استدعت ايران امس الثلاثاء السفير السعودي والسفيرة السويسرية التي تتولى تمثيل المصالح الاميركية في ايران والقائم بالاعمال البحريني لتقديم احتجاج رسمي على ارسال قوات خليجية الى البحرين، وفق ما اورد موقع التلفزيون الرسمي الايراني. وقال حسين امير عبداللهيان مدير دائرة شؤون الخليج والشرق الاوسط في وزارة الخارجية متوجهاً الى السفير السعودي ان «دخول القوات السعودية الى البحرين سيزيد الوضع تعقيداً وسيحول الازمة الداخلية البحرينية الى ازمة اقليمية». كما نددت ايران ب «الدعم الاميركي للتدخل العسكري» في البحرين معتبرة انه «مخالف للتنظيمات والقوانين الدولية». وقال المسؤول الايراني خلال استقباله السفيرة السويسرية في طهران «ان جمهورية ايران الاسلامية تحتج وتؤكد ان الولاياتالمتحدة مسؤولة عن العواقب الخطيرة لهذا العمل غير الشرعي». وأخيراً تم استدعاء القائم بالأعمال البحريني الى وزارة الخارجية حيث ابلغه مسؤول «المخاوف البالغة» الايرانية، طالباً من الحكومة البحرينية الامتناع عن «اللجوء الى القوة وتلبية مطالب السكان». وأعرب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عن امله بأن تتصرف حكومات دول المنطقة بحكمة ودراية حيال مطالب الشعوب والعمل علي تنفيذ مطالبها. وكان صالحي يرد علي سؤال عن موقف ايران من ارسال قوات «درع الجزيرة» الى البحرين، ورأي ان دول المنطقة يجب ان تتعاطي بحذر حيال تطورات الاحداث بالشكل الذي لا يساهم في زيادة حدة المشاكل الموجودة في المنطقة. واعتبر صالحي حركة الشعوب في المنطقة «مشروعة» ويجب على دول المنطقة الاستجابة لمطالب المحتجين والمتظاهرين. ودان المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست خطوة ارسال قوات عسكرية للبحرين «لأن معالجة هذه التطورات لا يمكن ان تكون عبر استخدام العنف ضد المحتجين» داعياً الى استخدام الطرق السلمية لمعالجة المطالب. وأعرب عن اعتقاده بأن تدخّل قوي خارجية في الشأن البحريني لا يمكن ان يساهم في حل المشاكل المطروحة وانما سيعقد الامور، منتقداً في ذالك زيارة مسؤولين اميركيين عسكريين المنطقة. ونقل ان وزير الخارجية الايراني اتصل هاتفياً مع امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو لتبادل وجهات النظر حول التطورات في البحرين، داعياً منظمة المؤتمر الاسلامي لاتخاذ دور لمعالجة التطورات في الدول الاسلامية والعمل علي الحفاظ علي ارادة وحقوق شعوب هذه الدول. علي صعيد متصل، رأي رئيس مجلس الشوري الايراني علي لاريجاني ان ارسال قوات عسكرية الى البحرين يعني «الوقوف امام ارادة الشعب البحريني الغاضب». وانتقد زيارة وزير الدفاع الاميركي للبحرين و «مواقف الدول الاوروبية المتناقضة» حيال تطورات الاحداث في المنطقة، والتي تعكس الخوف والقلق من تطور هذه الاحداث في الوقت الذي كانت الادارة الاميركية تتحدث عن حقوق الشعوب في الحرية والديموقراطية. وحمّل لاريجاني الولاياتالمتحدة مسؤولية اية اعمال عنف يتعرض لها الشعب البحريني لافتاً الي ان «بعض دول المنطقة تنفذ تعليمات الولاياتالمتحدة». ورأي ان من حق الولاياتالمتحدة ان تقلق لتطورات الاحداث في البحرين «بسبب وجود القاعدة البحرية الاميركية»، لكنة قال ان ارسال قوات عسكرية من قبل بعض الدول يأتي من اجل تقليل حدة القلق عند الولاياتالمتحدة. وحذر لاريجاني دول المنطقة من تداعيات التدخل العسكري الذي جاء بناء علي المطالب الاميركية، كما قال، واعتبر أن مثل هذه الاعمال سيزيد من غضب شعوب المنطقة. وفي هذه الاثناء دان بيان موقع من 257 من اعضاء مجلس الشوري التدخل العسكري في الشوون البحرينية، معتبرين دفاع الولاياتالمتحدة عن الحرية والديموقراطية «حالة نفاق وتضليل» تمارسها الادارة الاميركية.