قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أمس (الأحد)، بعد إلقاء قنبلة حارقة على سفارة ميانمار في جاكرتا إنه أرسل وزيرة خارجيته إلى ميانمار لحض حكومتها على وقف العنف ضد مسلمي الروهينغا. ووقع الهجوم على السفارة في الساعات الأولى من صباح أمس، على خلفية الغضب المتزايد في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان من العنف، ضد الروهينغا المسلمين في ميانمار. وقالت الشرطة إن الهجوم أدى إلى حريق صغير . وذكرت شرطة جاكرتا في بيان أمس أن رجل شرطة كان يقوم بدورية في شارع خلف السفارة شاهد حريقاً في الطابق الثاني من المبنى في حوالى الساعة 02:35 بالتوقيت المحلي (09:35 بتوقيت غرينيتش)، وأبلغ رجال الشرطة الذين يحرسون البوابة الأمامية للسفارة. وقال البيان إن «الشرطة عثرت بعد إخماد الحريق على زجاجة محطمة ملصق بها فتيل»، مضيفاً أنه «يُشتبه بأن الجاني المجهول فر من المكان في سيارة». وقال الناطق باسم الشرطة أرجو يوونو، إن «شرطة جاكرتا تحقق في الحادث». وذكرت وكالة «أنتارا» الرسمية للأنباء أن مجموعة من الناشطين نظموا احتجاجاً السبت الماضي، أمام السفارة لمطالبة لجنة جائزة «نوبل» بسحب الجائزة من زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي. واستمرت الاحتجاجات أمس وسط العاصمة جاكرتا، حيث دعا عشرات الأشخاص من جماعات إسلامية وجماعات ناشطة الحكومة الإندونيسية إلى المشاركة بفعالية في وقف انتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهينغا. وقال الرئيس الإندونيسي إنه أرسل وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي إلى ميانمار لإجراء «اتصالات مكثفة» مع الأطراف المعنية بما في ذلك الأممالمتحدة. وأضاف ويدودو «وزيرة الخارجية غادرت في وقت سابق من بعد الظهر إلى ميانمار لتطلب من حكومة ميانمار الكف عن العنف ومنعه وتوفير الحماية لكل المواطنين، بما في ذلك المسلمين في ميانمار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية». وأشار إلى أن هناك حاجة لاتخاذ خطوات ملموسة وأن الحكومة الإندونيسية ملتزمة بالمساعدة في حل الأزمة الإنسانية، وإن مرسودي ستتوجه أيضاً إلى بنغلادش للتحضير لتقديم مزيد من المساعدات للاجئين هناك. وأعلنت الأممالمتحدة اليوم أن 87 ألف شخص غالبيتهم من الروهينغا المسلمين هربوا من أعمال العنف في بورما، ولجأوا إلى بنغلادش المجاورة .وأعلن مكتب التنسيق التابع للامم المتحدة ان «87 الف شخص وصلوا منذ 25 آب (أغسطس) الماضي من بورما التي تشهد أعمال عنف». وفي إطار ذلك، أعلنت «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) اليوم عن وقف خدمتها باللغة البورمية للتلفزيون البورمي منددة بفرض «رقابة» عليها، في بلد يشكل فيه التطرق خصوصاً الى أقلية الروهينغا المسلمة من المحظورات. وأعلنت «بي بي سي» وقف هذا التعاون، بسبب رفض القناة نشر عدد من برامجها منذ آذار (مارس) الماضي. وقالت المجموعة في بيان إن «بي بي سي لا يمكنها قبول التدخل في برامجها أو فرض رقابة عليها من طرف جهات البث التلفزيوني، لأن ذلك ينسف ثقة المشاهدين». وأفاد مسؤول في التلفزيون البورمي رفض الكشف عن هويته ردا على سؤال أن المشكلة تكمن في استخدام تسمية «روهينغا» في برامج القناة وقال إنهم «ما زالوا يستخدمون كلمة روهينغا التي لا تتلاءم مع سياستنا». وتنتج «بي بي سي» منذ نيسان (أبريل) 2014 خدمة من مقرها في رانغون نشرة إخبارية يومية لقناة «ميانمار تي في» التي يتابعها حوالى 3.7 مليون مشاهد، لكن برامج الهيئة بالبورمية ستبقى متاحة على موقع القناة البريطانية على الانترنت التي شكلت مصدر معلومات مهم لاونغ سان سو تشي أثناء اقامتها الجبرية المطولة في فترة حكم السلطة العسكرية. وفي الشيشان، تجمع آلاف المتظاهرين اليوم في العاصمة غروزني بدعوة من قائد الجمهورية الروسية في القوقاز رمضان قديروف، للاحتجاج على اضطهاد أقلية الروهينغا في بورما. وقال قديروف أمام الحشد الذي تجمع في العاصمة الشيشانية «أوقفوا حمام الدم. نطالب بمعاقبة الجناة وفتح تحقيق في جرائم ضد الإنسانية». وكان حوالى ألف مسلم تجمعوا أمس في موسكو للصلاة أمام سفارة بورما خلال تجمع غير مرخص فيه من السلطات وراقبته الشرطة من كثب. والتظاهرات التي نظمت ببادرة من قديروف تبدو ناجمة عن اختلاف نادر في وجهات النظر بين الرئيس الشيشاني والكرملين. وروسيا شريك لبورما ووقعت الدولتان اتفاق تعاون عسكري العام الماضي يشمل تزويد بورما بطائرات قتال وقطع مدفعية. وقالت الخارجية الروسية أمس إنها «تراقب بانتباه» الأحداث الجارية في بورما وعبرت عن «القلق من معلومات عن أعمال عنف جارية تسببت في سقوط ضحايا بين المدنيين والقوات الحكومية». وتمتنع رئيسة الحكومة البورمية اونغ سان سو تشي الحائزة على «نوبل» السلام عن استخدام تسمية «روهينغا»، وتتعرض لانتقادات مكثفة في الخارج بسبب إدارتها لهذا الملف. ويقيم حوالى مليون شخص من هذ الأقلية في ولاية راخين غرب بورما، التي لا تعترف بها وتعتبرها بنغلادشية على رغم تواجدها في هذه المنطقة منذ أجيال، ما يحرمها من الخدمات الصحية والتعليمية. ولجأ حوالى 60 ألف شخص غالبيتهم من الأقلية إلى بنغلادش هرباً من المعارك في غرب بورما، حيث حرم ما لا يقل عن 250 الف شخص من المساعدات الغذائية بسبب المواجهات بين الجيش والمتمردين. واندلعت اعمال العنف بعدما هاجم متمردون من الروهينغا في 25 اب (اغسطس) الماضي حوالى 30 مركزا للشرطة، تحت شعار الدفاع عن حقوق الاقلية المسلمة. وعلى الاثر، بدأ الجيش البورمي عملية واسعة النطاق في هذه المنطقة النائية والفقيرة، ما اجبر عشرات الالاف على الفرار.