أرجع الناقد التونسي الدكتور توفيق الزيدي معظم النقد المضبوط إلى الأكاديميين والمثقفين الجادين، وعدّ ذلك «ظاهرة»، ومثل لذلك بالعلاقة بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية، مستشهداً بدور الجامعة في السعودية في إعادة النظر دائماً في المصطلحات بعكس بلدان المغرب العربي، حيث تدور المصطلحات نفسها. كما أثنى الزيدي على التفاعل في المملكة بين المؤسسة الثقافية والأكاديمية، والذي يغيب في كثير من البلدان العربية. وقال: «لا بد من تموقع الجامعة في عصرنا هذا، وذلك بإعادة النظر من زوايا أخرى». واستعرض الزيدي في محاضرة نقدية، أقامها نادي الرياض الأدبي مساء الإثنين الماضي، وأدارها الدكتور معجب العدواني مفاهيم نقدية في «التموقع» و«التمثل» و«التوليد» و«الشمولية» و«التصور» وقال: «يجب أن تكون علاقتنا مع التراث علاقة تصور وليس قراءة فقط له، لأن القراءة لها حدود». ودافع الزيدي، في رد على مداخلة لم ترَ جديداً في طرحه، عن اشتغاله، قائلاً: «إن الجديد هو منهجي ومقاربتي في كيفية التعامل مع التراث منهجياً وليس تاريخياً أو معجمياً». وتابع: «أنا لا أخدم تراثي وفق الرؤية المعجمية ولا التاريخية، بل أقف على النظرية النقدية عند العرب فلا التاريخ ولا المعاجم تصلنا بالتراث». في ورقة «النقاد العرب المعاصرون وتراثهم النقدي» تساءل في بدئها عن جدوى البحث في هذه الإشكالية، ولا سيما بعد ندوة نادي جدة الثقافي عام 1988«قراءات جديدة في تراثنا النقدي». وقال إننا أمام أمرين: النقاد المعاصرون، والتراث النقدي، وأمر ثالث يمثل «واو العطف» فالواو ليست للعطف بل للعلاقة الرابطة بين الطرفين». وأضاف هذا يقودنا إلى تحديد مراكز للاهتمام يتمثل أولها في ما خصص النقاد العرب المعاصرون وليس النقد، وهو ما نقول عنه بمصطلح الفاعلية ويتمثل ثانيها في علاقة هولاء الفاعلين بتراثهم النقدي، وهو ما يسميه بمصطلح «العلائقية». ووصف الخطاب النقدي بأنه إنتاج معرفي مستمر، «واستمراره بُنِي على قاعدتي «التمثّل» و«التوليد»، إذ لا بد من الاطلاع على ما لدى العرب والغرب في مدوناتهم في الأول، ولا بد من خطاب تصحيحي للمبالغات.