دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الكويتيين الى الانتباه الى «تحديات جسيمة لا يمكن لواع مخلص ان يتجاهلها». وقال في كلمة في مناسبة مرور خمسين عاماً على الإستقلال و20 عاماً على التحرير من الاحتلال العراقي ان هذه المنطقة «مثقلة بتفاعل الاحداث والتطورات والمتغيرات المتسارعة، ما يقتضي منا التزام الحذر واليقظة وحسن ترتيب الأوليات». واستذكر الأمير في الكلمة التي بثها التلفزيون ليل الخميس «بكل الفخر والتقدير مئات الشهداء والاسرى والمفقودين الذين ضحوا بدمائهم ونفوسهم الأبية للدفاع عن تراب الوطن الغالي»، وعبر «الامتنان والتقدير لمواقف اشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الاخرى الشقيقة والدول الصديقة وقادتها الذين وقفوا الى جانب الكويت ابان فترة الاحتلال العصيبة». ثم تناول الواقع الكويتي فأكد «ان كويت الوطن لم تكن يوماً لجماعة بذاتها او لفريق دون آخر ولم تكن في سمائها ابداً قبلية او طائفية او فئوية وكل ما تحقق من مكاسب وانجازات انما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم اهل الكويت جميعاً»، وجدد التزام النظام «النهج الديموقراطي والحرية المسؤولة». وقال «وهو خيارنا جميعاً الذي لا رجعة فيه، فالدستور يمثل العقد الذي ارتضيناه حكماً عادلاً يعمل الجميع تحت سقفه وفي اطاره وهو الانجاز الحضاري الذي نفتخر به ونعتز وسأعمل دوماً من اجل صيانته وحمايته»، ونوه بشكل خاص «بدخول المرأة الكويتية محراب البرلمان لتمارس حقها السياسي والدستوري في الانتخاب والترشيح». ومع احتفالات الاستقلال والتحرير قال الأمير: «علينا الا ننسى ان امامنا تحديات جسيمة لا يمكن لواع مخلص ان يتجاهلها وقدرنا ان تتربع ارضنا الطيبة على رأس الخليج العربي متوسطة بذلك منطقة مثقلة بتفاعل الاحداث والتطورات والمتغيرات المتسارعة وهو ما يقتضي منا التزام الحذر واليقظة وحسن ترتيب الأوليات في ضوء قراءة نافذة ومتابعة واعية لتداعياتها واسقاطاتها امنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وان نهيئ العدة لدرء الاخطار والتحديات التي تحملها الى ساحتنا المحلية قبل فوات الاوان». وتحدث الامير عن «الخصوصية الكويتية للعلاقة المتفردة بين الحاكم والشعب بما يحكمها من روابط الأخوة والتلاحم والتكامل والتي كان لها الفضل بعد الله تعالى في تحرير دولة الكويت بعد أن تجسدت الوحدة في المؤتمر الشعبي الذي عقد في جدة ابان فترة الاحتلال الآثم»، ونوه «بأجواء من الحرية (في الكويت) قل نظيرها وهي تعكس السمات الفكرية والحضارية في ابداء الرأي والتعبير والانفتاح على النفس وعلى الغير». ودعا الكويتيين جميعاً الى «الحرص على سيادة القانون والحذر من مغبة الاستقواء بغيره والى التحصن بسلطان قضائنا نزيهاً عادلاً مستقلاً والالتزام بمنظومة دولة القانون والمؤسسات». ونظمت الكويت احتفالات استثنائية ودعت عدداً كبيراً من الزعماء، خصوصاً من الدول التي شاركت قواتها في التحرير ونشرت في الكويت اعلام هذه الدول بما في ذلك العلم العراقي بينما اتخذت اجراءات امنية مكثفة وأغلق عدد من شوارع العاصمة من اجل العرض العسكري الكبير بمشاركة وحدات رمزية من الجيوش الحليفة والشقيقة التي شاركت في التحرير، وكان مخططاً للاحتفالات ان تأخذ صورة اكثر صخباً لولا ان الاحداث التي تعصف ببعض الدول العربية القت بظلالها وحتمت تخفيف وهج الاحتفالات.