طرابلس، باريس، برلين - أ ف ب، رويترز - رفضت ليبيا أمس قرار الجامعة العربية المؤيد لفرض حظر جوي عليها، معتبرة أنه «أسس على ادعاءات كاذبة»، فيما رحبت به أطراف دولية عدة، معتبرة أنه يدل على رغبة بحماية المدنيين. وقالت وزارة الخارجية الليبية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أمس، إن «قرار الجامعة العربية أسس على ادعاءات كاذبة وتشويه صريح للحقائق وما جرى على الأرض، والتي عملنا على إيضاحها وإتاحتها أمام الجميع، بل وطالبنا مراراً بإيفاد لجان للتحقيق». ورأت أنه «كان الأولى بمجلس الجامعة أن يقرر إرسال لجنة لتقصي الحقائق أولاً». ورحب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي بموقف الجامعة العربية الداعي إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا، رغم مخاوف بلاده من هذا الأمر. وقال: «أرحب بالموقف الواضح لجامعة الدول العربية ضد جرائم نظام القذافي». ودعا مجلس الأمن إلى الانعقاد «بأقصى سرعة ممكنة لمناقشة الأوضاع في ليبيا مجدداً». واعتبر القرار العربي «رسالة واضحة، لكن يبقى هناك الكثير من الاسئلة... لا نريد أن نصبح جزءاً من حرب أهلية في شمال أفريقيا». وشدد على أن الجامعة دعت إلى فرض الحظر الجوي، لكنها رفضت أي شكل من اشكال التدخل الاجنبي في ليبيا. وقال: «تبقى معرفة كيف يمكن اقامة حظر جوي من دون المساس بوحدة ليبيا وسيادتها قضية مفتوحة، وكذلك معرفة ما إذا كانت الجامعة ستشارك بنفسها في فرض هذا الحظر... لا يمكن فرض حظر جوي من دون مساعدة حيوية من دول المنطقة». لكن فرنسا رحبت بالقرار العربي بلا تحفظ. وتعهدت مضاعفة جهودها لحماية الشعب الليبي. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان أمس إن «فرنسا ترحب خصوصاً بدعوة الجامعة العربية مجلس الأمن إلى فرض حظر جوي فوراً على الطائرات العسكرية الليبية، وإنشاء منطقة آمنة في المناطق التي تتعرض للقصف». ورأى أن هذا القرار «يدل على رغبة المجتمع الدولي بحماية المدنيين في ليبيا». وأشار إلى أن بلاده «ستعزز جهودها في الساعات المقبلة بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس الامن والمجلس الوطني الانتقالي الليبي»، موضحاً أن اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة الثماني سيعقد اليوم في باريس. ويجتمع وزراء خارجية مجموعة الثماني اليوم وغداً في باريس للسعي إلى تقريب مواقفهم في شأن ليبيا، خصوصاً إزاء إقامة منطقة حظر جوي. فبعد اجتماعات عدة بين الغربيين في إطار الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي لم تفض إلى موقف حاسم في هذا الشأن، ستجري وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظراؤها الأوروبيون مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ما زال موقف بلاده غامضاً ايضاً إزاء هذا الاقتراح. وباستثناء الصين، ستكون الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ممثلة في باريس، إضافة إلى إيطاليا التي تعتبر لاعباً اساسياً في الأزمة، وكذلك ألمانيا وكندا واليابان. وحتى الآن يتردد الأوروبيون المنقسمون في ما بينهم في اتخاذ مثل هذا الإجراء، حتى وإن أكدوا امكانية استخدام «الخيارات كافة» ضد نظام العقيد معمر القذافي. وتتطلب عملية الحظر الجوي، بحسب بعض الخبراء، مئات الطائرات لحظر الطيران فوق أراض تقارب مساحتها 1.8 مليون كيلومتر مربع ومنع الطيران الليبي من قصف السكان. وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس إن «المسألة لا تكمن في معرفة ما إذا كان في إمكاننا مع حلفائنا القيام بذلك. اننا نستطيع، لكن السؤال هو هل هذا قرار حكيم»، مضيفاً أن «المحادثات جارية على المستوى السياسي». وستبدأ وزيرة الخارجية الأميركية جولتها في باريس بإجراء لقاءات مباشرة مع المعارضة الليبية قبل التوجه إلى تونس ومصر لتكون أول مسؤول اميركي رفيع المستوى يزور هذين البلدين منذ تنحي رئيسيهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك.