واصلت القوات النظامية السورية وجماعات شيعية متحالفة معها تقدمها في باديتي حمص الشرقيةوالجنوبيةالشرقية، بعد يوم من ربطها مناطق تقدمها ببعضها بعضاً من جهتين، فارضة بذلك حصاراً على فصائل المعارضة في القلمون الشرقي، ومحققة مزيداً من التقدم في اتجاه معبر التنف على حدود العراق والذي تنتشر فيه فصائل معارضة جنباً إلى جنب مع قوات خاصة أميركية ومن جنسيات غربية أخرى. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، إن القوات النظامية مدعمة بمسلحين موالين وبغطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي المكثف، واصلت عملياتها ضد «داعش» في باديتي حمص الشرقيةوالجنوبيةالشرقية، وأوضح أن «داعش» انسحب في شكل متلاحق من مناطق سيطرته في الريف الجنوبي الغربي لمدينة تدمر «نتيجة القصف المكثف والعنيف»، ما مكّن القوات النظامية «من تحقيق تقدم واسع في هذا المحور» الذي كانت قد خسرته عام 2015. وشمل تقدم القوات النظامية جبال خان العنيبة وأبو دالي وغانم والنصراني ومناطق البصيري والباردة وخنيفيس والصوانة. وأضاف «المرصد» أن القوات النظامية «حققت هدفين في وقت متزامن»، تمثّل الأول «في محاصرة مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية في القلمون الشرقي، والثاني في التقدم الواسع على حساب تنظيم (داعش) واستعادة مئات الكيلومترات المربعة، واستعادة السيطرة كذلك على الطريق الدولي دمشق - تدمر. وتمكنت قوات النظام من الوصول بقواتها المتقدمة من ريف حمص الجنوبي الشرقي إلى مناطق سيطرة قواتها الممتدة من مثلث تدمر- بغداد -الأردن، وصولاً إلى منطقة زوكار والشحمي إلى الشرق باتجاه معبر التنف الحدودي». ولفت إلى أن القوات النظامية كانت تنوي التقدم إلى معبر التنف مع العراق، إلا أن التحالف الدولي منعها من ذلك في وقت سابق هذا الشهر عندما قصفت طائرات أميركية رتلاً للقوات المتقدمة نحو التنف وقتلت 8 من المسلحين الموالين للحكومة السورية «غالبيتهم من جنسيات غير سورية»، وفق «المرصد». ولفت «المرصد» أيضاً إلى أن القوات النظامية تستمر في الوقت ذاته «في محاولتها توسيع نطاق سيطرتها بشكل أكبر نحو كامل منطقة العليانية ببادية حمص الجنوبيةالشرقية، واتباع تكتيك قضم المناطق على حساب الفصائل المقاتلة المعارضة المدعومة أميركياً للوصول عبر العليانية إلى منطقة حاجز ظاظا الذي تسيطر عليه قوات النظام، وإجبار الفصائل على الانسحاب من عدد من المناطق قبل تمكن قوات النظام من حصارها»، وهو ما يبدو تم الآن بعد اقتراب السيطرة على العليانية ووصل منطقتي تقدم القوات النظامية. وأشار «المرصد» أيضاً إلى أن قوات الحكومة وميليشيات حليفة تحاول كذلك تحقيق تقدم على حساب «داعش» في محيط جبال الشومرية، متحدثاً عن محاولات للتقدم نحو منطقة مفرق عقيربات على بعد قرابة 30 كلم شرق جبال الشومرية. وفي الوقت ذاته، تدور اشتباكات بشكل متقطع بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وفصائل «جيش مغاوير الثورة» و «جيش أسود الشرقية» و «لواء شهداء القريتين» وفصائل مقاتلة أخرى من جهة ثانية، في البادية السورية على محورين متقابلين، هما البحوث العلمية في القلمون الشرقي بريف دمشق، ومنطقة الرحبة بريف السويداء. وأوضح «المرصد» أن القوات النظامية تهدف «إلى التقدم في المسافة الممتدة بين هاتين الجبهتين واللتين تبعدان عن بعضهما نحو 35 كلم، بهدف فرض حصار على مساحة واسعة من هذه المنطقة، وصولاً إلى مناطق قرب محطة تشرين الحرارية ومطار الضمير العسكري». على صعيد آخر، أشار «المرصد» إلى أن طائرات مروحية ألقت مناشير على مدينة تلبيسة ومنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، جاء فيها أن «قرار القضاء على الإرهاب لا رجعة فيه... وساعة خلاصكم من هذا التنظيم المجرم (داعش) تقترب» وفيها أيضاً أن «ابناءكم واخوانكم في الجيش العربي السوري قادمون لنجدتكم بادروا في المشاركة بشرف الانتصار، وذلك من خلال الارشاد عن أماكنهم والابتعاد منهم». وفي محافظة حماة (وسط)، قال «المرصد» إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية وبين الفصائل الإسلامية و «هيئة تحرير الشام» في محور خنيفيس بريف حماة الجنوبي الشرقي، في محاولة من القوات النظامية التقدم في المنطقة. وفي محافظة درعا (جنوب)، قال «المرصد» إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة قيادي في الفصائل المقاتلة في درعا البلد بمدينة درعا، ما أدى إلى إصابته بجروح. وفي محافظة دير الزور (شرق)، ذكر «المرصد» أن القوات النظامية استهدفت بصاروخ موجه آلية لتنظيم «داعش» في جبل الثردة بمحيط مدينة دير الزور ما أدى إلى إعطابها وخسائر بشرية في صفوف التنظيم.