سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) على حي المرور في الجزء الجنوبي لمدينة الرقة، خلال المعارك التي تخوضها ضد تنظيم «داعش». وأفادت «قسد» في بيان لها أمس، بأنها سيطرت على الحي بشكل كامل، وسط خسائر في صفوف وعتاد التنظيم بلغت نحو 47 قتيلاً. وأضافت أن المواجهات العسكرية مستمرة حالياً في أحياء الأمين، والنهضة، والثكنة والمنصور جنوب الرقة. من ناحيتها، ذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أنه تم استهداف مواقع ل «قسد» بسيارة مفخخة قرب دوار البرازي شرق الرقة، وعرضت صوراً لمعاركها في حي الدرعية وسط الرقة. وتأتي سيطرة «قسد» على حي المرور، بعد تقدم واسع في الأجزاء الجنوبية للمدينة، سيطرت خلاله في اليومين الماضيين على حي النور، وكامل أحياء الرقة القديمة. وبلغ عدد الأحياء التي تسيطر عليها «قسد» في مدينة الرقة 16 حياً، بمساحة أكثر من 65 في المئة من المساحة الكلية للمدينة. وبدأت «قسد» وفصائل عربية وعشائرية، ضمن حملة «غضب الفرات»، عملية لدخول الرقة، منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي، وسيطرت خلالها على أحياء ومقرات عسكرية. في موازاة ذلك، علم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات تجددت بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر الفصائل العاملة في البادية من «جيش أسود الشرقية» و»قوات أحمد العبدو» و «لواء شهداء القريتين» من جهة أخرى. وأكدت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري»، أن الاشتباكات تتركز في المنطقة الحدودية مع الأردن، حيث تمكنت قوات النظام خلال هجومها المتجدد من تحقيق تقدم والسيطرة على 4 مخافر ونقاط حدودية. وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل على محاور القتال. تجدر الإشارة إلى أن «المرصد السوري» أفاد في آب (أغسطس) أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم هام في المنطقة، وسيطرت على مواقع حدودية، لتنهي بذلك وجود الفصائل على الحدود السورية– الأردنية داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء. وبهذا التقدم فإن الفصائل لم يتبقَّ لها من منافذ خارجية، في شرق سورية وجنوب شرقيها سوى شريط حدودي على حدود ريف دمشقالجنوبي الشرقي مع الأردن، بالإضافة إلى شريط حدودي مع العراق، ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص، والتي تضم معبر حدودياً وهو معبر التنف، الواصل بين سورياوالعراق. على صعيد متصل، أعلن «لواء شهداء القريتين» في بيان وردت إلى «المرصد السوري» نسخة منه أمس، رفض أي إملاءات من أي طرف، موضحاً: «تناول بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده عن نية فصائل الجيش الحر الدخول إلى الجانب الاردني، وترك نقاط الاشتباك مع الميليشيات الإيرانية وعصابات الاسد ومن يواليه، نؤكد نحن لواء شهداء القريتين، أننا فككنا الارتباط مع التحالف الدولي لكي لا يملي علينا أحد، كيف نتحرك وأين نقاتل». وفي محافظة حمص، لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة على عدة محاور في بادية حمص الشرقية، بين قوات النظام و «داعش». حيث تتركز الاشتباكات بين طرفي القتال في مثلث جب الجراح– شاعر– الشومرية، على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة حمص، مترافقة مع ضربات جوية ومدفعية تستهدف محاور القتال. وكان «المرصد السوري» أفاد أول من أمس بتعزيز قوات النظام عناصرها منذ 7 الشهر الجاري. وعلم «المرصد السوري» أن القوات النظامية تمكنت بغطاء من القصف المكثف من تحقيق تقدم جديد في المنطقة والسيطرة على قريتين، ليرتفع إلى 12 على الأقل عدد القرى التي سيطرت عليها قوات النظام خلال الساعات الأولى من تحويل محور المعارك من ريف حماة الشرقي إلى مثلث الشومرية– شاعر– جب الجراح، بريف حمص الشرقي. ووثق «المرصد السوري» مقتل 26 على الأقل من عناصر «داعش» فيما قتل ما لا يقل عن 7 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.