قامت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس، باستدعاء سفير الجمهورية الإسلامية لدى مملكة البحرين، مهدي آقاجعفري، في إجراء وصفته بأنه يأتي "احتجاجاً على عمليات القتل الواسعة، التي يتعرض لها الشعب البحريني، على يد النظام." وأفادت وزارة الخارجية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، بأن استدعاء السفير الإيراني في المنامة، "جاء لغرض التشاور، بخصوص التطورات الجارية في البحرين، وذلك إثر التدخل العسكري السعودي في هذا البلد، واستشهاد العديد، بالإضافة إلي إصابة الكثير من المواطنين الأبرياء فيه." تأتي هذه الخطوة بعد يومين على قيام وزارة الخارجية البحرينية باستدعاء سفيرها لدى إيران، الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على تصريحات انتقدت فيها طهران تدخل قوات أجنبية في المملكة الخليجية. واعتبرت الحكومة البحرينية الموقف الإيراني تدخلاً في الشأن الداخلي، كما يهدد الأمن والسلم الدوليين، ولفتت إلى أنها على تواصل مع دول منظمة المؤتمر الإسلامي، وأعضاء مجلس الأمن، لوضعهم في صورة التصريحات الإيرانية. وكانت الخارجية الإيرانية قد نددت، على لسان المتحدث باسمها رامين مهمان برست، في وقت سابق من اليوم نفسه، بدخول قوات خليجية إلى البحرين، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة، التي تشهد احتجاجات تخللتها أعمال عنف، منذ فبراير/ شباط الماضي. وقال المتحدث الإيراني إن حكومته "ترفض كافة أشكال التدخل في شؤون البحرين"، داعياً الحكومة البحرينية لإيقاف ما أسماه بعمليات "قمع" للمحتجين، كما اعتبر أن "مطالب الشعب البحريني مطالب مشروعة، وعلى الحكومة أن تتفهمها بعيداً عن العنف." وفيما وجه المتحدث الإيراني انتقادات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، داعياً إياها إلى "الكف عن تحريك الأوضاع في المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها"، فقد حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، علي لاريجاني، حكام الدول الخليجية من أن "تدخلهم العسكري، بتوجيه من أمريكا، لن يمر دون أن يدفعوا الثمن." وكانت طلائع من قوات "درع الجزيرة"، التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد دخلت إلى البحرين الاثنين، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة، بعد اندلاع مواجهات دامية بين محتجين وقوات الأمن، دفعت العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى فرض حالة "السلامة الوطنية" (الطوارئ) لمدة ثلاثة أشهر.