يبدو أن شعراء الفصحى في الخليج يعيشون نوعاً من الإحباط، والإهمال خصوصاً أن الاهتمامات في دول مجلس التعاون تزداد يوماً بعد يوم بزملائهم الشعبيين. الاهتمام بشعراء الفصحى معدوم طوال الأعوام الماضية، حتى تقبل الجمهور لهم صعب، بدليل أن أمسياتهم في المهرجانات السعودية لا يتعدى عدد حضورها 10 أشخاص، ما جعل هؤلاء الشعراء يركضون أعواماً في ساحة الشعر من دون تحقيق جزء من أهدافهم، أو تأمين مستقبلهم، بينما الشاعر الشعبي ينال من المكافآت، والشهرة، حتى وإن كانت قصائده لا تخدم مجتمعه، ولا دينه. الشعراء الشعبيين تفوقوا على شعراء الفصحى بسهولة المفردات، التي يفهما جميع الخليجيين، وقبول الجمهور لهم، وتخصيص قنوات فضائية عدة لهم، بينما «أهالي الفصحى» يكابرون على زملائهم، وأنهم الأفضل، وغير متسولين، وعلى رغم ذلك، لم يحققوا ربع ما حققه الشعبيين أو الفوضويين كما يسميهم أصحاب القصيدة الفصحى. الشعر الفصيح سيتقبله الخليجيون إذا انقطعت الملايين عن الشعراء الشعبيين، واستبدلوا سكان دول المجلس كلمات «شلونك» ب «كيف حالك»، و«صح لسانك» ب «لا فض فوك». محمد سعود [email protected]