المملكة تدين اقتحام مستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى    تعذّر بيع تذاكر نصف النهائي اليوم والطلبات تتجاوز ال130 ألفاً في خليجي 26    365 ألف جولة رقابية وتوعوية نفذتها أمانة الشرقية خلال 2024    هيئة الإذاعة والتلفزيون تبحث سبل تفعيل التعاون مع مجموعة الصين للإعلام    إشعار أصحاب المباني الآيلة للسقوط بحي الفاروق في جدة    35 % ارتفاع عدد المعتمرين في الربع الثالث 2024    اكتمال مغادرة الدفعة الثانية لضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة إلى بلدانهم    وزير الداخلية يبحث الموضوعات المشتركة مع سفير كازاخستان    إنفاذا لتوجيهات القيادة.. وصول التوأم الملتصق السوري "سيلين وإيلين" إلى الرياض    "سعود الطبية "تحصد اعتماد "سباهي" في خدمات الرعاية الصحية المنزلية بنسبة 94.73%    «التجارة» للشركات: 20 يوماً متبقية على مهلة تعديل عقد التأسيس    الأمير سعود بن نهار يلتقي قائد القوات الخاصة لأمن الطرق بالطائف    سوق الأسهم السعودية ينهي أولى جلسات الأسبوع كاسبا 33 نقطة    الحقيل يفتتح فعاليات الشارع الثقافي في الواجهة البحرية الشمالية بجازان    موعد مباراة السعودية وعمان في نصف نهائي "خليجي 26"    تأجيل نهائي خليجي 26    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تحتفي بقائد إنجازاتها معالي الدكتور عبدالله الربيش    المحتوى المحلي والمشتريات تعلن إضافة 122 منتجاً في القائمة الإلزامية    أمير حائل يشهد حفل جائزة "بصمة" في نسختها السابعة    "أمير الرياض" يطلع على جهود وأعمال الجمعية السعودية لحكام كرة القدم    من أعلام جازان.. الدكتورة بدرية بنت محمد أحمد البهكلي    "تعليم الطائف" يستعرض نظام الدعم الموحد لتحسين مستوى الخدمات بالمدارس    هل تعود موسكو لنشر الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى؟    المملكة تعزي جمهورية كوريا إثر حادث تحطم طائرة ركاب في مطار موان الدولي    مستشفى أحد رفيدة ينفّذ حملة "لقاح الانفلونزا الموسمية"    فنٌّ ينبض بالهوية.. ماجد حملي رحلة الإبداع بين التراث والحداث    "الهيئة العامة للإحصاء" تنشر إحصاءات الأمن الغذائي لعام 2023م    179 قتيلا في تحطم طائرة كوريا الجنوبية    شرطة الرياض تضبط شخصين عبثا بوسائل السلامة في محطة انتظار نقل عام    السعودية تحصد ثمار إصلاحاتها ورؤيتها الإستراتيجية    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من بوتين    في المرحلة ال 19 من الدوري الإنجليزي.. ليفربول في اختبار وست هام.. وسيتي لإيقاف نزيف النقاط أمام ليستر    المملكة تدعم اليمن اقتصادياً ب500 مليون دولار    في إطار الجهود المبذولة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.. إطلاق فعالية «ليالي الفيلم الصيني»    «عزف بين التراث والمستقبل».. متحف طارق عبدالحكيم يحتفي بذكراه السنوية الأولى    "الرياض آرت" يُعلن مشاركة 30 فنانًا من 23 دولة في ملتقى طويق الدولي للنحت    من دفتر الأيام: مشوار في قصرغرناطة بأسبانيا    واتساب تختبر مزايا ذكاء اصطناعي جديدة    المملكة تعزز الأمان النووي والإشعاعي    تقدير دعم المملكة لقيم الاعتدال حول العالم    ضيوف "برنامج خادم الحرمين" يزورون مصنع الكسوة    خادم الحرمين يتلقى رسالة من الرئيس الروسي.. القيادة تعزي رئيس أذربيجان في ضحايا حادث الطائرة    وزير الدفاع يلتقي قائد الجيش اللبناني    "روشن" تضع حجر الأساس لمجتمع "المنار" في مكة المكرمة    طريقة عمل شيش طاووق مشوي بالفرن    أحد رفيدة وزحام العيادات.. مطالبات بمركز متخصص للأسنان    ماسك يؤكد دعمه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف    شولتس: لا أنام إلا قليلاً رغم أني من محبي النوم لفترة طويلة    من الشهرة إلى الثروة: هل نحتاج إلى رقابة مالية على المؤثرين؟    المنتدى السعودي للإعلام يطلق معسكرًا لتطوير الإعلام السعودي بالذكاء الاصطناعي    قائد "الأخضر" سالم الدوسري يحصل على جائزة رجل مباراة السعودية والعراق    «الفنيلة والسروال» والذوق العام    المطار.. عودة الكدادة !    منصة X: الطريق إلى القمة أو للقاع    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيسة الهند في وفاة رئيس الوزراء السابق    "الإسلامية" تؤهل الأئمة والخطباء والدعاة في تايلند    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد بن سلطان: رفضت الدخول من ثغرة «المارينز» ... وفتحت أخرى بقوات مصرية سعودية
نشر في الحياة يوم 02 - 03 - 2011

استعاد مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ذكريات وتجارب حرب الخليج الثانية التي أسفرت عن تحرير الكويت من الغزو العراقي، وهي المهمة الشاقة التي تولى خلالها قيادة مليون جندي عربي وأجنبي. وأكد - في مقابلة أجراها معه «تلفزيون الوطن» الكويتي وبثت خلال اليومين الماضيين – أن خبرته وتجاربه في تحرير الكويت أفادته في نجاحه في دحر المتسللين الحوثيين الذين استهدفوا السيادة السعودية على الشريط الحدودي جنوب المملكة. وتحدث الأمير خالد بن سلطان في المقابلة عن رؤيته لأوضاع المنطقة والعالم، مشيراً بوجه خاص إلى القرصنة في البحر الأحمر، والوضع في الصومال وشمال أفريقيا وفلسطين والعراق، وأمن الخليج الذي قال إنه أضحى خارج نطاق الدفاع المحلي للمملكة ودول مجلس التعاون.
وأبدى الأمير خالد بن سلطان فخره بقيادة قوات 37 دولة في حرب الخليج الثانية، مشيراً الى انه تم تعيينه في منصب مساعد لوزير الدفاع تتويجاً لتاريخه العسكري، كما حصل على التتويج والتشريف عام 91 اثناء قيادته لقوات التحالف، وحصل على وشاح الملك عبدالعزيز وهو اول مرة يعطى لعسكري. وعبر الأمير خالد في حديثه عن شعوره بالفرحة والسعادة الغامرة التي انتابته لحظة تحرير الكويت، مقدماً جزيل الشكر للمقاومة الكويتية الذي وصفها بالجندي المجهول، اذ كانت عاملاً مؤثراً بتزويدها لقوات التحالف بالمعلومات الثرية التي استفادت القوات منها أكثر من معلومات الاستخبارات الأخرى فضلاً عن البطولات الفردية أثناء الاحتلال، وهذا نص الحوار:
بعد مرور 20 عاماً على التحرير ما الصور التي تتذكرها أيام الاحتلال الاولى قبل تعيينك قائد القوات المشتركة؟
- قبل تعييني قائداً للقوات المشتركة كنت مع القيادة العسكرية في الرياض، وقد اصابتنا الصدمة والحيرة والدهشة من كيفية ابتلاع بلد عربي لجاره العربي، على رغم ان الكويت لم تُقصر منذ تاريخها في المساعدة ومساندة الرئيس صدام، لذا لم يدر بخلدنا ان يقبل على غزو بلد جار شقيق بهذا الشكل المنافي للقيم والاعراف والتقاليد والعادات العربية، لقد كان المشهد محزناً.
وبعدما عينت في 10 آب (اغسطس) ذهبت الى مدينة الخفجي وهو آخر حدودنا في المنطقة الشرقية، وشاهدنا مآس كثيرة لآلاف الاشخاص يحملون ابناءهم واغراضهم وكم كان موقفاً مشرفاً ان يصر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد على ان يكون موجوداً في الخفجي ولا يتحرك من على الحدود.
هل كان الأمير الراحل يتوقع العودة في اليوم نفسه؟
- الملك فهد عليه رحمة الله كان يعلم تماماً بخبرته ان الشرعية لابد من حمايتها فاحتضن العائلة الحاكمة الكويتية، وكان حريصاً على ان تكون في مآمن، لذلك ارسل للأمير الراحل أمير المنطقة الشرقية، حتى اقتنع في النهاية.
هل كنت موجوداً مع الشيخ جابر؟
- لا.. كنت موجوداً في الرياض لأنه بعد تعييني قائداً للقوات ما كان احد يتصور ان دولة مثل المملكة العربية السعودية لم تكن لها تجربة في اجراء تدريب مشترك واحد مع كتيبة اجنبية يمكن ان تخطط لاستقبال قوات 37 دولة ممثلة في اكثر من 700 الف منها 550 الفاً قوات اميركية، والقوات الاخرى نحو 100 ألف، فضلاً عن القوات السعودية 200 الف، والمجموع الكلي تقريباً مليون وكانت هذه القوات مقسمة بيني والجنرال شوارزكوف.
كيف استقبلت المرسوم الملكي بتعيينك قائداً للقوات المشتركة؟
- من السهل على أي واحد ان يقول انه قضى حياته كلها في التدريب والتأهيل لمثل هذه القيادة، ولكن الحقيقة انه لا يوجد قائد عسكري يحلم بأن يكون مسؤولاً عن جيوش 37 دولة، لكن الله سبحانه وتعالى دائماً يعطي الانسان التصميم في وقت الشدة لأنها مسؤولية كبيرة، واذكر أن الامير سلطان طلب مني في ذلك الوقت الذهاب الى المدينة لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد، الذي قال لي: «اول مرة تكون الحروب بهذا الشكل، وعليك ان ترى صلاحياتك كقائد حرب لأننا لم نخض حروباً في السابق،، فقلت: «اتمنى من الله لو كان اليوم 25 ساعة بدلاً من 24 ساعة لأخدم اكثر».
ماذا كان يحمل الأمير خالد بن سلطان في تلك اللحظات، هل حماية حدود مملكته المهددة من الغزو العراقي الذي كان يزحف باتجاه المملكة أم تحرير دولة جارة، أم الاثنين معاً؟
- أي قائد في ذلك الوقت لابد ان يكون «مبرمجاً خططه» في خطوات ومراحل محددة، الاولى منها ان القوات العراقية احتلت الكويت، والثاني ماذا بعد الغزو؟ وهناك درس في المدرسة السوفياتية وفي ذلك الوقت هو في أي هجوم تكون هناك وقفة تكتيكية لإعادة تنظيم الجيوش وهذا ما فعله صدام، وكانت بداية اولوياتنا الا يدخل المملكة، وكيفية وقف المد العراقي في ذلك الوقت، لانه لم تكن لدينا قوات في المنطقة الشرقية، لأننا لم نكن نتصور ان يكون هناك هجوم، فدفعنا بكتيبتين للمنطقة الشرقية على الحدود كاستطلاع، والاميركان في تحركاتهم لا يستطيعون ان يتعاملوا مع الاحداث الا بعد شهر تقريباً، لهذا في اول شهر كان الاعتماد على القوات السعودية فقط.
وزير الدفاع الاميركي ديك تشيني عرض على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد خرائط وصوراً جوية لحجم الحشود العراقية المتجهة ناحية المملكة العربية السعودية ليتخذ القرار بالموافقة على استجلاب القوات الاميركية، لأننا علمنا بأن خادم الحرمين كان متردداً ان تطأ ارض المملكة قوات اجنبية.. فما ردك؟
- وصل تشيني وفرقته يوم 6 آب (اغسطس) لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بالخرائط عن حجم القوات العراقية الموجودة في الكويت وخلف الكويت، والملك فهد كان يدرك بحنكته انه لا يستطيع احد ان يحرر الكويت الا قوات يجب ان تأتي في اسرع وقت، وعندها قوة الذراع للتعامل مع هذا الموقف بأسرع وقت ممكن تزامناً مع مصالحهم في تدفق النفط، ولم تتوافر كل هذه العوامل الا في الولايات المتحدة، لذلك كانت مناقشتنا مع الاميركان ليست في التفكير في مجيئهم ام لا، انما هل سيأتون بقوات قوية لتحقيق الهدف أم مجرد قوات رمزية، ومن اهم الاشياء التي اردنا ان نوضحها في جميع المكاتبات والاتفاقات معهم ان يكون امر سحب القوات الاجنبية من صلاحية الملك فهد، حتى وان كان بعد 24 ساعة.
التحالف الذي شكل من 37 دولة كان مقترحاً اميركياً لحث الدول الاخرى على صد العدوان العراقي باعتبارها حرباً أممية، ولكن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد هو الذي كان وراء ضرورة تكوين التحالف وليس الاعتماد على الولايات المتحدة فقط.. فما رأيك؟
- في قرار الولايات المتحدة والمملكة كان الهدف ان الحشد الدولي يجعل القضية عامة أمام الأنظمة الدولية مثل هيئة الأمم المتحدة، ولم يكن لدينا مانع من ان تكون القوات اكثر من 37 دولة فهناك قوات بحرية وطبية، وهناك من يرسل قوات رمزية، وكانت توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في التحالف الدولي إعطاء المظلة الدولية من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن.
كما كانت هناك ثلاثة اشياء توجد في ذهن الملك فهد، الاول: لابد من توافر قوات كافية وقوية لردع العدوان وتحرير الكويت، والثاني ان تعلم الدول قبل ان تأتي بصلاحية إعادتها من المملكة بقرار من الملك نفسه، والأخير كيفية التعامل مع قوات أجنبية كبيرة في دولة لم يسبق لها أن تدربت مع كتيبة عسكرية واحدة.
مَنْ وراء اطلاق «عاصفة الصحراء»، و«درع الصحراء»؟
- المسميات تعطى من الأركان ولكن الإشكال كان في وجود قيادتين متوازيتين في حرب واحدة وهذا لم يحدث في تاريخ الحروب من قبل، وكانت القيادة البحرية تحت المظلة الاميركية بناء على اتفاق بيننا، والقوات الجوية بقيادتها ولكن اوامر العمليات وكيفية استخدامها بقرار موحد، واذكر ذات مرة انه في طلعة جوية تدريبية محملة بكل الذخيرة وصلني الخبر قبل الاقلاع بحوالى ساعتين، فألغيت التمرين لأنهم لم يأخذوا اذناً مني، حتى تحركات القوات البرية من مكان الى آخر للتدريب على اراضي المملكة لا تستطيع ان تتحرك الا بأوامر مني وبمرافقة الشرطة العسكرية السعودية لتحقيق مبدأ السيادة على الارض، والقوات البرية كانت مقسمة بين الجنرال شوارزكوف في «درع الصحراء» إذ كانت القوات الاميركية والبريطانية تحت القيادة الاميركية، اما بقية القوات بما فيها القوات الفرنسية والافريقية والعربية والخدمات الطبية تحت القيادة السعودية، والخطأ الشائع الذي تقع فيه صحافتنا العربية قولهم «قائد القوات العربية» والأصوب «قائد القوات المشتركة»، وعندما بدأت الحرب تحولت القوات الفرنسية من القيادة السعودية الى الاميركية لأنهم دخلوا العراق، اما القوات التي كانت تحت قيادتي فكانت مهمتها الدفاع ولا ندخل لشبر واحد الى الاراضي العراقية.
يشهد التاريخ انه تمت العملية بطريقة منظمة وبدقة عالية، ولكن هناك جانب آخر إذ اعتقد البعض بأن هناك غيرة قيادية في ما بين الجنرال شوارزكوف والامير خالد بن سلطان حتى فسرت بعض التصريحات الاعلامية بأن فيها شيئاً من التناقض.. كيف ترى ذلك؟
- التنسيق كان موجوداً ولكن بصراحة شديدة وجود قيادتين في حرب واحدة مسألة صعبة، فكنت متمسكاً ألا يسجل التاريخ ان القيادة السعودية ليست مسيطرة داخل الاراضي السعودية، ولكن لكي نكون واقعيين فالقيادة الأميركية هي قيادة دولة عظمى مسرح عملياتها يبدأ من أوروبا إلى باكستان، ولهذا لا نستطيع ان نقول هناك مقارنة في الصلاحيات أو الإمكانات، ولكن استطيع أن أقول بالتساوي الكامل بالنسبة لقيادة القوات داخل الأراضي السعودية والحدود السعودية البحرية والجوية والبرية وهذا ما تمسكت به.
هلّا حدثتنا عن عملية تحرير الخفجي؟
- الخفجي هي من أهم نقاط التحول في حرب تحرير الكويت، لان الخفجي كما يعلم الجميع منطقة غير مأهولة وكنت اتصور ان دخول صدام الخفجي لوجود خطة أخرى لديه، لأنه ماذا يريد من مدينة «ميتة» وهي مدينة سعودية يجب ألا يكون فيها ولو تمنيت ان يدخل بهذه الصورة لتحقيق أهدافي ما وقعت بهذا الشكل، لأنه في خلال اقل من 4 ساعات حاصرتُ المنطقة كلها من الحدود إلى الخفجي ودمرت القوات الجوية 3 فرق عراقية تماماً داخل الكويت، وكان تصميم الملك فهد على انه يجب أن انهي وضع الخفجي بأسرع ما يمكن.
هل تعمدت إشراك المفارز العربية في تحرير الخفجي؟
- كل ما هو تحت قيادتي اعتبرهم سواسية سواء كان سعودياً ام قطرياً ام نيجيرياً ام فرنسياً.
عندما اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد امراً بضرورة التحرير السريع.. هل كنتم تخشون أن تتغير موازين القوة اذا انطلقت القوات العراقية الى الجبيل؟
- بعد دخوله بأقل من ساعة حاصرت المنطقة تماماً حتى لا يستطيع ان يتحرك شبراً واحداً، والقوات الجوية دمرت 3 فرق كاملة، ولهذا السبب اعتبر الخفجي، اذا تخيلت سيناريو طيباً لتحطيم صدام ما وجدت افضل من الخفجي.
أشرت في كتابك «مقاتل من الصحراء» إلى الروح المعنوية فكيف كانت الروح المعنوية للجنود السعوديين مؤثرة في تحريك الخفجي؟
- أي جيش يدافع عن قضية مؤمن بها طريقة تعامله في الحرب ستختلف، ولهذا السبب أقول: لا تحكموا على الجيش العراقي من خلال حرب تحرير الكويت، فانه حارب مرغماً وأنا لا أتكلم على الحرس الجمهوري ولكن أكثر الجنود العراقيين الذين استسلموا كانوا ينتظرون قدومنا، والخفجي تعتبر المعركة الوحيدة في كل حرب تحرير الكويت!
معركة الخفجي وتحريرها لم تؤثر في معنويات القيادة العراقية فقط ولكن أثرت ايجابياً في نفوس الكويتيين لأنها كانت المقدمة لتحرير الكويت.. فماذا تحمل من ذكريات لحظة انطلاقتك بالحرب البرية لتحرير الكويت؟
- قمنا بإنشاء تحصينات كبيرة بما فيها خنادق مليئة بالزيوت والحرائق، وحاولنا ان نتدرب عليها ولكن كان كل همي هو فتح الثغرات لان الخسائر فيها تكون كثيرة ولهذا تركزت على التدريب في منطقة التحصينات الموجودة نفسها، وشوارزكوف اخبرني بأنه فاتح ثغرة من عند المارينز فعلينا الدخول منها بدلاً من فتح ثغرة أخرى، فقلت: «لا يمكن أن يقول التاريخ إن القوات التي تحت قيادتي تمر من خلال ثغرة فتحت بواسطة الأميركان»، واللحظات التي لا استطيع أن أنساها وقت دخول القوات في ظل توقعات بوجود خسائر كثيرة ولكن الحمد لله تمت بنجاح تام وبأقل الخسائر.
من قام بفتح الثغرة؟
- قوات سعودية ومصرية وكتيبة مهندسين سورية، والقوات الكويتية تم إعادة تأهيلها مرة أخرى وكانت في المقدمة لفتح الثغرة.
هل هذه الدخول أعطاكم دلالة على ضعف التحصينات العراقية؟
- نحن توقعنا حجم الخسائر تقريباً 50 في المئة وكذلك التوقيتات، فكانت توقيتاتنا الوصول إلى نقطة محددة خلال 24 ساعة توصلناها في اقل من 12 ساعة.
تزامن عيد الاستقلال الذي يحتفل به الكويتيون كل عام مع التحرير، كان بقصد منكم تحرير الكويت في هذا اليوم ليتزامن مع الاستقلال أم جاء مصادفة؟
- بصراحة لم ننظر لهذا ولكن نظرنا لأشياء عدة وهي استكمال جميع حاجات القوات للهجوم، والطقس يوم الدخول، واذكر انه تم الاتفاق مع شوارزكوف على يوم 21 ولكن سقطت في ذلك الوقت أمطار غزيرة لذلك أجلناه إلى يوم 26 كانون الثاني (يناير) لجاهزية القوات وقتها والمناخ الطيب في ذلك اليوم.
اعلن تحرير الكويت في ال 27 من شباط (فبراير) من خلال بيان ألقيته، وذكرت مرات عدة انه من اقرب البيانات الى قلبك، فهل نتذكر معك تلك اللحظات؟
- شعور بالفرحة و «هم انزاح» وشكر لله سبحانه وتعالى، وفي الوقت نفسه نعود بالهدوء، ولأنني كنت اعلم بوجود حقول ألغام على الحدود وداخل الكويت وبخاصة بمنطقة الوفرة، فقد ركزت على هذه الجزئية في بياني للتحذير من الالغام.
متى شعرتم بقرب انجاز تحرير الكويت؟
- كقائد عسكري كنت اعرف قبل بدء العمليات قدراتي وامكاناتي بخاصة بعد الضربة الجوية وفتح الثغرات، فقد كان المهم هو التوقيتات الذي نسير عليها بحسب الخطة التي تم تعديلها بعد 12 ساعة على أساس وصول الوحدات الى نقاطها قبل الوقت المحدد.
متى ابلغت خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بتحرير الكويت؟
- قبل اعلان البيان، لأنه لا يمكن ان اصدر بياناً الا بعد ابلاغ قياداتي العليا، إذ ابلغتهم في ذاك اليوم، ويجب ان اشيد في هذا المقام بالمقاومة الكويتية واقدم لهم كل الشكر فهم الجندي المجهول الذي ساعدنا كثيراً خلال عملياتنا من بطولات فردية ضد الغزاة، مع امدادنا بمعلومات كثيرة نستفيد منها اكثر مما يأتينا من الاستخبارات الاخرى، فكان دورهم كبيراً بحق ولهم كل الفخر والاعتزاز والعرفان بمعلوماتهم القيمة.
هناك 3 اوامر لها بعد سياسي ولافتة للنظر لقيادتكم المدنية عند دخول الكويت: تجمع القوات في نقطة معينة، موضوع الجهراء؟
- الشيخ جابر والشيخ سعد رحمة الله عليهما، حملاني أمانة، عندما قالوا لي «يا خالد الأمل فيك أنت فصّل وإحنا نلبس».. هذه الكلمات لم تفارقني في كل قرار وكل تحرك، واذكر اللواء جابر الخالد وزير الداخلية في ذلك الوقت عندما تم التحرير دخلنا باستطلاع بالقوة بالوفرة فلم يجدوا مقاومة وحرروا مركز الوفرة، فأخبرني اللواء جابر بأنهم يريدون ان يقيموا احتفالاً بعودة الوفرة، ومن أخلاقه أراد أن يبين مكانة المملكة فقال سنبدأ برفع العلمين السعودي والكويتي ثم السلامين الملكي السعودي والأميري الكويتي فقلت لرئيس الأركان آنذاك ان يمنع السلام الملكي ورفع العلم السعودي ويرفع العلم الكويتي والسلام الأميري فقط، وإذا لم توجد فرقة موسيقية كويتية، السعوديون يلبسون «كويتي».
ولماذا طلبت رفع العلم الكويتي؟
- هذا واجبنا وأمانتنا، واهم قرار والذي لم يكن يفقهه القادة الأجانب أننا نريد تحرير الكويت بعوامل عدة مشتركة وتحت مظلة دولية حتى لا تتدعي دولة انها حررت الكويت بمفردها، ولهذا كانت نقطة التمركز في ميدان معين، وقلت لكل القوات نتدخل في توقيت واحد «الكويتية والسعودية والقطرية والبحرينية والمصرية والسورية» على ان نتجمع بالمكان نفسه، وبالنسبة لتمركز القوات وجدت على الخريطة تمركز القوات السعودية في الجهراء ولكي لا يؤول الأمر ضعاف النفوس قررت سحب القوات السعودية من الجهراء واستبدال بها قوات مصرية، كما سحبت البحرية السعودية واستبدلت بها قوات بريطانية لان في ذلك الوقت كانت هناك جزر لم نتفق على تبعيتها بين المملكة والكويت.
متى دخلت الكويت بعد التحرير وما كانت انطباعاتك؟
- ثاني يوم من البيان، اذكر وأنا امشي في الشارع رأيت الشعب الكويتي بكل فئاته ومختلف أعماره في فرحة غامرة ولكن في الوقت نفسه انتابني شعور بالحزن من حجم التخريب الذي وقع، وبخاصة بعدما رأيت أماكن تعذيب في بعض البيوت التي تم استخدامها للتعذيب!
وأريد أن أوضح أن كل الذي حدث من شخص واحد لكنني مؤمن بأنه فرض على العراقيين سطوته وحكمه بالحديد والنار وأجبرهم على الحرب رغماً عنهم، وهذا ما قاله الأسرى العراقيون الذين طلبوا منا عدم تسميتهم لاجئين لأنه من الممكن أن تقتل عائلاتهم فسميناهم أسرى لذلك طلب مني الملك فهد رحمه الله ان نعاملهم مثل السعوديين.
لحجم دمار آبار النفط اضطرت طائرتك ان تهبط قبل دخولها الكويت وتظل فترة طويلة تبحث عن تأشيرة، فماذا عن هذه الجزئية؟
- دائماً إذا انتقلت من مكان إلى مكان توجد 4 طائرات هليكوبتر، وعادة استقل الطائرة الأولى واذكر في ذلك الوقت إنني استقللت طائرة أخرى مع شاب صغير أردت تشجيعه وعندما وصلنا إلى وسط الكويت في الساعة 11 ظهراً، كان يوجد ظلام دامس من دخان آبار النفط، فلاحظت ارتباك الطيار لأنه لم يتعلم الطيران في الليل، فطلبت منه أن يعود الى الجنوب، وبالفعل هبطنا بسلام على الطريق داخل الكويت، وانتقلنا عن طريق البر بسيارتين عسكريتين.
أقيمت خيمة صفوان في 13 آذار (مارس) 1991، وذكرت في كتابك ان خيمة صفوان كانت خطأً فادحاً.. لماذا؟
- اعتبرتها كذلك إعلامياً، لأنه كان المفروض أن يكون الاجتماع يوم 12 آذار (مارس) ولكن تأجل 24 ساعة، وعندما وصلت الى بنود المناقشة قلت لشوارزكوف: «من الذي يجب أن يكون أمامنا وهؤلاء غير معروفين ونحن منتصرون، فمن المفترض أن يأتي صدام أو وزير الدفاع»، ووجدت الأجندة لا تستاهل ذهابي او ذهاب شوارزكوف وفي النهاية ذهبت الى صفوان ولم تأت سيرة الهليكوبتر وكيفية استخدامه ولم توقع وثيقة الاستسلام، فركزت على الأسرى، وكل همي ان ننهي الحرب في ذلك الوقت لأنه آخر ساعتين من إنهاء الحرب تدخل القرار السياسي وطغى على القرار العسكري، واعتقد أن خيمة صفوان خطأ لان المؤتمر ليس إلا عملاً إعلامياً وليس عسكرياً.
لماذا طلبت التقاعد بعد حرب تحرير الكويت، هل كنت تريد استراحة محارب؟
- نحن لم نعتد في العالم العربي بعد حصول الإنسان على قيادة كاملة أن يتخلى عنها، لأن أكثر القيادات تتخلى بالموت أو الطلوع وهذا واقع، وأنا نظرت لها نظرة أخرى وهي أن كل قائد يقود معركة بهذا الحجم لابد ان يطلب التقاعد لأنه يكفيه قيادة قوات 37 دولة، فضلاً عن المكانة التاريخية لذلك طلبت التقاعد.
صدر كتاب مذكرات شوارزكوف في العام 92، ثم توثيق حرب الخليج في «مقاتل من الصحراء» في 95.. هل كان كتابك رداً على كتاب شوارزكوف ام استكمال له؟
- بدأت في كتابة الكتاب قبل صدور كتاب شوارزكوف، لأنني أخذت من كتابته ثلاثة أعوام ونصف العام، وقد رددت عليه بمقالة نشرت في كثير من الصحف بما فيها الصحف الاميركية إذ ذكر في مذاكراته انه اعطاني نصيحة برجوع قواتي من الحدود الى رأس بوشعاب، وهذا غير صحيح لانني اصدرت امر العمليات مكتوباً يوم 16 آب (اغسطس) وتحركت القوات من رأس مشعاب يوم 17 والجنرال شوارزكوف، وصل الى المملكة يوم 26 اغسطس فكيف يعطيني النصيحة؟!
اتفقتم مع الجنرال شوارزكوف على قضية لها بعد سياسي هي انه لم يكن من ضمن أهداف الحرب الإطاحة بصدام حسين، لأن نصركم يمكنكم من التوغل للإطاحة بالنظام العراقي فكيف كان ذلك؟
- تحرير الكويت هو هدفنا الذي نأمل من خلاله في سقوط نظام صدام من قبل شعبه ولم يكن في تفكيرنا دخول بغداد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.