إسلام آباد، بيشاور، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب - فجر متشددون اسلاميون مدرسة للفتيات مغلقة بسبب العطلة في ضاحية بيشاور شمال غربي باكستان امس، على مسافة غير بعيدة من المنطقة التي تشهد مواجهات بين الجيش و «طالبان». وقال عبدالغفور افريدي قائد الشرطة المحلية ان عبوة يدوية الصنع تبلغ زنتها اربعين كليوغراماً «دمرت في شكل كامل اربعة صفوف وأصابت بأضرار ثلاثة صفوف اخرى» في هذه المدرسة للفتيات في بودابر على بعد حوالى عشرة كلم جنوب بيشاور، عاصمة الولاية الشمالية الغربية. واتهم احد الضباط شكرالله خان «المقاتلين الاسلاميين» بأنهم وراء الاعتداء. وأوضح انه لم تسجل اصابات كون المدرسة مغلقة بسبب عطلة الصيف في باكستان. وغالباً ما تشهد الولاية الشمالية الغربية تدمير مدارس لفتيات او اخرى مختلطة، خصوصاً في مناطق القبائل المحاذية لافغانستان والتي تحولت معقلاً ل «طالبان» الباكستانية والافغانية والمقاتلين الاجانب المرتبطين ب «القاعدة». على صعيد آخر، افرجت «طالبان» امس، عن 46 طالباً ومدرسين اثنين اي سائر افراد المجموعة التي كانت خطفتها الاثنين في شمال غربي باكستان فيما كانت تستقل حافلات، كما اعلن الخاطفون والجيش. وكان مئات من الطلاب تراوح اعمارهم بين 15 و25 عاماً اضافة الى مدرسين في مدرسة عسكرية في رازماك يسافرون ضمن قافلة حين اعترض عناصر مسلحون وملثمون من «طالبان» عدداً من الحافلات قرب بانو. وقال كامران زاب المسؤول الحكومي في المنطقة ان «طالبان سلموا كل الاطفال الذين خطفوا الى مجلس قبلي». وأكد الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال اثار عباس ان «46 طالباً ومدرسين اثنين باتوا في مأمن مع القوات المسلحة في رازماك وهم يتجهون الى بانو». وقال حكيم الله محسود الناطق باسم بيعة الله محسود زعيم «طالبان باكستان»: «افرجنا من دون شروط عن جميع الطلاب وموظفي المدرسة لمصلحة السلام في المنطقة وبناء على طلب المجلس القبلي». ومحسود قائد عسكري في جنوب وزيرستان التي تعتبرها الولاياتالمتحدة المعقل الاساسي ل «القاعدة» في باكستان، وهو المسؤول الاول عن سلسلة اعتداءات انتحارية اسفرت عن اكثر من 1900 قتيل في كل انحاء البلاد منذ نحو عامين. وخصصت واشنطن مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لكل من يساعد في اعتقال محسود او قتله. ومنذ عملية الخطف، قام زعماء قبائل من البشتون بالتفاوض مع «طالبان» للافراج عن الطلاب والمدرسين. وأكد الجيش الثلثاء انه افرج بالقوة عن ثمانين من الرهائن، لكنه تدارك ان «طالبان» لا تزال تحتجز عدداً اكبر. ويشن الجيش الباكستاني منذ خمسة اسابيع هجوماً واسعاً على مجموعة اخرى من «طالبان» على بعد حوالى 300 كلم شمالاً، وتحديداً في وادي سوات ومحيطه. من جهة أخرى، زار المبعوث الأميركي الخاص الى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك مخيماً لإيواء النازحين عن منطقة سوات بسبب العمليات العسكرية، وأكد دعم بلاده لعملية إعادة تأهيلهم. وبثت قناة «جيو تي في» الباكستانية ان هولبروك زار مخيم إيواء النازحين في شاه منصور، وأكد ان الولاياتالمتحدة ملتزمة بمساعدة الذين تأثروا بالعمليات العسكرية في وادي سوات. وأضاف «جئت الى هنا لتقويم المشاكل التي يواجهها النازحون». يذكر ان أكثر من مليون شخص تركوا منازلهم في وادي سوات فراراً من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني ضد عناصر «طالبان» في سوات. وكان هولبروك التقى اول من أمس الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري، وأكد ان واشنطن ملتزمة بدعم الديموقراطية في باكستان من اجل هزيمة الإرهاب. وأعلن هولبروك في مؤتمر صحافي أمس انه ستتم زيادة المساعدات الأميركية لإغاثة النازحين من 110 ملايين دولار الى 310 ملايين دولار بعد موافقة الكونغرس. اميركا تنتقد القضاء الباكستاني في واشنطن، انتقدت الولاياتالمتحدة بشدة اطلاق محكمة باكستانية سراح مؤسس جماعة متشددة متهمة بالوقوف وراء هجمات تعرضت لها مدينة بومباي الهندية العام الماضي. وأمرت المحكمة العليا الباكستانية بإطلاق سراح حافظ محمد سعيد مؤسس جماعة «عسكر طيبة»، مما أغضب كلاً من الهند والولاياتالمتحدة. ولقي ما لا يقل عن 166 شخصاً حتفهم في الهجمات التي شهدتها عاصمة المال الهندية.