قتل 14 شخصاً على الأقل من الروهينغا من بينهم نساء وأطفال، بعدما انقلب مركبهم قبالة سواحل بنغلادش اليوم (الخميس)، بينما تجاوز عدد الوافدين من هذه الأقلية إلى هذا البلد هرباً من أعمال العنف في ميانمار نصف المليون شخص. وتأتي هذه الكارثة بينما أرجئت زيارة كانت مرتقبة اليوم لوفد من الأممالمتحدة إلى ولاية راخين، والتي تعتبر محور أعمال العنف. وكانت لتعتبر الزيارة الأولى منذ بدء موجة نزوح الروهينغا. وفي موقع الحادث، قال المسؤول في شرطة كوكس بازار (جنوب بنغلادش) فضل الكريم، انه «تم العثور على 14 جثة قرب شاطئ ايناني. انهم من الروهينغا»، مضيفاً أن الضحايا هم عشرة أطفال وأربع نساء. وبحسب شهود، انقلب مركب المهاجرين انقلب بينما كان يقترب من الشاطئ. في غضون ذلك، أعلنت الأممالمتحدة ان عدد الروهينغا اللاجئين في بنغلادش منذ نهاية آب (أغسطس) الماضي، هرباً من أعمال العنف في ميانمار، تجاوز عتبة نصف مليون شخص. وقالت وكالات الأممالمتحدة ومنظمات غير حكومية في تقريرها، انه «تم تسجيل أسماء 501800 من الوافدين الجدد حتى أمس». ولفتت الوثيقة إلى أن تدفق اللاجئين على الحدود يشهد تباطؤاً منذ أيام عدة. وتم تأجيل زيارة كان سيشارك فيها ممثلون عن بعثة الأممالمتحدة في ميانمار اليوم إلى ولاية راخين. وكانت الأممالمتحدة حضت حكومة ميانمار على السماح لهيئات الإغاثة بالوصول إلى شمال الولاية منذ اندلاع أعمال العنف في نهاية آب. وقالت الأممالمتحدة أمس أنها أُبلغت بأن ممثليها يمكنهم الانضمام إلى رحلة تنظمها الحكومة إلى المنطقة، لكن ناطقاً باسم مكتب منسق الأممالمتحدة في ميانمار قال إن الزيارة تأجلت بسبب سوء الأحوال الجوية، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وتفرض حكومة ميانمار وجيشها قيوداً صارمة على دخول هيئات الإغاثة والصحافة الدولية إلى المنطقة، ما جعل من المستحيل تقييم الوضع الإنساني فيها بصورة مستقلة أو التحقق من شهادات نقلها الروهينغا الهاربون عن ارتكاب تجاوزات وفظاعات، وارتكاب جنود ميانمار وميليشيا بوذية أعمال قتل وإحراق قرى. وتخشى هيئات الإغاثة الدولية من خطورة الأوضاع التي يواجهها عشرات الآلاف من الروهينغا الذين لم يتمكنوا من الفرار من شمال راخين، وحاجتهم بصورة عاجلة للطعام والأدوية والمأوى بعد أكثر من شهر على حملة عسكرية. لكن هيئات الإغاثة الدولية غير مرحب بها في ميانمار، ولا سيما في راخين، حيث انها متهمة بالانحياز الى الروهينغا. وكان يعيش في ميانمار حوالى 1.1 مليون من الروهينغا قبل 25 آب، عندما شن مقاتلون من هذه الأقلية هجمات على مراكز حرس الحدود رد عليها الجيش بحملة قمع قاسية. ومن ذلك الحين، هرب نصف هؤلاء السكان المحرومون من الجنسية الى خارج البلاد. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن اليوم لمناقشة أزمة الروهينغا. وكان المجلس طالب في 13 أيلول (سبتمبر) الجاري ميانمار باتخاذ «اجراءات فورية» لوقف «العنف المفرط» في غرب البلاد ضد الروهينغا، في اختتام اجتماع عقد في جلسة مغلقة لبحث نزوح هذه الأقلية. وحض مجلس الامن حكومة ميانمار على «تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى ولاية راخين». ومن المتوقع ان يكون اجتماع مجلس الامن علنياً، وأن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة خلاله. وكان غوتيريش تفقد ولاية راخين مرات عدة حين كان يتولى سابقاً منصب المفوض الأعلى للاجئين لدى الأممالمتحدة.