استقدمت القوات النظامية السورية تعزيزات عسكرية إلى مدينة دير الزور، شرق البلاد، تمهيداً لبدء هجوم جديد يهدف الى طرد «داعش» من الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها منذ ثلاث سنوات. وأفادت «شبكة الإعلام الحربي» التابعة ل «حزب الله» اللبناني بأن طلائع القوات النظامية عبرت نهر الفرات في دير الزور وتمركزت في مواقع في الضفة الشرقية للنهر، بالاتجاه الذي تتقدم منه «قوات سورية الديموقراطية»، موضحة أن القوات تتحضر لنصب الجسور ونقل الآليات المدرعة والدبابات إلى الضفة الشرقية لمواصلة عملية التحرير. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي، والثانية أطلقتها «قوات سورية الديموقراطية»، المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم أميركي، ضد «داعش» في شرق المحافظة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة تتضمن عتاداً وآليات وعناصر إلى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوماً يهدف إلى طرد تنظيم داعش من الأحياء الشرقية في المدينة». وحقق الجيش السوري أول من أمس المزيد من التقدم بسيطرته على جبل ثردة المطل على المطار ومحيطه وجبل آخر يطل مباشرة على مدينة دير الزور. وبالنتيجة، باتت الأحياء الواقعة تحت سيطرة «داعش» في المدينة «هدفاً سهلاً لمدفعية قوات النظام» وفق «المرصد». وبعد تقدمها الأخير في جنوبالمدينة، باتت قوات النظام، وفق «المرصد السوري»، تسيطر على خمسين في المئة من مساحة دير الزور بعدما كان التنظيم منذ صيف العام 2014 يسيطر على ستين في المئة منها وعلى أجزاء واسعة من المحافظة الغنية بحقول النفط والحدودية مع العراق. وواصلت طائرات حربية سورية وروسية أمس «استهداف مواقع داعش في شكل كثيف في مدينة دير الزور ومحيطها وأريافها». ويقسم نهر الفرات المحافظة إلى قسمين شرقي وغربي، وتقع مدينة دير الزور على الضفاف الغربية. وفي هجوم منفصل في محافظة دير الزور، أصبحت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على بعد «ستة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور»، وفق المرصد. ومنذ كسر الحصار، أدخلت الحكومة السورية شاحنات مواد غذائية ومساعدات الى المدينة التي شهدت طوال سنوات الحصار نقصاً في المواد الغذائية والخدمات الطبية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وصول 700 طن من المساعدات الإنسانية الى الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في المدينة بعدما عبرت طريقاً فتحها الجيش أول من أمس باتجاهها.