأشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» إلى أن الضربات الجوية الروسية مساء الخميس الماضي أوقعت 14 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال، أثناء عبورهم نهر الفرات على متن عبارات قرب الميادين.