لايزال مسلمو الروهينغا الفارون من موجة العنف التي يشنها جيش ميانمار ضدهم يتدفقون باتجاه بنغلاديش، حيث عبر ما لا يقل عن 73 ألفا منهم حتى صباح أمس. وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جوزيف تريبورا: دخل نحو 73 ألف شخص بنغلاديش حتى صباح أمس، والنزوح مازال مستمراً بسبب العنف. وأضاف أن هذا التقرير يعتمد على تقارير شهود العيان وتقارير المنظمات المحلية والدولية غير الحكومية التي تعمل لصالح النازحين من الروهينغا في منطقة كوكس بازار في جنوب شرق بنغلاديش، المتاخمة لولاية راخين. وقد حوصر الكثير على الحدود بين الدولتين في انتظار الطعام وتوفير الأمن وأماكن الإيواء، في الوقت الذي علق فيه برنامج الغذاء العالمي توزيع المساعدات؛ حيث يشهد الوضع الإنساني تدهوراً كبيراً مع ارتفاع حصيلة القتلى ونزوح عشرات الآلاف من السكان من الروهينغا، وتوفي العشرات أثناء محاولتهم عبور نهر إلى بنغلاديش في محاولة للهروب من العنف في ولاية راخين. ويقول اللاجئون إن القوات الأمنية نفذت هجمات ضد المدنيين، وأحرقت منازلهم وطردتهم من راخين. ويقول الجيش إنه يرد على الهجمات المنسقة التي ينفذها المتمردون ضد الجيش والشرطة. وتعرض أكثر من 2600 منزل للحرق على أيدي الجنود في واحدة من أشد موجات العنف ضد الأقلية المسلمة. وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي حللت صوراً عبر الأقمار الصناعية وروايات الروهينغا الفارين أن قوات الأمن في ميانمار أضرمت النيران عمداً في المنازل. واضطر المسلمون الروهينغا للعبور إلى بنغلاديش للنجاة بحياتهم، عقب مقتل 400 شخص الأسبوع الماضي في هجوم شنه جيش ميانمار ضد السكان بحجة مطاردة "جيش إنقاذ روهينغا أراكان". وتلجأ الأقلية المسلمة المنتمية لقومية الروهينغا المضطهدة في ميانمار من آن لآخر للبحث عن المأوى في دولة بنغلاديش المجاورة. وتشير دراسة ل"هيومن رايتس ووتش" إلى أن الروهينغا هربوا إلى بنغلاديش خلال أربع فترات رئيسية، في أواخر القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر، وخلال أعوام من القرن العشرين، وأخيراً خلال أعوام 2012 و2016 و2017. وفي إندونيسيا، قالت شرطة جاكرتا إن قنبلة حارقة ألقيت على سفارة ميانمار في الساعات الأولى من أمس وأدت لحدوث حريق صغير. ويأتي هذا في ظل تصاعد الغضب في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، بسبب العنف ضد الروهينغا في ميانمار. وذكرت وكالة أنتارا الرسمية للأنباء أن مجموعة من الناشطين نظموا احتجاجاً السبت أمام السفارة لمطالبة لجنة جائزة نوبل بسحب الجائزة من زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي. واستمرت الاحتجاجات أمس في وسط العاصمة جاكرتا حيث دعا عشرات الأشخاص من جماعات إسلامية وجماعات ناشطة الحكومة الإندونيسية إلى المشاركة بفعالية في وقف انتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهينغا. فيما قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن معاملة الروهينغا تلطخ سمعة "بورما" في إشارة إلى الاسم السابق لميانمار.وأضاف: آمل بأن تتمكن "أونغ سان سو كي" الآن من استخدام مهاراتها لتوحيد بلدها ووقف العنف وإنهاء الغبن الذي يعانيه كل من المسلمين وطوائف أخرى.