أكد الشاعر والإعلامي نايف الرشيدي أن اتباع الشعراء الشعبيين للأنظمة، وتقيدهم بسياسة أولياء أمورهم، جعلهم لا يكتبون في السياسة، لافتاً إلى شعراء الفصحى لولا خجلهم من المديح لمدحوا كل يوم. وأضاف في حوار مع «الحياة»: «الديوان المطبوع لم يفقد قوته، ربما انخفض بعضاً من وهجه السابق، بسبب مداهمة المواقع الالكترونية، والقنوات الشعبية، بيد أنه يبقى في ذاكرة القراء، بدليل المبيعات التي يحققها الشعراء في من دواوينهم الشعرية». وذكر أن شعراء المسابقات يظهرون في فترة زمنية قصيرة، وسرعان ما يقل وهجهم، حينما تنتهي المسابقة الشعرية التي يشاركون فيها، وتجدهم يبحثون عن منابع للضوء في منابر أخرى. هل صحيح أن لكل شاعر قرينه من الجن؟ - الجن في عالمنا موجود، لكن كل شاعر له قرين ليس صحيحاً. هناك جن الإحساس الذي يتلبس الشاعر أثناء كتابة القصيدة، ومعايشتها. هل فقد الديوان المطبوع «قوته»؟ - لا، لم يفقد الديوان الصوتي قوته، ربما فقد بعضاً من وهجه السابق، بسبب مداهمة المواقع الالكترونية، والقنوات الشعبية، بيد أنه يبقى في ذاكرة القراء، بدليل المبيعات التي يحققها الشعراء في من دواوينهم الشعرية. الأمسيات الشعرية أصبحت تستضيف شعراء المسابقات... أين ذهبت سطوة المخضرمين؟ - شعراء المسابقات أين هم الآن؟، إنهم يظهرون في فترة زمنية قصيرة، وسرعان ما يقل وهجهم، حينما تنتهي المسابقة الشعرية التي يشاركون فيها، وتجدهم يبحثون عن منابع للضوء في منابر أخرى. يقولون إن العرب ظاهرة صوتية... هل الشعراء لسان هذه الظاهرة؟ - الشعراء ليس ظاهرة صوتية، إنما إن صح القول :«ظاهرة رومانسية». سمعة الشعراء الشعبيين ليست جيدة في أوساط النخبة... لماذا يظنون بكم ظن السوء؟ - شعراء النخبة لهم نصيبهم من السمعة السيئة لدى الشعراء الشعبيين. هل تكسّبت من شعرك يوماً؟ - نعم تكسبت من شعري، خصوصاً عن المتلقي، من خلال قراءته لشعري، ومعايشته لحظاتها، وعندما أجد ردود الفعل الجيدة على قصائدي أعرف أنني وصلت إلى مرادي، وهو تقبل الجمهور لي ولأشعاري. لو وجدت على رف المكتبة في السوق ديوان شعر شعبي... وآخر فصيح، وكلاهما لشاعر «فذ»... فأيهما ستشتريه؟ - أكتفي بشراء الرواية فقط، لأنني وصلت إلى حد الإشباع من الشعر. الشعراء الشعبيون كتبوا عن كل شيء إلا السياسة على عكس شعراء الفصحى الذين كتبوا عن كل شيء إلا المديح... فهل تخافون من السجن، وهل أنتم متسولون كما يشاع؟ - الشعراء الشعبيون لا يكتبون في السياسة؛ لأنهم عقلانيون، متبعون في سياسة ولي الأمر والتقيد في الأنظمة، ودعك من المزايدات لدى شعراء الفصحى الذين لم يخجلوا من المديح لمدحوا كل يوم، ووضعوا أنفسهم في خانة «البرستيج» الذي يمنع عليهم المديح. أؤكد لك أن الشعراء الشعبيين يخافون من سجن الذات فقط. لا أرى مشكلة في مدح شخص يستحق المدح، أي أننا لسنا متسولين.