توصل وفد يمثل حركة «حماس» ووفد أمني مصري إلى تفاهمات في لقاءات أخيرة عقدت في القاهرة، تنبئ بحدوث تغيرات جوهرية في العلاقة بين الجانبين. وقالت مصادر في حركة «حماس» في قطاع غزة ل «الحياة» إن وفد الحركة متفائل بفتح صفحة جديدة في العلاقة مع مصر، التي اتسمت بالتوتر وعدم الثقة منذ إطاحة الرئيس «الإخواني» محمد مرسي عن الحكم في مصر عام 2013. وأرجعت هذه المصادر التغيير إلى عاملين أساسيين، الأول هو الحرب التي تخوضها مصر ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، والثاني وجود قيادة جديدة لحركة «حماس» في غزة، ورغبة مصر في إبقائها بعيدة من التأثيرات الإقليمية خاصة قطر وتركيا وإيران. وقالت المصادر إن وفد «حماس»توصل إلى تفاهمات مع النائب محمد دحلان الموجود حالياً في القاهرة، تتعلق بالمعابر والأوضاع الاقتصادية في القطاع، والعلاقة بين الجناح الذي يقوده دحلان في حركة «فتح» في قطاع غزة، وبين حركة «حماس» التي تحكم القطاع. وقالت المصادر إن هناك وعوداً بفتح معبر رفح في غضون شهرين إلى ثلاثة شهور، بعد إنهاء أعمال البناء الجارية في المعبر، وإجراء مشاورات مع السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن «معبر رفح لا يمكن أن يظل مغلقاً إلى الأبد. كما أنه لا يمكن إبقاء المعبر مغلقاً لحين التوصل إلى حل للصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية» وأوضحت أن «مصر ستقوم باتصالات مع السلطة الفلسطينية للاتفاق على ترتيبات لفتح المعبر». وشملت التفاهمات بين وفد «حماس» والنائب دحلان، البحث عن حلول لمشكلة الكهرباء والوقود المخصص للطاقة الكهربائية عبر مصر، وإيجاد مصادر مالية لحل مشكلة ضحايا الانقسام وغيرها. وساهمت التطورات الأخيرة، انتخاب قيادة جديدة لحركة «حماس» مقيمة في غزة، وإجراءات السلطة في غزة، وقطع مصر لعلاقاتها مع قطر، في حدوث تقارب بين كل من مصر والنائب دحلان من جهة و «حماس» من جهة ثانية. وتقول مصادر عليمة إن مصر ترى في القائد الجديد لحركة «حماس» في غزة يحيى السنوار، فرصة لتحقيق تفاهمات مع «حماس» في غزة تخدم الأمن المصري، وتبعد الحركة في القطاع من تأثيرات السياسة القطرية. ومن ناحية «حماس»، فإنها وجدت في اليد الممدودة من النائب دحلان فرصة لإحداث اختراق في المنطقة، هي في أمسّ الحاجة إليه، بعد الإجراءات «غير المسبوقة» التي اتخذها الرئيس محمود عباس لتضييق الخناق عليها في غزة. وأوضح (سما) القيادي في حركة «حماس» أحمد يوسف، أن اللقاء بين وفد حركة «حماس» برئاسة السنوار والنائب دحلان «يأتي بعد الانقسام في الحالة الفلسطينية والتراجع الكبير لقضيتنا إقليمياً وفي المحافل الدولية»، شاكراً مصر على «دورها المركزي في رأب الصدع بين أبناء البلد الواحد وتلطيف الأجواء السياسية وتهيئتها لاستعادة وحدتنا الوطنية». وأضاف أن «حالة التشظي والانقسام في أحوالنا السياسية تفرض مثل هذا اللقاء، وأتمنى أن نوجد اللغة ذاتها والآلية المناسبة للتحرك الجاد والمصالحة أيضاً مع الأخ الرئيس أبو مازن»، مشيراً إلى أن كلاً من الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان لاعبان مهمان في ساحتنا الفلسطينية، وليس من الحكمة استمرار القطيعة واستحكام العداء معهما». وعاد إلى غزة أمس وفد «حماس»، الذي ضم إلى السنوار مسؤول قوى الأمن الداخلي في غزة اللواء توفيق أبو نعيم والقيادي في الحركة روحي مشتهى، بعدما كان وصل إلى مصر في الرابع من الشهر الجاري. وتعد زيارة السنوار الأولى لمصر منذ انتخابه رئيساً للمكتب السياسي ل «حماس» في القطاع.