عندما توفق إدارات الأندية في اختيار المشرف العام على الكرة في النادي فإنها بذلك تُنهي مهمة كبيرة من شأنها أن تُسهم في وصول الفريق الكروي إلى ساحات المنافسة على الألقاب الذهبية والإنجازات والبطولات متى كان المشرف على الكرة بارعاً في عمله مميزاً في خُلقه محبوباً من جميع المدربين واللاعبين والجماهير، وفي حال حدوث العكس فإن النادي يدخل في دوامة شائكة ونفق مظلم لا نهاية له ربما يقود النادي إلى المزيد من القضايا الساخنة والأزمات والمشكلات التي تلقي بظلالها على مسيرة الفريق الكروي. ولأن عميد الأندية السعودية نادي الاتحاد قد خسر في الأيام الماضية جهود المشرف العام على الكرة في النادي محمد الباز الذي قدم استقالته النهائية بعد الخسارة من الاتفاق والخروج المرير من مسابقة كأس ولي العهد، فإن الصدمة كانت كبيرة على لاعبي الفريق الكروي وأنصار وعشاق ومحبي النادي الذين شاهدوا على أرض الواقع حجم العمل الجبار والجهد الكبير الذي بذله الباز منذ تسلمه المهمة في عهد إدارة الدكتور خالد المرزوقي، ونجاحه في ترتيب أمور الفريق الكروي، وتنظيم العمل الإداري في جهاز الكرة الذي تم فصله عن إدارة النادي في خطوة فريدة من نوعها على مستوى بقية الأندية السعودية. وأنجز المشرف المستقيل محمد الباز العديد من المهمات الصعبة بسرية تامة وبعيداً عن الضجيج الإعلامي الذي يبحث عنه الكثيرون ممن يتقلدون المنصب ذاته في الأندية المحلية الأخرى، ونجح نجاحاً لافتاً في فترة الصيف الماضي في التعاقد مع المدرب البرتغالي الشهير مانويل جوزيه، إضافة إلى التعاقد مع اللاعبين البرتغاليين باولو جورج ونونو أسيس، إلى جانب استمرار الثنائي العماني أحمد حديد والجزائري عبدالمالك زيايه مع الفريق الكروي الأول، وحسمه للعديد من الملفات الشائكة في الفريق الكروي الخاصة بتجديد عقود أبرز وأميز نجوم الفريق أمثال مناف أبو شقير ورضا تكر وأسامة المولد والهداف نائف هزازي والحارس تيسير آل نتيف وغيرهم من اللاعبين الذين جددوا عقودهم مع النادي وقرروا البقاء في العميد لسنوات مقبلة. ولم يكن مفاجئاً تردد اسم المشرف الاتحادي العاشق لكتيبة النمور محمد الباز كثيراً في ليلة الانتصار الغالي والرائع على فريق بيروزي الإيراني في مستهل مشوار الفريق الاتحادي في دوري أبطال آسيا 2011 على ألسنة نجوم الفريق ومطالبتهم بعودة الباز لناديهم، وتحديداً من القائد المحنك محمد نور الذي ظل يطالب في خضم الأفراح الإتحادية بعودة الباز، ويكرر مطالبته تلك في جميع القنوات الفضائية، مؤكداً أنهم فقدوه كثيراً في الفريق، وهو الذي كان قريباً منهم يقف معهم في كل صغيرة وكبيرة ويحل مشكلاتهم بكل هدوء وعقلانية، ويخدم ناديه بصمت بعيداً عن الأضواء والبهرجة الإعلامية، ويكفي الباز أنه كان يحظى بثقة كبيرة من العضو الداعم الذي منحه الكثير من الصلاحيات خلال فترة عمله، ليشهد النادي عودة الإبن البار محمد الباز لمشاركة اللاعبين فرحتهم عقب الانتصار على بيروزي وحضور الاحتفالية الخاصة بذلك وسط بهجة أفراد الفريق، وهي الفرحة التي لم تدم طويلاً بعدما أصر الباز على استقالته والابتعاد نهائياً عن مهمته في الفترة المقبلة.