استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر «تنظيم داعش» من جهة أخرى في محور جب الجراح وجبال الشومرية في بادية حمص بالجنوب الشرقي، بينما نفذت الطائرات الحربية غارات على مناطق في محور الصوانة ومحيطها بريف حمص الشرقي، ترافق ذلك مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على أماكن في المنطقة. وتدور معارك عنيفة بين الطرفين في بادية القريتين ومنطقة المحسة، تمكنت خلالها قوات النظام من تحقيق تقدم في تلال ومواقع بالمنطقة كان «داعش» يسيطر عليها. وتزامنت الاشتباكات مع ضربات مدفعية وصاروخية مكثفة من قبل قوات النظام على مناطق القتال. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، على محاور في منطقة الحمرات ومحاور أخرى في الريفين الشرقي والغربي للرقة. وقتل عنصر من قوات الأمن الداخلي الكردي «الآسايش» نتيجة انفجار لغم به في منطقة الطبقة، بالريف الغربي للرقة، في حين قتل شابان اثنان نتيجة إصابتهما بإطلاق النار عليهما من قبل حرس الحدود التركي في أطراف مدينة القامشلي. وتم تشييع مقاتل من «قوات سورية الديموقراطية» قتل في قصف واشتباكات مع تنظيم «داعش» في ريف الرقة، ليرتفع إلى 5 عدد عناصر «قوات سورية الديمقراطية» الذين قتلوا في معارك «غضب الفرات» بريف الرقة. وقال «المرصد» إن القوات المشاركة في «غضب الفرات» تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على أجزاء واسعة من قرية حمرة الناصر «حمرة جماسة» التي تفصلها عدة كيلومترات عن مدينة الرقة، والتي تعد مع قرية حمرة بلاسم، آخر القرى والمراكز السكنية الكبيرة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في ريف الرقة الشرقي. فيما شهد الريف الغربي للرقة هجمات معاكسة نفذها عناصر من «داعش» على مناطق في السلحبية الغربية وقرى ومواقع أخرى تمكن التنظيم من التقدم فيها، في محاولة من عناصر «داعش» تشتيت مقاتلي عملية «غضب الفرات» واستعادة مواقع خسروها لمصلحة هذه القوات. وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال، فيما تتابع «قوات سورية الديموقراطية» عملية تمشيط المناطق التي تقدمت إليها مع قوات النخبة في ريفي الرقة الشرقي والغربي، حيث عُثر على جثث 14 على الأقل من عناصر داعش قتلوا في قصف واشتباكات خلال الأيام المنصرمة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ما لا يقل عن 59 شخصاً سقطوا أمس، ما بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات والقصف الجوي. وفي محافظة دير الزور، قتل 13 مواطناً هم سيدة من بلدة البوليل الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور نتيجة انفجار لغم في ريف الحسكة الجنوبي، خلال محاولتها الدخول إلى مدينة الحسكة. كما قتلت سيدة مسنة ورجل و3 أطفال نتيجة سقوط قذائف أطلقها «داعش» على مناطق في حي الجورة الذي تسيطر عليه قوات النظام في مدينة دير الزور، و7 مواطنين آخرين بسبب الغارات التي استهدفت مناطق في مدينة دير الزور. وفي محافظة درعا، قتل 5 مواطنين بينهم 4 عناصر من الفصائل قضوا في قصف واشتباكات مع قوات النظام في مدينة درعا، وقتل طفل في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة إبطع. أما في محافظة الحسكة، فقد قتل شابان اثنان بعد إصابتهما بإطلاق النار عليهما من قبل حرس الحدود التركي في أطراف مدينة القامشلي. وفي محافظة ريف دمشق قتل مواطنان اثنان بسبب سقوط قذيفة هاون أطلقتها قوات النظام على منطقة في بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية. كما اغتال مسلحون مجهولون ضابطاً منشقاً عن قوات النظام برتبة ملازم في «جيش النصر»، بإطلاق النار عليه في منطقة كفربطيخ بريف إدلب. كما سمع دوي انفجار على طريق سرمين، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة، أسفر عن إصابة شخص على الأقل بجراح. واغتال مسلحون مجهولون قائداً عسكرياً لفصيل إسلامي من محافظة حمص، بإطلاق النار عليه في بلدة معصران بالقطاع الجنوبي لإدلب، إذ فتح مسلحون مجهولون النار على سيارة كان يستقلها في المنطقة. كما قتل طفلان نتيجة ضربات نفذتها طائرات مجهولة لم تعرف هويتها بعد، على مناطق في مدينة الميادين الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور. وسقط أكبر عدد من القتلى المدنيين خلال شهر في سورية بنيران التحالف الدولي المدعوم من واشنطن منذ بدء التحالف ضرباته الجوية في البلاد منذ أيلول (سبتمبر) 2014، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وذكر المرصد أنه وثق خلال الشهر الممتد من 23 نيسان (أبريل) الفائت حتى 23 أيار (مايو)، مقتل 355 شخصاً هم 225 مدنياً بينهم 44 طفلاً و36 امرأة «في أعلى حصيلة بين المدنيين جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية منذ بدء ضرباته في أيلول 2014». وقتل خلال هذه الضربات أيضاً، بحسب المرصد 122 عنصراً من «تنظيم داعش» و8 عناصر من المسلحين الموالين للنظام معظمهم من جنسيات غير سورية. وكان المرصد وثق في أعلى حصيلة سابقة مقتل 220 مدنياً بضربات للتحالف في الفترة الممتدة بين 23 شباط (فبراير) و23 آذار (مارس) من العام الحالي.