شن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة مجددا ضربات على مواقع تنظيم داعش في سوريا والعراق قبل بدء اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي ستطغى عليها حملة مكافحة تجنيد جهاديين اجانب. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان التحالف شن ليل الثلاثاء الاربعاء غارات جوية على مناطق بالقرب من بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يطوقها التنظيم بالكامل، وتعد ثالث تجمع للاكراد في سوريا، بحسب المرصد. وذكر المرصد "تعرضت أماكن في منطقة صرين، ومناطق خطوط إمداد تنظيم داعش التي تبعد نحو 35 كم جنوب شرق بلدة عين العرب قبيل منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء وبعد منتصف الليل، لغارات جوية من طائرات حربية جاءت من الأراضي التركية". وقام التنظيم المتطرف الذي ظهر في سوريا عام 2013 ويبث الذعر في كل من العراق وسوريا بشن هجوم مباغت منذ نحو اسبوع على مناطق بالقرب من عين العرب من اجل الاستيلاء على البلدة، وتأمين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية ما دفع قرابة 130 الف شخص الى النزوح عن منازلهم. من جهته، اعلن مصدر رسمي تركي لوكالة فرانس برس انه لم يتم استخدام المجال الجوي التركي ولا قاعدة انجيرليك (جنوب شرق) في الضربات التي وجهها الائتلاف ليل الثلاثاء الاربعاء الى تنظيم داعش في سوريا. وقال هذا المصدر المسؤول طالبا عدم كشف هويته: ان "مجالنا الجوي وقاعدتنا الجوية لم يستخدما"، بينما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "طائرات قادمة من تركيا" شنت هذه الضربات. تقدم داعش من جانبه، قال مسؤول عسكري كردي: إن تنظيم داعش عزز صفوف مقاتليه الذين يحاربون القوات الكردية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بعد الغارات الجوية على التنظيم في مناطق اخرى من سوريا. وقال أوجلان إيسو نائب قائد القوات الكردية التي تدافع عن بلدة كوباني على الحدود التركية: إن مزيدا من مقاتلي داعش والدبابات وصلوا بعد الغارات الجوية على مواقع التنظيم الثلاثاء. وقال لرويترز خلال اتصال هاتفي: "عدد مقاتليهم زاد وعدد الدبابات زاد أيضا منذ قصف الرقة". وكرر دعوته للتحالف للتوسع في الغارات الجوية لتمتد لمواقع داعش قرب كوباني قائلا "كوباني في خطر". واستهدفت الغارات على داعش في سوريا حتى الآن محافظات الرقة ودير الزور والحسكة. وكانت داعش قد بدأت تقدمها صوب كوباني الأسبوع الماضي مما دفع نحو 140 ألف سوري كردي الى الفرار عبر حدود تركيا خلال ايام معدودة في اكبر واسرع عملية نزوح جماعي للمدنيين منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011. وقال إيسو: ان مقاتلي داعش تقدموا صوب كوباني أكثر من اي وقت سابق وأصبحوا على بعد ثمانية كيلو مترات فقط الى الجنوب من كوباني.وأضاف: "نناشد القوات الامريكية ان تضرب مواقعهم. يبعدون ثمانية كيلو مترات عن كوباني. كانوا على بعد 25 كيلو مترا من قبل". ومن تلال على الجانب التركي من الحدود يراقب عشرات الاكراد السوريين الفارين من القتال الاشتباكات الجارية بين المقاتلين الاكراد ومقاتلي داعش وسط دوي المدفعية وطلقات الرصاص. وقال احمد حسن (60 عاما) وهو سوري كردي فر الى تركيا مع أسرته: "سحب مقاتلو داعش جميع اسلحتهم من الرقة وأتوا بها إلى هنا بسبب القصف. زاد عدد مقاتلي التنظيم في اليومين الاخيرين. جلبوا جميع قواتهم إلى هنا". وتابع: "لديهم أسلحة ثقيلة نفر أمامهم. لا تملك قوات الحماية الكردية أسلحة ثقيلة. لهذا السبب نحتاج مساعدة". مناطق حدودية وفي سياق متصل، قال المرصد السوري: إن قوات التحالف الدولي نفذت 13 ضربة جوية على الأقل امس في مناطق قرب حدود العراق مستهدفة تنظيم داعش الذي يسيطر على اراض على جانبي الحدود لليوم الثاني. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد لرويترز: إن بلدة البوكمال والمناطق المحيطة تعرضت للقصف. وبدأ تحالف تقوده الولاياتالمتحدة توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش في سوريا الثلاثاء. وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي: إن هذه الضربات "هي مجرد بداية". وتقع البوكمال على الطريق الرئيسي بوادي نهر الفرات وهي من أهم المعابر على الحدود بين العراق وسوريا. وتربط البلدة بين الرقة معقل داعش في سوريا وجبهات استراتيجية في غرب العراق واراض تسيطر عليها تمتد إلى اطراف بغداد غربا وجنوبا. وقد يكون حرمان التنظيم المتطرف من حرية عبور الحدود عند وادي الفرات هدفا استراتيجيا للتحالف. واستغل تنظيم داعش حرية الحركة على الحدود لتسجيل انتصارات علي جانبي الحدود، اذ ساهم تدفق المقاتلين من سوريا في استيلاء التنظيم على معظم شمال العراق في هجوم خاطف في يونيو، ونقلت الاسلحة التي استولى عليها التنظيم على الجانب العراقي إلى سوريا، ما مكنه من السيطرة على رقعة أكبر من الاراضي. وتعرضت المنطقة المحيطة بالبوكمال لقصف عنيف من جانب القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة، وقال المرصد: ان المنطقة كانت هدفا لنحو 22 غارة جوية الثلاثاء. وقال عبدالرحمن: إن السكان هناك والنشطاء يقولون انها هجمات للتحالف الدولي وليس النظام في إشارة للحكومة السورية. وأضاف ان الانفجارات شديدة. وقال مقاتل إسلامي في المنطقة: ان قوات التحالف نفذت تسعة هجمات على الأقل وان منطقة صناعية كانت ضمن المناطق المستهدفة. عمليات ناجحة واعلنت الولاياتالمتحدة من جهتها انها شنت ثلاث ضربات، اثنتان في سوريا وواحدة في العراق، دمرت او اضرت بآليات لمقاتلي داعش بحسب القيادة الاميركية الوسطى. واكد البنتاغون ان هذه العمليات كانت "ناجحة جدا" موضحا انها تمت بواسطة مقاتلات وطائرات بلا طيار وقاذفات و47 صاروخ توماهوك. وتأتي هذه الغارات بعد نحو 24 ساعة من قيام الولاياتالمتحدة وحلفائها العرب للمرة الاولى بتنفيذ غارات على مواقع داعش في سوريا، مما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على الجهاديين الذين تتم محاربتهم في العراق ايضا. وقتل خلال الضربات التي نفذها التحالف الدولي فجر الثلاثاء نحو 120 جهاديا، بحسب المرصد. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان "قوة هذا التحالف تجعل من الواضح للعالم ان هذه ليست معركة اميركا وحدها". واضاف: "الاهم من ذلك هو ان شعوب وحكومات الشرق الاوسط ترفض تنظيم داعش وتدافع عن السلام والامن الذي تستحقه شعوب المنطقة والعالم". ثم اعلن اوباما بعد لقاء مع مسؤولين عرب "اعتقد انه بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا الائتلاف لدينا الآن فرصة لتوجيه رسالة واضحة جدا مفادها بأن العالم موحد". وشاركت خمس دول عربية في الضربات في سوريا هي المملكة العربية السعودية الاردن والبحرين وقطر والامارات، فيما شاركت فرنسا بضربات في العراق. واعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذي اكتفت بلاده حتى الآن بتسليم اسلحة للمقاتلين الاكراد - الثلاثاء - ان المملكة المتحدة ليس لها خيار آخر غير محاربة جهاديي داعش. من جهته، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان انقرة يمكن ان تقدم دعما عسكريا او لوجستيا للعملية. وكانت تركيا رفضت في بادئ الامر المشاركة في التحالف. قرار دولي وفي نيويورك، يترأس اوباما اجتماعا خاصا لمجلس الامن الدولي يهدف الى اصدار قرار ملزم لوقف تدفق "المقاتلين الارهابيين الاجانب"، كما يصفهم نص القرار الاميركي. ويشكل التصدي للجهاديين الاجانب احد اوجه الكفاح "الشامل" (الامني والانساني والاحترازي والعقائدي) ضد داعش كما حددته واشنطن وحلفاؤها. ويثير هؤلاء المقاتلون القادمون من جميع انحاء العالم بأعداد متزايدة للتدرب والقتال في مناطق النزاعات مخاوف كبرى في الغرب بسبب الخطر الذي يشكلونه لدى عودتهم الى دولهم. أرقام وبحسب ارقام المركز الدولي للدراسات حول التطرف الذي يتخذ مقرا له في لندن، فإن حوالي 12 الف مقاتل اجنبي من 74 بلدا مختلفا التحقوا بالتنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا، ما يشكل اكبر تعبئة اجنبية منذ حرب افغانستان في الثمانينيات. ويأتي معظم هؤلاء المقاتلين الاجانب من الشرق الاوسط والمغرب العربي (تونس والمغرب)، لكن عدد الاوروبيين بينهم في تزايد، وقدّره المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب ب"حوالى ثلاثة آلاف"، بعدما كان تحدث عن حوالي الفي مقاتل اجنبي في يوليو. والقرار الذي سيصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يجعله ملزما وينص على عقوبات في حال عدم الالتزام به، يطلب من الحكومات "منع والابلاغ بتجنيد وتنقل" افراد يحاولون الذهاب الى الخارج "بهدف التخطيط او المشاركة في اعمال ارهابية" او لتلقي تدريب.