مهما كانت الطريقة التي تستعملها في الطهو (قلي، شوي، سلق، مايكرويف)، فإنه من الأفضل الطبخ على حرارة خفيفة، وإلا فإن مركّباً كيماوياً ضاراً يطلق عليه اختصاراً «اي. جي. اس» سيتشكل في الطعام ما يشكل خطورة على الجسم. وتكمن خطورة هذا المركّب المضر في أنه يزيد المقاومة ضد هرمون الأنسولين ما يجعل الجسم غير قادر على استعمال سكر الغلوكوز فيرتفع في الدم ما يعرّض للإصابة بمرض السكري النوع الثاني ولزيادة احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. وكشفت دراسة حول الإفراط في طهو اللحوم أجرتها الباحثة كريستين اندرسون من جامعة مينيسوتا الأميركية، وشملت أكثر من 6200 شخص يتمتعون بصحة جيدة، أن الذين يفضلون لحومهم مطهوة جداً إلى درجة تشكل اللون البني عليها، كانوا أكثر تعرضاً لاحتمال الإصابة بسرطان البانكرياس، بمعدل 60 في المئة مقارنة بالذين اختاروا أن تكون لحومهم مطهوة في شكل معتدل. ويرتبط تشكل اللون البني بحدوث تفاعل بين مركبات الكربونيل مع الأحماض الأمينية للبروتينات، ما ينتج عنه تشكل مركبات سامة تلعب دوراً في إحداث طفرات جينية تمهد للسرطان. وسبق لباحثين سويديين عام 2002 أن بينوا أن طهو الأطعمة النشوية، كالبطاطا والخبز، على درجات حرارة عالية، يؤدي إلى تشكل مادة أكريلاميد المصنفة طبياً بأنها مثيرة للسرطان ولتلف الأعصاب. وإذا أخذنا بالبيانات التي تمخضت عنها الدراسات على الحيوانات، فإن مادة الأكريلاميد تسبب حدوث أضرار وراثية وإلى نشوء السرطان، من هنا ضرورة عدم الإفراط في الطهو على درجات حرارة مرتفعة. وأوضحت دراسة عام 2015 قامت بها طالبة سعودية من جامعة الملك عبدالعزيز أن الطهو على درجات حرارة عالية يؤثر في مكونات الغذاء وقد يؤدي إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، خصوصاً سرطان القولون والمستقيم وسرطان الرئة.