أكد مصدران في حكومة بنغلادش اليوم (الأربعاء) أن ميانمار تزرع منذ ثلاثة أيام، ألغاماً أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلادش لمنع المسلمين من أقلية الروهينغا من العودة، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس السلطات في ميانمار ب «وضع حد للعنف في راخين ومنح الروهينغا حياة طبيعية». وكشف المصدران البنغاليان وهما على معرفة مباشرة بمسألة زرع الألغام، أن بنغلادش ستتقدم باحتجاج رسمي على زرعها على مسافة قريبة جداً من حدودها مع ميانمار، مشيرين إلى أن بنغلادش رصدت الأمر من خلال أدلة تصويرية وأفراد مراقبة. وقال أحد المصدرين: «إنهم يزرعون الألغام في أراضيهم على امتداد سياج الأسلاك الشائكة» بين سلسلة من الأعمدة الحدودية. وأشار إلى أن رأت قواتنا «ثلاث مجموعات أو أربع تعمل قرب سياج الأسلاك الشائكة وتضع شيئاً على الأرض..تأكدنا بعد ذلك من خلال مراقبينا بأنهم كانوا يضعون ألغاماً أرضية». وفي نيويورك أعلنت الأممالمتحدة أمس أن حوالى 125 ألفاً من اللاجئين معظمهم من الروهينغا المسلمين وصلوا الى بنغلادش منذ بدء دوامة العنف الجديدة في ميانمار في 25 آب (أغسطس) الماضي إذ احرقت قوات ميانمار قراهم رداً على هجمات لمسلحين «روهينغا». وقال غوتيريش للصحافيين إن «المظالم والمحن المتواصلة للروهينغا تقيحت لفترات طويلة جداً وأصبحت عاملاً لا يمكن انكاره في عدم الاستقرار الاقليمي». وأضاف ان «السلطات في ميانمار ينبغي أن تتخذ إجراءات محددة لوضع حد لهذه الدوامة من العنف وتقديم الأمن والمساعدات لكل من يحتاجون إليه». وكان غوتيريش حذر الجمعة الماضي من «كارثة إنسانية» غرب ميانمار، داعياً السلطات هناك الى «ضبط النفس» بعد مقتل نحو 400 شخص معظمهم من أقلية الروهينغا المسلمة إثر تجدد أعمال العنف. وتحولت ولاية راخين الفقيرة في ميانمار والتي تقع عند الحدود مع بنغلادش الى بؤرة للاضطرابات الدينية بين مسلمين وبوذيين على مدى سنوات، لكن دوامة العنف هذه هي الاسوأ منذ العام 2012 عندما قُتل عدد كبير من الروهينغا وأُجبر عشرات الآلاف على النزوح. وامتنع غوتيريش عن انتقاد رئيسة الحكومة البورمية أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام حين سئل عن سبب عدم انتقادها الوضع، قائلاً إن الوضع معقد. وقال غوتيريش «نحن نريد ميانمار ديموقراطية لكننا أيضاً نريدها تُحترم فيها حقوق الروهينغا بشكل كامل».