واشنطن - «نشرة واشنطن» – لم ينسَ جو روزا نظرات أصدقائه في الثانوية في فلوريدا، التي عكست استغرابهم، عندما طرح مطلع عقد ثمانينات القرن الماضي خطةً لحماية البحيرات والجداول التي كانت هشة وسريعة الزوال في جنوب شرق الولاية. ويجول روزا في شتى أنحاء العالم اليوم بصفته مندوباً لشركة «كوكا كولا» للإشراف على مشاريع إدارة المياه والصرف الصحي، التي أسسها بالشراكة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إذ بادر هذا التحالف منذ تأسيسه عام 2005، إلى تنفيذ 30 مشروعاً في 23 بلداً. وبات الوصول إلى مياه الشفة النقية أولوية متزايدة بالنسبة إلى البلدان في العالم، مع استمرار نمو أعداد السكان وتقاطع ذلك مع تهديد ظاهرة التغير المناخي لمخزون المياه. ويعمل التحالف في جمهوريتي السلفادور وغواتيمالا مع معامل السكر والسلطات المحلية بهدف تحسين ممارسات إدارة مصادر المياه النقية ومياه الصرف الصحي. وهذا المشروع، البالغة كلفته 362 ألف دولار، شبيه بمشاريع أخرى برعاية التحالف استُحدثت سابقاً في أستراليا والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا. وتُعتبر المياه عنصراً مهماً للمؤسسات الضخمة المتعددة الجنسية، مثل «كوكا كولا» التي تعتمد عملياتها التجارية على وجود مجتمعات منتعشة اقتصادياً ووصول منتظم للمياه النقية وقصب السكر. واعتبر روزا، مدير استدامة مصادر المياه العالمية في الشركة، أن من شأن تحسين فرص التنمية الاقتصادية في العالم النامي أن «يساهم في توفير فرص الأعمال التجارية ليس للشركة فحسب، بل لمؤسسات أعمال أخرى كثيرة أيضاً، وتتطلب المجتمعات الناهضة أعمالاً ناجحة تحتاج بدورها إلى مجتمعات ناجحة». وباشتراكهما في العمل على مسائل المياه، تمكنت «كوكاكولا» والوكالة الأميركية للتنمية الدولية من توظيف مواردهما وخبراتهما لتحقيق نتيجة أفضل، فعلى سبيل المثال، أخذ مشروعهما في غواتيمالا والسلفادور يكتسب زخماً متزايداً منذ إطلاقه قبل سنتين، وتعمل المؤسسة غير الربحية التي تعاقدا معها، وهي مؤسسة البيئة والتكنولوجيا العالمية، في معامل تكرير سكر في البلدين في أميركا الوسطى، للتأكد من أنهما تتقيدان بأهداف الاستدامة البيئية التي نصّ عليها اتفاق التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة وكل من جمهورية الدومينيك وخمسة بلدان في أميركا الوسطى، والمعروفة ب «كافتا - در». وتقضي الخطة باستنساخ البرنامج في بلدان تشملها بنود الاتفاق، إذ أوضح رئيس مؤسسة البيئة والتكنولوجيا العالمية جيمس دايت، أن «المبدأ الذي نسترشد به يدعو إلى مساعدة مزارع قصب السكر ومعامل التكرير، كي تصبح متوائمة مع معايير البيئة لاتفاق «كافتا»، ولتعزيز كفاءة إنتاجها، وفي كل مرة يمكن خفض الطاقة الصناعية واستخدامات المياه إلى حد أدنى، والحفاظ في الوقت ذاته على الإنتاجية أو زيادتها». وتميل بلدان أميركا الوسطى إلى مقارعة مشكلة انعدام معايير استخدام المياه وكفاءتها. ولفت دايت إلى أن في أميركا الوسطى، «يُستهلك 80 في المئة من المياه العذبة في عمليات ونشاطات زراعية، وهو وضع لن يدوم طويلاً، لأن ظاهرة التغير المناخي تسبّبت في موجات جفاف وشح المياه في شكل متزايد». وتدقّق مؤسسة التكنولوجيا والبيئة العالمية، بحسابات معامل تكرير السكر، وتبحث مع مديريها بهدف مساعدتهم في تطبيق ممارسات وإجراءات أفضل وتبنّيها. وفي حالات كثيرة تعمل التغييرات التي يعتمدونها، مثل استقدام آلات أفضل، على مساعدة المعامل على الاقتصاد في المال المُنفق على الطاقة والماء. وساعد ذلك، التحالف على ترويج الفكرة لدى شركات أخرى والتغلب على مقاومة استثمارات أساسية تكون باهظة أحياناً. وانضمت أربعة معامل تكرير تمد شركة «كوكا كولا» بمواد أولية إلى المشروع، ويتوقع انضمام مزيد منها إلى الحملة. كما تحضّ المؤسسة الممولين على قياس أدائهم في ضوء معايير إنتاج طوعية، مثل مبادرة «بونسوكرو» أو مبادرة قصب السكر الأفضل. ودشنت العام الماضي، جماعات معنية بالبيئة وتجار بيع بالتجزئة وغيرهم من منظمات لها مصلحة في صناعة قصب السكر البالغة قيمتها بلايين الدولارات، لتقليص آثارها السلبية على البيئة. وتنطوي المبادرة على استصدار المعايير العالمية الأولى لمنتجي السكر، كما طُوّر المعيار الأول للمواد الأولية الزراعية. ويُتوقع أن تعرض في المخازن الطلائع الأولى من إمدادات السكر التي تحمل شهادات من منظمة «بونسوكرو» في نيسان (أبريل) المقبل. ورأى روزا، أن «البرامج التي نشارك فيها، مثل مبادرة تحالف المياه والتنمية، تفضي إلى تغيير حقيقي نحو الأفضل».