رفضت البروفيسور مها العبد الهادي، الجزم بأن التلوث البيئي الناتج من المصانع الموجودة في المنطقة الشرقية هو السبب الرئيس في الإصابة بمرض سرطان الثدي المنتشر في المنطقة، نظراً لعدم وجود دراسات وبحوث علمية تدل على ذلك. رغم تأكيدها أن 90 في المئة من أسباب الإصابة بالمرض لدى النساء هو العامل البيئي. وأوضحت استشارية جراحة الثدي والجراحة العامة ورئيسة وحدة الثدي في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، أن معظم حالات الإصابة بسرطان الثدي هي للنساء، وعزت السبب في ذلك إلى العوامل البيئية، مشيرة إلى 90 في المئة من أسباب إصابتهن هو العامل البيئي، إضافة إلى أن هناك عوامل أخرى مثل: الوزن الزائد، واستخدام الهرمونات البديلة، ونمط الحياة الصحي. وأوضحت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، في جامعة الدمام على هامش اللقاء العالمي الثاني لصحة الثدي بالتعاون مع جامعة فلوريدا، إلى أن مرض الثدي الحميد يعتبر الأكثر شيوعاً بين أمراض الثدي الأخرى، إذ يشكل 80 في المئة من الحالات، معتبرة أنه عامل خطورة مهم للإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للنساء المصابات بمرض نسيجي غير طبيعي، مبينة أن سرطان الثدي هو أكثر الأمراض الخبيثة شيوعاً لدى النساء في العالم، ويقدر عدد الحالات المصابة بهذا المرض بأكثر من مليون حالة، ويتوقع أن يصل إلى 1.5 مليون حالة بنهاية العقد الحالي، نظراًَ للزيادة الكبرى في عدد الحالات في البلدان ذات الموارد المحدودة. وأوضحت ان الإحصائية الرسمية الصادرة من السجل الوطني للسرطان عام 2005 تشير إلى أن نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي تمثل 30 في المئة من مجمل الحالات الجديدة للأمراض الخبيثة للنساء. وأكدت العبد الهادي أنه على الرغم من انتشار هذا المرض بين النساء والمشكلات التي يسببها، مما ينتج منه استئصال الثدي للمرأة، والذي يمثل العضو الأهم لها، إلا أن كثيرات منهن يعتبرن التعامل مع هذا المرض «وصمة عار، ويتم التعامل معه في سرية تامة، ويفضلن تقبل المعاناة وتحمّلها في صمت، إضافة لتحمّل القدر الكثير من الألم الناتج من انتشار هذا المرض بدلاً عن إجراء عملية استئصال للثدي». وكشفت أن بعض النساء المصابات بالمرض يتجهن إلى وسائل وبدائل أخرى يسهل الحصول عليها في مجتمعهن مثل: الأدوية والعلاجات الشعبية «التقليدية»، إضافة إلى البحث عن علاج في الخارج أو حتى الانتظار بهدف البحث عن أي علاج للمرض. وأشارت إلى وجود برنامج بين المستشفى الجامعي ووزارة الصحة، يهدف إلى تثقيف 140 طبيباً وطبيبة من الرعاية الصحية الأولية في المنطقة الشرقية، وتدريبهم على طرق التشخيص الأولي للحالات المصابة بالسرطان، مؤكدة انه تم الانتهاء من 40 منهم كمرحلة أولى، وأنه سيتم الانتقال إلى محافظة الأحساء كمرحلة أخرى. وكشفت العبد الهادي أن «علاج المريضة بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة من اكتشاف المرض بواسطة استخدام العلاج الإشعاعي الجراحي، لا يستغرق إلا نصف ساعة وأنه يساعد في شكل كبير على الشفاء بإذن الله ويقضي على المرض في شكل نهائي، ولا يحتاج إلى استئصال الثدي». وأوضحت أن المستشفى الجامعي استقبل خلال العام الماضي 64 مريضة مصابة بمرض سرطان الثدي، وأن 50 في المئة من هذه الحالات في مراحل متقدمة من المرض، في مقابل استقبال ست إصابات من الرجال، إضافة إلى حالتين لفتاتين عمرهما دون ال20 عاماً. وأكدت أنه لا يوجد حالياً أي برنامج وطني في المملكة يغطي حالات الكشف المبكر عن المرض، مشيرة إلى أن معظم الجمعيات الخيرية ومراكز أمراض السرطان تقوم بجهود خاصة، من خلال قيامها بعمليات توعية وكشف مبكر في محيطها ولا تتعدى مناطقها، لافتة إلى عدم وجود برامج تغطي جميع مناطق المملكة. بدوره، اعتبر رئيس قسم الجراحة في مستشفى الملك فهد الجامعي ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور نايف العواد أن معظم الحالات المصابة بسرطان الثدي، التي استقبلها المستشفى كانت في مراحل متقدمة من المرض، إضافة إلى عامل آخر وهو عدم التشخيص الجيد من جانب أطباء الرعاية الصحية الأولية، الذين لا يقومون بتحويل المريض المصاب إلا في حالة متأخرة، يعتبر العلاج فيها صعباً، لافتاً إلى أنه يتم تدريب طلاب قسم الطب على ضرورة التشخيص الجيد لأي حالة مرضية، إضافة إلى أنه في حال عودة المريض مرة أخرى إلى الطبيب ذاته حول المرض نفسه، يجب على المريض الاستعانة باستشاري متخصص. وأشار إلى أن الهدف الرئيس للمؤتمر هو تحديد حجم المشكلة، وتزويد المراكز بالحد الأدنى من المعرفة الحديثة، وتعزيز عملية التدريب على الكشف المبكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير عملية المراجعة، والربط والتواصل بين أعضاء المجتمع الطبي، لافتاً إلى أن المؤتمر يستهدف الجراحين وأطباء الأورام، وعلم الأمراض، والأشعة، وأخصائيي العلاج النفسي، والرعاية الصحية الأولية، والممرضين، إضافة إلى أطباء الامتياز والطلاب. إلى ذلك، أكد استشاري الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية في مستشفى الملك فهد الجامعي الدكتور علي الكريديس، أن تأهيل الأطباء المختصين بالأمراض السرطانية يحتاج إلى وقت طويل جداً، قد يستغرق 20 سنة من خلال دراسته في الجامعة إلى أن يتخرج، إضافة إلى أن مشكلة نقص المستشفيات المتخصصة في الأمراض السرطانية كون كلفتها باهظة جداً، وتحتاج إلى تجهيزات عالية جداً، وان المشكلة ليست في بناء المستشفيات وإنما في التجهيزات المطلوبة. وأشار إلى أن جامعة الدمام تخرّج سنوياً من 100- 200 طبيب، مشدداً على ضرورة استمرارية التعليم الطبي، لافتاً إلى صعوبة القضاء على هذا المرض.