على رغم الهجوم الذي يشنه شعراء الفصحى على زملائهم الشعبيين، إلا أن الأخيرين يحظون بمتابعة جماهيرية كبيرة في الخليج، ما جعل برنامجاً شعرياً مخصصاً لشعراء الفصحى، يستنجد بمشاركة شعبيين في حلقاته، بهدف الحصول على نسبة مشاهدة أكبر خصوصاً أن نسختيه الماضيتين مرّتا مرور الكرام، من دون أن تحققا نجاحاً ملموساً. واستعان القائمون على برنامج «أمير الشعراء»، الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة بالشعراء الشعبيين في نسخته الحالية، من خلال مشاركتهم في حلقات المسابقة ضيوفاً، إلى جوار مشاركين في «أمير الشعراء» في الأعوام الماضية.وتضمنت مشاركة الشعبيين في المسابقة الوحيدة لشعراء الفصحى، مجاراة زملائهم، بقصائد تحمل نفس المواضيع، وتتقارب معها في «الأسلوب الشعري». وشارك عدد من الشعراء الخليجيين المشاركين في مسابقة شاعر المليون، في النسخة الحالية من أمير الشعراء، منهم ريمية، وخالد العتيبي، وعبدالرحمن الشمري، ومانع بن شلحاط، وفهد الشهراني. وقال الشاعر خالد العتيبي: «مشاركتي في مجاراة شاعر فصحى جيدة، كونها المرة الأولى التي يجتمع فيها شاعر شعبي مع آخر فصيح»، مشيراً إلى أنه قدم قصائد عامية، لكنها تحمل كلمات قريبة للفصحى. وانتصرت الشاعرة السعودية ريمية في مشاركتها بالنسخة الرابعة من شاعر المليون للشعر الشعبي أثناء مجاراتها شاعرة النيلين روضة الحاج التي شاركت في الموسم الأول من برنامج «أمير الشعراء»، وأظهرت تفوقاً لأصحاب القصيدة العامية. واعتَبر شعراء شعبيون مشاركة زملائهم في برنامج يهتم بالقصيدة الفصحى إنصافاً لهم، كونهم أثبتوا تفوقهم في الشعر، من خلال مجاراة شعراء فصحى، ونالوا إشادات من متابعين للبرنامج من دول عربية عدة. ودخلت مسابقة أمير الشعراء مرحلتها الثانية التي تضم في كل حلقة خمسة مشاركين، ويتأهل شاعر واحد منهم للارتقاء إلى الحلقة الختامية من لجنة التحكيم مباشرة فيما ينتظر البقية نتيجة التصويت ليتأهل شاعر واحد فقط من بين الأربعة الآخرين، ويطلب من متسابق قصيدة لا تقل أبياتها عن ثمانية، ولا تزيد على 10، وللمتسابق حرية اختيار موضوع قصيدته ووزنها وقافيتها. يذكر أن مسابقة «أمير الشعراء» انطلقت قبل أربعة أعوام، ويتنافس فيها شعراء القصيدة الفصحى العمودية والمقفاة، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «أمير الشعراء» وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة، ويحصل أصحاب المراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيّمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم.